وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكلية الجامعية تنظم يوما علميا حول أهمية الكشف المبكر للإعاقة

نشر بتاريخ: 08/12/2011 ( آخر تحديث: 08/12/2011 الساعة: 13:24 )
غزة-معا- ضمن فعاليات الملتقى الإبداعي السابع للمعاقين الذي تنظمه الكلية تحت شعار لأجلكم في ذكرى يوم المعاق العالمي بتمويل من لجنة مناصرة فلسطين الخيرية - فرنسا، انطلقت وقائع اليوم الدراسي الذي ينظمه القسم بعنوان الكشف والتدخل المبكر حاضرا ومستقبلا.

وأشار ناصر غانم رئيس قسم علوم التأهيل ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم الدراسي إلى حرص قسم علوم التأهيل على تلمس احتياجات وهموم وآلام فئة ذوي الاحتياجات الخاصة وتسليط الضوء على أهم القضايا الحساسة في حياتهم وتوفير العلاج والحلول البناءة لهم، موضحا أن اليوم العلمي يتناول قضية الكشف والتدخل المبكر لحالات الإعاقة، وشكر كل من شارك وساهم في إنجاح وإنجاز فعاليات هذا اللقاء المهم على حد تعبيره.

من جهته أكد المهندس تامر اشتيوي مساعد النائب الأكاديمي على اهتمام الكلية بخدمة مختلف فئات المجتمع الفلسطيني وفي مقدمتها شريحة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرا إلى خصوصية الأوضاع التي يعيشها الشعب الفلسطيني بفعل الحصار والإغلاق والعدوان الذي يخلف العشرات من الجرحى وذوي الإعاقة، معربا عن أمله بالخروج بتوصيات منطقية قابلة للتطبيق ليتم نقلها إلى الجهات الرسمية وصناع القرار في المجتمع لتنفذ لصالح المعاقين.

أولى محاور اليوم العلمي تحدث خلالها محمد اليازوري رئيس اللجنة التحضيرية للملتقى عن العوامل التي تعيق عملية التدخل المبكر في العالم العربي وذكر منها نزعة أولياء الأمور للانتظار أو توقع حلول سحرية لمشكلات أبنائهم، وعدم رغبة أولياء الأمور في الاقتناع بأن طفلهم معوق لأن ذلك يبعث الخوف في نفوسهم بسبب اتجاههم واتجاهات المجتمع بوجه عام نحو الإعاقة، وتعامل الأطباء مع الإعاقة من منظور طبي فقط مما يدفعهم إلي تبني مواقف متشائمة حيال إمكانية تحسن الطفل، وعدم توفر مراكز تدخل مبكر متخصصة.

من ناحيتها أكدت فلسطين العمري من جمعية أطفال للصم أن إجراء الفحص المبكر في قطاع غزة يلبى احتياجات أساسية للمواليد حديثي الولادة أسوة بأطفال العالم ويعد أولوية وطنية تحتاج لكافة الجهود من الأطراف المختلفة، وأن ما قامت به جمعية أطفالنا كانت نقطة بداية لاعتماد نظام صحي محلي من قبل الجهات الرسمية والدولية والمحلية ليصبح إجراءا روتينيا كبقية الفحوصات التى تجرى في عيادات الرعاية الأولية، وأكد على استعداد جمعيته للتعاون والشراكة لتقديم كل ما لديها من إمكانيات لدعم هذا التوجه ليصبح واقعا ملموساً.

وفي ذات السياق تحدث كمال أبو قمر مدير عام الجمعية الوطنية للتأهيل عن برامج التدخل المبكر مع الأطفال الصم وضعاف السمع التي نفذتها جمعية أطفالنا للصم في قطاع غزة بهدف تمكين أولياء الأمور من اكتساب مهارات التواصل مع أطفالهن في دورات تدريبية أو ورش عمل نظرا لانخفاض الطاقة الاستيعابية للجمعية.

وحول الكشف عن الإعاقة والتدخل المبكر ذكر الدكتور إياد أبو سلمية المدرس في القسم أن التدخل المبكر تنبع أهميته من أهمية المراحل العمرية الأولى للطفل حيث تكون اللبنة الأولى في تشكيل بناء الطفل، كما لها من فاعلية كبرى في إصلاح الانحرافات النمائية الممكنة لديهم كونهم في مراحل العمر الأولى لنموهم وذلك بحسب دراسات لوثر هامر التي أجريت على الأطفال المعوقين في سنوات حياتهم المبكرة في ألمانيا، وأشار إلى أن تطبيق مختلف البرامج العلاجية وربطها بالبرامج التربوية فور حصول الإصابة بالإعاقة يعطي نتائج باهرة.

من جانب آخر، تطرق نبيل جنيد مدير البرامج في جمعية الحق في الحياة إلى أهم برامج التدخل المبكر التي نفذت في قطاع غزة ومن ضمنها برنامج بورتج الذي يستخدم في جمعية الحق في الحياة مع أطفال الداون سندروم، وأبان أنه برنامج منزلي لتثقيف أمهات الأطفال المعوقين من سن الولادة إلى 6 سنوات، ويختص بالتدخل المبكر لتدريب هؤلاء الأطفال داخل بيئتهم المحلية وخاصة بالمنزل، وتدور فكرة البرنامج حول تزويد الأم بالأسس المتعلقة برعاية الطفولة والتعليم الخاص والمؤثرات الحسية التي تؤدي إلى تطوير المهارات العديدة للطفل المعوق سواء عقليا أو جسميا ولمتعددي الإعاقات ومشاكل النطق والكلام.

وأوصى المشاركون بضرورة التعاون والتنسيق بين مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والوزارة المعنية فيما يخص عملية الاكتشاف والتدخل المبكر، وأشاروا إلى الحاجة لافتتاح مراكز للتدخل المبكر التي تقدم خدمات تأهيل شاملة في مناطق مختلفة من قطاع غزة وخاصة في المحافظات الجنوبية والوسطي، وأكدوا على الحاجة لنظام إحالة فاعل بين المراكز والمؤسسات الصحية والتربوية.

وأكدوا على ضرورة زيادة الاهتمام بتقديم المعلومات الخاصة بمهارات الاكتشاف لمختلف مظاهر التأخر النمائي، ومساعدة الأهالي من خلال وسائل الإعلام المختلفة، واعتماد برامج تدخل مبكر متخصصة مهنيا لتوفير الجهد عن الأهالي ولتوجيههم إليها، والحيلولة دون اقتصار عمل مركز التدخل المبكر علي مشاريع توظيف مؤقتة وتشجيع ودعم فكرة إقامة مراكز تدخل مبكر متخصصة لتقديم خدمات شاملة.