وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حاصلات على 95% في الثانوية: الأخوات صفاء وفداء ومنى وأيمان أربع أخوات على مقاعد جامعة القدس المفتوحة

نشر بتاريخ: 17/11/2006 ( آخر تحديث: 17/11/2006 الساعة: 19:13 )
نابلس- معا- من المتوقع ان نجد شقيقين أو ثلاثة اشقاء على مقاعد الدراسة الجامعية ولكن ان نجد اربعة أشقاء فهذا مستبعد وغريب ونادر جداً.

ويبدو ان جامعة القدس المفتوحة تسترسل في توفير سبل جعل الصعب ممكن خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد حيث وفرت امكانية ذلك وتواجدت الاخوات الاربعة على مقاعد الدراسة الجامعية.

ففي جامعة القدس المفتوحة / مركز طوباس الدراسي تتواجد الأخوات صفاء وفداء ومنى وأيمان اللواتي تفوقن في الثانوية العامة فكانت معدلاتهن كما يلي: صفاء 92.8 وانتسبت لجامعة القدس المفتوحة مركز طوباس في الفصل الأول من العام 2002، أما فداء فكان معدلها في الثانوية العامة 95.8 وانتسبت للقدس المفتوحة مركز طوباس في الفصل الأول من العام 2004, وفي العام 2006 اكتملت فرحة الأهل بنجاح التوأمين منى وأيمان بتفوق حيث كانت معدلاتهما 96 و 95.6 وبهذا اكتملت فرحة العائلة ومركز طوباس معا.

ولم يتوقف التفوق عند حدود التوجيهي بل استمر في القدس المفتوحة لتكون فداء الأولى على تخصصها التربية الإسلامية.

وتنحدر الاخوات الاربع من اسرة تعيش الظروف القاسية التي يمر بها الشعب الفلسطيني حيث يعيل الوالد 13 فرداً هم عدد افراد اسرته وهو اليوم عاطل عن العمل.

وحول سبب اختيار جامعة القدس المفتوحة رغم أن معدلاتهن تؤهلهن للالتحاق بأي من الجامعات المقيمة ؟

أجابت منى بالقول إن سياسة الانتشار التي تعتمدها جامعة القدس المفتوحة حيث أن لها فرع أو اكثر في كل محافظة من محافظات الوطن مما يجعل الوصول أليها سهل جدا هذا بالإضافة إلى توفير برامج وتخصصات مختلفة وكذلك العامل الأكثر أهمية وهو الوضع المادي، فهي الجامعة الوحيدة في الوطن التي لا يزال سعر الساعة المعتمدة فيها 13 ديناراً.

بالاضافة للتشجيع من اختنا فداء الدارسة المتفوقة في مركز طوباس الدراسي على الرغم من انها هي نفسها في البداية لم تكن ترغب بالالتحاق بجامعة القدس المفتوحة.

وتضيف ايمان أن الخدمات التي تقدمها الجامعة قد تضاهي الجامعات الأخرى وتحديدا البوابة الأكاديمية وكذلك المنح المالية مثل منحة الاخوة والمتفوقين.

وكذلك فان نظام التعليم المفتوح نظام مرن من حيث حضور اللقاءات ويساعد الدارس على التعود على الاعتماد على الذات في الدراسة مع العلم انه صعب ويحتاج إلى جهد مضاعف من الدارس.

وعن دور الاهل وادارة الجامعة قالت منى:" بالتأكيد أن للمتفوق نفسه الدور الأبرز في صناعة النجاح والتفوق ولكن الفضل الأول يعود إلى الأهل وحثنا على التعليم منذ الصغر ومتابعتنا دراسيا حتى وصلنا إلى الثانوية العامة فعمدوا إلى توفير الأجواء المناسبة للدارسة, ولا ننسى فضل العاملين في الجامعة وتحديدا من يعرفون أننا متفوقات يتعاملون معنا بشكل متميز".

ولو سنحت لكم الفرصة للانتقال إلى جامعة أخرى؟

تباينت وجهات النظر حيث قالت منى "سأفكر في الأمر إذا توفرت جامعة مقيمة وقريبة وغير مكلفة ماديا" في حين أجابت إيمان بأنها تعودت على نظام التعليم في الجامعة وأنها لن تفكر في الانتقال.

في العادة المتفوقون طموحون الى ماذا تطمحن أو ماذا تتمنين؟

نتمنى ان يستمر تفوقنا ونجاحنا في الجامعة وعندما نتخرج، نتمنى ان تتاح لنا الفرصة باكمال تعليمنا العالي بجامعة القدس المفتوحة وان تكون الجامعة قد انجزت برنامج الدراسات العليا في ذلك الوقت. وكما اننا نشجع على التحاق المتفوقين بجامعة القدس المفتوحة.

وتعقيباً على هذه الحالة قال الأستاذ محمد اللحام الناطق الرسمي بإسم الجامعة إن هذه الحالة تشكل محط فخر وإعتزاز ليس للجامعة فحسب بل للمجتمع الفلسطيني الذي يثبت من خلال هذه الحالة على إصراره وتمسكه بالحياة وصناعة مستقبله بيده وعدم الإستكانة للظروف المحيطة.

ويضيف اللحام أن الأخوات الأربع يشكلن مؤشراً على إمكانيات المرأة الفلسطينية وقدرتها على فتح آفاق أوسع ودور أكبر في الحراك الإجتماعي عبر التسلح الأكاديمي الذي وفرته جامعة القدس المفتوحة بهامش يتناسب مع ذوي الدخل المحدود وحتى المعدمين والفقراء ولا أعتقد أن دارس أو دارسة يترك الجامعة بسبب عدم قدرته على دفع المستحقات المالية فأبواب رئيس الجامعة ومدراء المناطق والمراكز والدوائر مفتوحة وكذلك مساحة التعاون مع الجسم الطلابي وممثليه في مجالس الطلبة كبيرة ومعنونة بالإحترام والتعاون، وكذلك تقديم مساعدات مالية من خلال حوالي 24 نوع من المنح.

أما عن الأسباب التي دفعت الأخوات للإلتحاق فإن الأستاذ اللحام يلتقي مع تشخيص الطالبات ويضيف ان فلسفة جامعة القدس المفتوحة قائمة على نقل التعليم حيث المتعلم وهذا يناسب كافة القطاعات المجتمعية في ظل ظروف الحصار والقهر والفقر أيضاً.

كما أكد اللحام على أن الجامعة وبعد 15 عاماً أثبتت عبر خريجيها قوة برامجها وتخصصاتها وإستقطابها لكفاءات أكاديمية وإدارية مشهود لها على مستوى الوطن.