وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قطر والافتتاح والخارطة

نشر بتاريخ: 12/12/2011 ( آخر تحديث: 12/12/2011 الساعة: 10:51 )
بقلم عصري فياض

بداية هناك بعد بين المداولات السياسية التي يتعاطى معها العالم وحقيقة ووجدان الشعوب، فمثلا اليابان تتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية من كل الجوانب ، لكن العرف الاجتماعي الشعبي لدى الأمة اليابانية لا زال يعتبر الأمريكان شياطين منذ نهاية الحرب الكونية الثانية والتي ألقت فيها الولايات المتحدة على مدينتي هوروشميما ونكزاكي القنبلتين النوويتين، ونحن كفلسطين وعرب وكمسلمين، نتغاضى عندما يتداوله أهل السياسة من حل الصراع العربي الإسرائيلي عبر حل الدولتين او حسب قرارات الامم المتحدة او مشاريع مقترحة ونعتبره فن اللعبة السياسة المتاح، اما من الجهة الوجدان الشعبي الفلسطيني والعربي والمسلم ففلسطين كلها فلسطين قديما وحديثا ومستقبلا، وبناء عليه كانت خارطة فلسطين كاملة في كل المناسبات والمواقع والأحداث،لكن ما عرض في افتتاحية الالعاب العربية في قطر من ابراز خارطة فلسطين ب22% من مساحة فلسطين الاصلية وبشكل جزئين الاول للضفة والثاني لقطاع غزة، هذا غير مقبول ويمس مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين،بل قد يتعداه الى ما ابعد من ذلك، كون قطر الان تعيش مرحلة قيادة الدول العربية في مرحلة ما يسمى بالربيع العربي،فقد تقدمت في الاشهر الاخيرة الدوحة على القاهرة وعلى العواصم العربية الأخرى في صناعة "القرار العربي"، او المغلف بالكوفية العربية البيضاء، والعمل على تسويقه في كل مكان في الوطن العربي الكبير خدمة لمصالح غير المصالح العربية، حتى لو أدى الامرـــ وقد ادى ــ إلى إزهاق الأرواح وسفك الدماء.

من هنا كانت الإشارة القطرية في الافتتاح الرياضي والتي شملت ايضا عرض خارطة المغرب العربي ناقصة مساحة الساقية الحمراء بغض النظر عن الموقف من الصراع المغربي الصحراوي، كانت إشارة مقصودة ومبيته ، و هذا الأمر درس بإمعان، وقامت حكومة قطر بتسويقه عبر هذه التظاهرة الرياضية العربية الواسعة، لترصد ردة الفعل، وتبني عليها المواقف القادمة في الربيع العربي الذي تحمل راية توظيفه بعيدا عن أمالي وطموحات الثائرين، ولتقوده الى مربع اعد له بإتقان ،في استغلال واضح للرياضة العربية وبهرجة الاحتفال الكبير، لتضيع الإشارات التي تمس الوجدان الفلسطيني والعربي وحتى المغربي بين موجات التصفيق في الاستاد الضخم الذي ضم مئات الآلاف وساحة العرض التي استوعبت عشرة الآلاف رياضي ومنصة الشرف التي جمعت أمير البلاد ورؤساء وأمراء وفي مقدمتهم الرئيس الفلسطيني محمد عباس ابو مازن.

من هنا، إذا كانت السياسة الفلسطينية تقدر ان هذه الإشارة من الممكن بلعها تماشيا مع عدم الإساءة للعلاقات العربية،فمن حق القطاعات الشبابية والمنظمات الأهلية، والقطاعات الأخرى تسجيل احتجاجها على هذا الموقف الذي يقرأ منه شطب حق العودة لاكثر من ثلثي شعب فلسطين،فمن الصعب على الشعب الفلسطيني بل من المستحيل أن يسلم برايات تظلله من فوق راسه وفيها اشارة تدمر حلما وثوابت مقدسة دفع من اجلها خيرة أبناء شعبه شهداء واسري ومعاقين ومشردين ومطاردين ولا زال، وكان للبعثة الفلسطينية الرياضية المشاركة في هذه الألعاب تسجيل موقف من هذا العرض، وهذا الموقف سيجد حجما من التعاطف مع موقفها، بل ومن ينصرها ويشد من ازرها،بل واكثر من ذلك،سيكون اول موقف فلسطيني بايدي رياضية يقاوم مشروع او مشاريع قادمة باسم الربيع العربي لتسويق الحلول التي لم يفلح من اطاح بهم الربيع العربي من تسويقها عبر الثلاثين او الستين عاما الماضية.