وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الكلية العصرية الجامعية تحتفي بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر عبدالخالق

نشر بتاريخ: 08/12/2011 ( آخر تحديث: 08/12/2011 الساعة: 13:04 )
رام الله -معا- برعاية وزير الثقافة سهام البرغوثي، وبحضور رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية المحامي الدكتور حسين الشيوخي، وقاضي القضاة سماحة الشيخ يوسف ادعيس وعدد كبير من الأكاديميين والمثقفين والإعلاميين والمبدعين الفلسطينيين، أقامت الكلية الجامعية العصرية احتفالاً ثقافياً احتفاءً بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر والصحفي الفلسطيني مطلق عبد الخالق الذي ولد في العام 1910 وتوفى في حادث سير في العام 1937.

والى جانب الكلية الجامعية العصرية، فقد بادر الى إقامة هذا الإحتفال، منتدى مطلق عبد الخالق – الناصرة وبسطة إبداع وهي تجمع ثقافي للمبدعين الشباب.

وفي بداية الاحتفال تحدث الكاتب الدكتور حسن عبد الله رئيس مركز الاسرى للبحوث والمتابعات القانونية التابع للكلية العصرية، ورحب باسم مجلس الأمناء وهيئتها الأكاديمية بالحضور، معلناً أن هذا الاحتفال هو باكورة سلسلة نشاطات ثقافية ستستضيفها الكلية وينظمها منتدى العصرية الابداعي بالتعاون والتنسيق مع المؤسسات الثقافية ذات الصلة، مشيراً ان هذه النشاطات ستجري بالتكامل والتنسيق مع مركز الاسرى للبحوث والمتابعات القانونية التابع للكلية الذي تأسس مؤخراً.

وعرض الدكتور عبد الله لمحة عن سيرة الشاعر مطلق عبد الخالق الذي عاش حياة قصيرة، ولكنها كانت غنية بالعطاء والإبداع، حيث ولد الشاعر الراحل في مدينة الناصرة عام 1910، ورحل بشكل مفاجىء عن 27 عاما وهو في ريعان شبابه وقمة عطائه.

وقال أن الشاعر الراحل كثف حياته شعرا وصحافة ووطنية وإنسانية، وكان وكأنه في سباق مفتوح مع الزمن.

واشاد عبد الله بالجهود التي يبذلها منتدى الشاعر مطلق عبد الخالق برئاسة السيد نمر يزبك، وبالجهود الفردية للباحث جهاد صالح الذي نجح في إنجاز دراسة معمقة عن الشاعر الراحل.

بدوره توجه نمر يزبك رئيس منتدى مطلق عبد الخالق – الناصرة، الحضور، وأكد عمق العلاقات التي تربط بين فلسطينيي الداخل وإخوتهم في الضفة الغربية والفلسطينيين عامة في أماكن تواجدهم كافة.

وقدم محمد راضي عطا، المنسق العام لبسطة ابداع، لمحة عن "تأسيس بسطة ابداع"، موضحاً أنها انطلقت في العام 2010 وكانت نواتها مجموعة شبابية تطمح لتجسيد هويتها الوطنية، وايصال رؤيتها الثقافية.

وأكد عطا أن بسطة ابداع ستنظم العديد من الفعاليات الثقافية تخليداً لذكرى مثقفين ومبدعين فلسطينيين، وأقربها سيكون حفلاً ثقافياً في ذكرى الشاعرة فدوى طوقان.

وفي كلمتها الشاملة حيت الوزيرة البرغوثي جهود القائمين على الاحتفالية، وأكدت أن الوزارة تواصل احتضان هذه المبادرات، وأعربت عن سعادتها لاتساع الاهتمام بالثقافة والمبدعين، وقالت أن ثقافتنا هي حصننا الذي يحمي هويتنا وحقوقنا، وهي التي تؤصل روايتنا الفلسطينية.

وأضافت البرغوثي أن الشاعر الراحل مطلق عبد الخالق هو من مؤسسي جمالية القصيدة العربية، وهو من أصّل القصيدة الوطنية، وربط بين جماليتها ووطنيتها كعنصرين متلازمين.

وأكدت البرغوثي أن لا خوف على ما تركه الراحلون من إرث ثقافي، فالشعب الفلسطيني ككل الشعوب المتحضرة يحترم مبدعيه ويجلهم، ويحفظ إبداعاتهم، وخلصت إلى ان المبدعين لا يموتون لأن قصيدتهم خالدة، وحكايتهم خالدة، وإرثهم هو البوصلة التي نهتدي بها من جيل إلى جيل. وأكدت أن وزارة الثقافة تعي أهمية كل حراك ثقافي وتحرص على دعم ورعاية كل مبادرة ثقافية، وتعمل مع المؤسسات الأخرى من أجل ثقافة وطنية ديمقراطية، ثقافة للتواصل، تحمي وتصون المنجزات وتعمل على احتضان قيم المساواة والعدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية.

وكانت المداخلة المركزية في الاحتفالية للباحث جهاد صالح الذي أعد دراسة متكاملة عن الشاعر مطلق عبد الخالق، ووصفه بأنه رائد الشعر الرومانسي في فلسطين، وتحدث عن حياته القصيرة والغنية بالإبداع، مشيرا إلى انه بدأ نظم الشعر في سن التاسعة، وكان غزير الإنتاج بحيث ينظم قصيدتين أو ثلاث في اليوم الواحد.

وعرض صالح الأغراض الشعرية التي كتب فيها الشاعر الراحل حيث برزت ميوله الفلسفية والرومانسية كما كشف ذلك كبار النقاد العرب.

وبين ان الموضوع الأبرز في شعره تمثل في التأملات النفسية ثم الأغراض الوطنية والغزلية والأغراض الأخرى كالطبيعة والرثاء. كما انه اطلع مبكرا على الأدب الغربي ومدارسه، وتأثر بشعراء الرومانسية كالشاعر الفرنسي لامارتين، والشعراء الانجليز شكسبير ووردزورت وشيلي.

ولفت إلى ان انشغال عبد الخالق بتأملاته وميوله الفلسفية لم يثنه عن قضايا وطنه حيث عايش الهموم والأوجاع الوطنية وعبر عنها في شعره بشكل جلي، وتأثر بالثورة التي قادها الشيخ عز الدين القسام، وكان في طليعة الشعراء العرب الرومانسيين الذين مازجوا وزاوجوا بين رومانسيتهم ووطنيتهم، وقدم لوحات رائعة مستوحاة من الطبيعة ووظفها في خدمة القضية الوطنية.

ولفت الى أن الشاعر الراحل كان واعيا لمخططات الاستعمار البريطاني والحركة الصهيونية، اذ أدرك مبكراً أن شعبه الفلسطيني سيتصدى لهذه المؤامرات وسيسقط منه الكثير من الشهداء فنظم قصائد مؤثرة في تمجيد الشهداء .

وتخلل العرض الذي قدمه الباحث صالح، قراءة قصائد ومقاطع شعرية للشاعر عبد الخالق تناوب على قراءتها الشعراء الشباب أشرف عمرو ومحمد البرغوثي وكرمل البرغوثي وعز الدين التميمي.

وفاجأ رئيس مجلس أمناء الكلية العصرية الجامعية، د.حسين الشيوخي، الحضور بالاعلان عن اطلاق اسم الشاعر "مطلق عبد الخالق" على احدى القاعات الرئيسة في الكلية، احتراماً وتقديراً لمسيرته الادبية والصحفية، حيث لاقى ذلك حماساً وترحيباً من قبل الاوساط الثقافية والابداعية الفلسطينية، لما تمثله هذه المبادرة من دلالات معنوية وتأريخية.

ومن الجدير بالذكر ان الشاعر توفي في حادث طرق بين مركبة كان يستقلها وقطار في حيفا، حيث كان متوجهاً للاطلاع على مساعيه بشأن المعتقلين الفلسطينيين في مخيم المزرعة، الذين كانوا يقبعون في السجون البريطانية.