وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"شبح الحرب" يخيّم على قطاع غزة في ظل تواصل التصعيد

نشر بتاريخ: 10/12/2011 ( آخر تحديث: 10/12/2011 الساعة: 17:42 )
غزة - تقرير معا- غارات إسرائيلية على قطاع غزة وتوغلات محدودة في المناطق المحاذية للحدود تعيد للغزيين لذكرى أيام حرب لم تمح آثاراها بعد.. فلا يزال العشرات منهم يقطنون في خيام يتمنون عدم سقوط المطر.

إسرائيل صعّدت من عدوانها على قطاع غزة مؤخرا من خلال اغتيال ناشطين من أجنحة المقاومة الفلسطينية وقصف البيوت المحاذية للحدود بالإضافة إلى عمليات توغل محدودة في محاول منها لاستدراج المقاومة إلى ما لا يحمد عقباه.. فإلى أين تتجه الأمور في القطاع؟

المواطن أبو محمود من سكان مناطق شرق غزة أعرب عن تخوفه من أن يتطور الوضع الميداني في قطاع غزة من قصف محدود الى تصعيد يشبه الحرب الأخيرة قائلا:"أي حرب جديدة ستكون بمثابة دمار شامل للشعب الفلسطيني هنا الذي ما زال لم يستفق من الصدمة الأولى".

وتابع:" نحن لم ننته من آثار الحرب الأولى فكيف بحرب ثانية.. مبينا أن أطفاله يعيشون في حالة من الهلع والخوف كلما سمعوا صوت انفجارات في المنطقة قد تكون ناجمة من العاب النارية".

سكان المناطق الحدودية لا يعرفون النوم ليلا ويبقون متيقظين لحركة الدبابات في تلك المناطق خوفا من قناص يعتلي أسطح عماراتهم.

من جانبها تساءلت المواطنة ميرفت عن أسباب التصعيد الإسرائيلي الذي يتزامن مع ذكرى مرور ثلاثة اعوام على الحرب الأخيرة قائلة:" أي حرب قادمة على قطاع غزة لن تكون أسوء من سابقتها...فتلك الأيام ما زالت حاضرة في ذاكرتنا بجميع تفاصيلها وأي عدوان لن يمحيها".

المحلل السياسي أكرم عطا الله قال ان إسرائيل بحاجة لمعركة لاستعراض قوتها بعد أن شعرت بأن قوة ردعها العسكرية تآكلت في الأسابيع الأخيرة مشددا ان الهدف الآخر لتصعيد العدوان الإسرائيلي ضد قطاع غزة هو محاولة إسرائيلية لزيادة الفرقة بين الفلسطينيين الذاهبين إلى نهاية الانقسام.

وبين عطا الله أن صفقة التبادل الأخيرة مع حركة حماس وتوجه الفلسطينيين لطلب عضوية فلسطين في المؤسسات الدولية والتهديدات المتصاعدة ضد إيران كل هذه الأمور دفع إسرائيل للاعتقاد بان قطاع غزة هي الجهة التي ستمكنها من استعادة قوة ردعها.

وأضاف عطا الله:" إسرائيل شعرت بحاجة اليوم لتثبت للجميع أنها قادة على حماية نفسها مشددا أن الجيش والحكومة الإسرائيلية معنيين بتصعيد كبير في قطاع غزة.

وبين عطا الله ان هذا التصعيد الذي تسعى إليه إسرائيل يقف على أمرين اثنين هما رد الفعل الفلسطيني لدى المقاومة ودور الوسطاء في الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها مشددا انه إذا كان رد الفعل الفلسطيني كبير ربما حينها قد تنجح إسرائيل لحرب كبيرة أما إذا كان رد الفعل الفلسطيني محسوم فستبقى الأمور على ما هي عليه.