الخليل: ابتداع وسائل جديدة في المقاومة الشعبية لحماية المقدسات

الخليل- معا- مدينة الخليل تبهرك باسواقها الشعبية البسيطة التي تقف بكل قوة بوجه الاستيطان الاسرائيلي الذي يحاصرها ويخنقها من كل الجهات وتستغرب وانت تتجول في اسواقها أن كل بقالة على ظهرها جندي احتلالي يحمل سلاحه وعتاده الكامل يريد ان يرهب زائرين المدينة لكي لا يعاودوا زيارتها.

اليوم وفي زيارة لمدينة الخليل وحرمها الابراهيمي شدني اصحاب البقالات الصغيرة الذين يتمسكون فيها بكل قوة رغم ما يدفع لهم من اموال طائلة لاغلاقها اوبيعها يتمسكون برزقهم رغم شح الدخل لأن عندهم هدف هو الحفاظ على مدينتهم من هذا الغول.

ولكي تصل الى الحرم الابراهيمي لابد وأن تسير في البلدة القديمة مرورا بسوقها الذي يعد من اقدم الاسواق في العالم ولكي تصل الى حرمها الابراهيمي تمر بعدد كبير من الحواجز الإسرائيلية التي تستخدم البوابات الحديدة والتي يطلق عليها "المعاطه" والتي لايسمح الا لشخص واحد بالمرور منها ويمر الزائر بثلاث "معاطات حتى يصل الى اخل الحرم.

وتشاهد هناك العجب العجاب مجموعات كبيرة من الجنود الذين يقسمون الحرم الى قسمين قسم للاسرائلين وتم الاستيلاء عليه بالقوة ومصادرته وقسم للمسلمين يفصل بينهم جدار حديدي وضعته اسرائيل على غرار جدار الفصل والضم العنصري الذي وضع على الاراضي الفلسطينية.

وقد شدني داخل الحرم اعداد كبيره من النساء تحمل اطفالا صغارا تتراوح اعمارهم ما بين شهرين – سنتين وسالت الاخ كفاح العويوي امين سر حركة فتح في وسط الخليل فقال انهم اطفال يحضرهم ذويهم ليتم تطهيرهم داخل الحرم.. وواضح لي ان هذه الخطوة قائم عليها شباب مدينة الخليل بهدف جذب المواطنين الى داخل الحرم ليكون هناك تواجد عربي بداخله باستمرار وعدم التسليم للإسرائيليين للتفرد بتواجدهم داخل الحرم .وسالت طبيب كان يقوم بعملية التطهير كم طفل طهرت حتى الان ؟؟؟ فقال لي وهو يبتسم 40 طفلا.. فسالته سؤال اخر وهل تتقاضى اجرا ؟ فقال انه عمل تطوعي وجزء يسير اقوم به لخدمة قضيتي وابناء شعبي واوضح احد الشبان القائمين على هذه الحملة انهم ايضا يشجعون الشبان المقبلين على الزواج لكتب كتابهم داخل الحرم ليبقى يعج بالحيوية والحضور للحفاظ عليه.

وتجولت داخل الحرم لأجد منبر صلاح الدين الأيوبي ماثل امامي وشامخ هذا المنبر المكون من 3600 قطعة خشبية بدون ان يدق به مسمار واحد يقف شامخا بوجه المحتل وبصلابة لم يغير التاريخ ملامحه بل زادة صلابة وقوة ليواجه المحتل بصموده منبر صلاح الدين وهو احد المنبرين اللذان جلبهما صلاح الدين معه لدى فتحه القدس ...و الاخر هو الموجود في المسجد الاقصى و الذي لم يتبق منه سوى بعض الاجزاء بسبب حريق المسجد الاقصى عام 96.

وكان القائد صلاح الدين الايوبي يستخدمها لإلقاء خطبة الجمعة في المسلمين وفي الجولة شاهدة البئر...او بوابة المغارة....و يقال وهي مغارة تقع اسفل الحرم الإبراهيمي ويقال انه يوجد فيها جثامين الانبياء و ازواجهم ...ويقال ان احدا لم يجرؤ على النزول اليها كم هم عظماء ابناء شعبنا الفلسطينيين وهم كل يوم يبدعون باطلاق مبادراة للحفاظ على مقدساتهم الاسلامية فانهم يستحقون منى التقدير وكم كنت خجلان من وضع مدينة الخليل التي شعرة انها تعيش لوحدها بعيدا منسيه فحجارتها التي يبلغ طولها 7 امتار والتي تلف الحرم الابراهيمي تنشد نخوة صلاح الدين ليعيد لها الهيبة من جديد ويحرهها من دنس المحتلين الغاصبين.

عن مدونة منير الجاغوب