|
عبد الله لـ معا: تجربة المعتقلين الثقافية والإبداعية لم تأخذ حقها
نشر بتاريخ: 12/12/2011 ( آخر تحديث: 13/12/2011 الساعة: 10:00 )
بيت لحم-معا- اجرت معا لقاء مع د.حسن عبد الله، وهو كاتب وباحث واعلامي، تعددت تجربته بين كتابة القصة القصيرة واصدار اربع مجموعات قصصية واربعة اصدارات "نصوص أدبية" مفتوحة، وبين اصدار خمس دراسات متكاملة، تناولت اوجهاً من تجربة المعتقلين لاسيما وأنه كان معتقلاً سابقاً، الى اصدار دراسات جدية في الثقافة والإعلام، ليصل عدد اصداراته المنشورة في كتب سبعة عشر اصداراً. ولعل اللافت في اصداراته الأخيرة اصدار أدبي لافت حمل عنوان "رام الله تصطاد الغيم"، وإصدار بحثي صدر مؤخراً، تناول تجربة محطات التلفزة الخاصة، حيث اعتمد الباحث المنهج البحثي الكيفي، ليخلص في المحصلة النهائية ان تجربة محطات التلفزة الخاصة في شوطها الأخير، حيث ستغيب عن المشهد في السنوات القليلة المقبلة، مقدماً بذلك رؤية تطويرية حول كيفية تحويل المحطة التلفزية الخاصة الى قناة فضائية، تستفيد من التقنيات الحديثة وانفتاح أفق الفضاء.في الحوار التالي، تسلّط "معا" الضوء على بعض الجوانب المتعلقة بتجربة د.عبد الله البحثية والاعلامية والابداعية الأدبية، وسيكون لنا وقفة خاصة مع كتاب "رام الله تصطاد الغيم"، والجديد الذي قدمه هذا الاصدار، وماذا تعني رام الله للكاتب، وكيف ينظر لعلاقته بالمكان.ثلاثية الباحث والاعلامي والأديب:بداية سألنا د.عبد الله، أي المجالات أحب اليه، الباحث أم الاعلامي، أم الأديب؟ وقد لخص إجابته لنا على النحو التالي:"لا أستطيع فصل مجال من المجالات الثلاثة، عن بعضها، فالكاتب فيّ قد أسس للإعلامي، والإعلامي أسس للباحث، فيما الباحث أغنى وعمّق حسن عبد الله الاعلامي، بينما جعل الإعلامي فيَّ الباحث يرى بعينين قادرتين على الاستقراء والاستشفاف.أنا اعتقد ان الكاتب والإعلامي في تجربتي متلازمان، لا استطيع فض التلاحم بينهما، فمن يقرأ لي مقالاتي السياسية الدورية، يجد أنني أكتب السياسة بلغة الأدب. وعندما أحاول الكتابة بلغة سياسية عادية، أجد صعوبة في ذلك، وأحياناً أكتب المقال السياسي على شكل قصصي، حيث أراعي التسلسل والترابط والتشويق ورشاقة اللغة. أما الباحث، فإذا اجتمع مع الإعلامي يمكنهما أن ينجزا أعمالا مهمة، شريطة ان لا يلبس البحث ثوب الاعلامي، فللبحث أدواته ومفاتيحه وأسلوبه. كما ان لغة الإعلام بما فيها من مباشرة اذا غزت النصوص الأدبية فإنها تضعفها، بيد أن اللغة الأدبية اذا ما دخلت على العمل الإعلامي، فإنها تضفي عليه جمالية خاصة.تجربة الاعتقال محطة تأمل وإبداع:س: معروف أنك أمضيت ما يقارب ثماني سنوات في الإعتقال بين محكوم وإداري ومهدد بالإبعاد، بخاصة في مرحلة الإنتفاضة الأولى، ماذا أفادتك هذه التجربة إبداعياً؟- قلت في أكثر من مقابلة وفي أكثر من مناسبة، إنني رغم الفرص التعليمية الأكاديمية التي حصلت عليها، وما أحمله من شهادات أكاديمية، فإنني اعتبر نفسي "أحد خريجي مدرسة الإعتقال"، على المستوى الثقافي والإبداعي والصحفي أيضاً.فقد خضت تجربة الإعتقال على مراحل، فاعتقلت وأنا على مقاعد الدراسة الجامعية، ثم اعتقلت بعد ذلك بسنوات. لكن الاعتقال في بداية الثمانينيات من القرن الماضي شكل لي محطة شديدة الأهمية للقراءة والتمعن وتعلم أسلوب الحوار طويل النفس والاستماع الى تجارب الآخرين، وتطوير ملكة الكتابة، فقد كنت خلال فترة دراستي الجامعية، أكتب القصة القصيرة والخاطرة ونشرت بعض المقالات الأدبية والسياسية في الصحف المحلية. كما أنني عملت في تحرير المجلة التي كانت تصدر في أواخر السبعينيات عن مجلس طلبة جامعة بيت لحم.وفي الاعتقال وجدت أن هناك فرصة مواتية لي للقراءة، حيث سابقت الزمن في قراءة الأعمال الروائية والقصصية لكل من حنا مينا وغسان كنفاني وعبد الرحمن منيف والطاهر وطار ويوسف ادريس والقعيد وغادة السمان وزكريا تامر ونجيب محفوظ والطيب صالح، وأعمال أدبية رائعة لجون شتاينبك، وكل ما وقع في يدي من أعمال روائية سوفييتية مترجمة، وقرأت باستمتاع أشعار محمود درويش وراشد حسين وعز الدين مناصرة ونازك الملائكة وأحمد فؤاد نجم، وقرأت أيضاً لعدد كبير من الكتاب والأدباء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين لا استطيع في مقابلة ان أستعرض أسماءهم، وقرأت في الإقتصاد والفلسفة وعلم النفس والعلوم السياسية. وعندما تحررت من الاعتقال، والتحقت بالعمل الصحفي فإن كل هذا المخزون قد أفادني. كما ان التجربة بتواضع شديد عمقت تجربتي الكتابية، من خلال عشرات القصص القصيرة والمقالات التي كتبتها خلال فترة الاعتقال، وخضعت لتحليل ونقد زملائي المعتقلين. وأستطيع القول إن تجربة الاعتقال الأول زودتني بمعارف ثقافية وبأدوات ومفاتيح كتابية ابداعية أنا مدين لها. لأنها شكلت لي أساساً بنيت عليه لاحقاً ما أنجزته ثقافياً وابداعياً وبحثياً وإعلامياً.س: في بحوثك ودراستك المتعلقة بالتجربة الثقافية والإعلامية دائماً تتحدث عن "مدرسة الإعتقال"، فهل الأمر بهذا التبسيط؟- أعتقد أن تجربة المعتقلين الثقافية والتنظيمية والاجتماعية بشكل عام لم تأخذ حقها من البحث والتوثيق والتأريخ، وأن الإصدارات التي تناولت هذه التجربة كانت محدودة وبمبادرات فردية، أو بمبادرات موسمية من بعض المؤسسات الرسمية والخاصة. لكن كل ما صدر لم يرتق الى مستوى زخم وشمولية التجربة.أما بالنسبة لتسمية من تخرج ثقافياً وتنظيمياً وإعلامياً من هذه التجربة بأنه قد تخرج من مدرسة الإعتقال، فأنا أعني ذلك تماماً. إنها بالفعل مدرسة، التعليم فيها مستمر ومتواصل فردي وجماعي. أجل فالاحتلال أراد تحويل المعتقلات الى جزر بعيدة معزولة، مفرغة ثقافياً وفكرياً، عبارة عن محطات للتآكل النفسي، أي أن الاحتلال أراد أن يقرب المعتقل الفلسطيني من الموت. ليدرك المعتقلون ان بالثقافة والفكر والتنظيم والتعليم الذاتي بإمكانهم بعث الدفءفي الأكياس الحجرية الباردة، وتحويل الزنزانة الصفراء الى غرفة دراسية تشع نوراً ومعرفة. أي أن المعتقل سعى دائماً لكي يرد على التقريب من الموت، بالتقرب الى الحياة، بل الالتصاق بها والتماهي معها، ليصبح الانسان المعتقل هو الحياة، التي وإن حوصرت مؤقتاً فإنها ستشق طريقها يوماً الى الحرية، تسهم في بناء المشروع السياسي والثقافي الفلسطيني بما اختزنته من خبرات ومعارف ومهارات خلال تجربة الاعتقال.إذن فقد اختزن المعتقل الفلسطيني الحياة في أعماقه، وتنشقت روحه الحرية، حتى والأصفاد تدمي اليدين والرجلين، لأن الحياة الحرة هي معرفة الضرورة، أي معرفة ما الذي يتماهى ويتماثل وينسجم مع انسانية الانسانية، وما الذي يتناقض مع هذه الانسانية وضمن هذا المنظور الفلسطيني، استطيع القول إن المناضل من أجل الحرية حتى لو كان معتقلاً فهو حر. ومن يقبض على اعناق الناس ويعارض القوانين الإجتماعية والإنسانية فهو معتقل حتى لو كان سجاناً يخشخش بمفاتيح الأبواب الحديدية الثقيلة.لو لم تكن "المعتقلات مدرسة"، لما خرّجت عشرات بل مئات وآلاف الكوادر التنظيمية والكفاءات الابداعية والثقافية. فهناك عشرات الأدباء الذين تفجرت مواهبهم في الاعتقال، وهناك المئات ممن تخرجوا من مدرسة الإعتقال يتقنون اللغات الأجنبية، ويغنوا تجربة الترجمة في الوطن بعد تحررهم. أما من تخرجوا والتحقوا بالتجربة الإعلامية فهم كثر. إضافة الى الخبراء في الشؤون الاسرائيلية الذين تخرجوا من "المدرسة ذاتها" ومنهم على سبيل المثال لا الحصر، جبريل الرجوب، سعيد عياد، عطا القيمري، هاني العيساوي، غازي أبو جياب وآخرون وآخرون.ولو لم يكن المعتقل مدرسة، من أين لنا بكفاءة في الشؤون الإسرائيلية ككفاءة الدكتور ناصر اللحام ، الذي بدأ بتعلم اللغة العبرية في بداية العام 1986، ثم ليكثف دراسته للقضايا الإسرائيلية في معتقل رام الله والخليل وليصبح الآن ملماً بتفاصيل تتعلق بجميع الميادين والمرافق الاسرائيلية.كيف لا تكون "مدرسة"، وفهد أبو الحاج الذي زج به في الإعتقال أمياً قد تخرّج باحثاً، ولحق بعد تحرره بالتجربة الأكاديمية وهو الآن على أبواب نيل درجة الدكتوراه. من أين لفهد أبو الحاج أن يعوّض ما فاته من تعليم إلا بتجربة المعتقل.وعلينا ان نشدد هنا ان الاعتقال بحد ذاته ليس مطلباً، وهو ليس إنسانياً والأساس أن يكون الانسان حراً طليقاً. لكن عندما يفرض فإن استثمار الوقت، بالإستفادة القصوى من التجربة، يصبح ضرورياً وحيوياً، بل وطنيا وإنسانياً من الدرجة الأولى.وفي تقديري ان تجربة التعليم الذاتي للمعتقلين الفلسطينيين تحتاج الى مزيد من البحث، لأنها تجربة رائدة بكل المقاييس. إن المعتقلين جسدوا تماماً الفلسفة التعليمية لـ (باولو فريري) ، جسدوها مبكراً وحتى دون ان يقرأوا لـ (فريري)، وإنما انسجاماً مع خصوصية واقعهم وانطلاقاً من رؤية ابداعية.فلم يكن في التجربة ذلك التعليم الذي يعتمد حشو المعلومات أي ما أسماه فريري (الإيداع في البنك)، وإنما اعتمدوا التعليم بالمشاركة، التعليم بالحوار، "المعلم الطالب، والطالب المعلم"، تبادل الادوار بين المعلم والطالب. كما ان المعلم الذي يعلم في حلقة ما، مثلاً "اللغة العبرية"، ينتقل ليصبح طالباً لدى تلميذه الذي يتحول الى معلم في الفلسفة أو الإقتصاد. لقد كان تبادل الأدوار التعليمية في التجربة إبداعياً، وأعطى أبعاداً تكاملية للعملية برمتها. فتحولت المعتقلات الى ساحة تعليمية مفتوحة. الصحافة العبرية في تجربة المعتقلين:س: نشرت كتاباً بعنوان "الصحافة العبرية في تجربة الإعتقال"، حبذا لو تسلّط لنا الضوء على الكتاب ودوافع تناول موضوع الصحافة العبرية؟- الكتاب هو في الأصل عمل بحثي منهجي، قدمته قبل ثماني سنوات في إطار رسالة ماجستير- تخصص دراسات اسرائيلية. وكنت منذ سنوات قد تنبهت لإقبال المعتقلين على قراءة الصحف العبرية. ومعلوم أن إدخال هذه الصحف للمعتقلات قد تحقق في إضراب "نفحة" المفتوح عن الطعام في العام 1980، والذي سقط فيه ثلاثة شهداء . بمعنى ان المعتقلين أدركوا منذ البداية أهمية كسر الحصار الثقافي والإخباري المفروض عليهم بكل الوسائل ومن ضمن ذلك الصحيفة العبرية.ولما انتزع المعتقلون الموافقة على الاشتراك في الصحف العبرية، استطاعوا التعرف على ما يجري في العالم الخارجي، وتمكنوا من متابعة الكتاب الاسرائيليين ورصد التفاعلات السياسية والحزبية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية في الساحة الاسرائيلية.وبالطبع فإن وجود الصحف العبرية في المعتقل تطلب وجود لجان ترجمة من الذين يتقنون اللغة العبرية، وأيضاً من المتمكنين سياسياً، حيث كانت هذه اللجان تختار المواضيع بعناية، ليتم ترجمتها بدقة ووعي سياسي، حيث كان المترجم يتدخل سياسياً اذا تطلب الأمر، لكي لا تأكل الصحيفة عقول المتلقين بتوجهاتها وآرائها، بخاصة جيل المعتقلين الشبان.المهم أن الصحف العبرية، شجعت الإقبال على تعلم اللغة العبرية، ومكنت بعد سنوات من المتابعة عدداً من المعتقلين من التخصص في الشؤون الاسرائيلية، نتيجة متابعات منهجية للشأن الاسرائيلي في جميع الميادين، كما سبق وأن أوضحت.وأنا أعتقد ان تعامل المعتقل الفلسطيني مع الصحيفة العبرية كان واعياً ودقيقاً ومنهجياً، فقد استثمرها واستفاد منها، وكسر من خلالها الحصار، واستطاع ان يفهم كيف يفكر الذين يحتلون أرضه، وطبيعة النقاشات التي تشكل المشهد السياسي والإعلامي الاسرائيلي.رام الله تصطاد الغيمس: بعد سنوات من التركيز على تجربة الحركة الاسيرة اتجهت لتكتب عن الحياة في المدينة والقرية وعن مظاهر مدنية مختلفة، هل غيّرت اتجاه اهتماماتك الكتابية؟- حينما كنت أكتب عن تجربة الحركة الأسيرة، فإنني لم أهمل الجوانب الأخرى، فقد كتبت في السياسة من خلال مقال الدوري الذي أواظب عليه منذ سنوات. وكتبت في مجموعتي القصصية من مذكرات زيتونة، عن العلاقة بين الرجل والمرأة، حيث تم ترجمة بعض قصص المجموعة الى اللغة الإنجليزية. وكتبت في الإعلام ونشرت دراسات متخصصة في هذا المجال. التوثيق لتجربة المعتقلين هو جانب من نشاطي الكتابي، لكن اضافة الى ذلك هناك جوانب وأبعاد أخرى أحرص على تطوير أدواتي فيها.أما بخصوص "رام الله تصطاد الغيم" فهو كتاب أعتز به كثيرا، لأنه شديد الخصوصية بالنسبة اليّ، إذ عبرت فيه عن علاقتي بالمكان منذ كنت طفلاً صغيراً وحتى الآن. فالكتابة عن علاقتي برام الله، كانت هاجسي منذ سنوات، الا انني كنت أؤجل مشروعي، لحيرتي بين التعبير عن ذلك على شكل مذكرات شخصية أو نصوص أدبية، الى أن افلتت مادة هذا الكتاب من روحي بتلقائية دون الإنحياز الى قالب معيّن. لذا وكما أكدت في مقدمة الكتاب، فإن المادة التي قدمتها للقراء، ليست مذكرات شخصية،وان جرى تطعيمها ببعض الذكريات الحقيقية، وهي ليست قصصاً أدبية بالمعنى الحرفي، مع أنها أصرت على التشبث بمقاييس الفن القصصي في النصوص التي أدرجتها في إطار القصص.كما أنها ليست محاولة للتوثيق والتأريخ، وإن كان ذلك قد فرض نفسه على العمل. ورغم تناولي لبعض مظاهر وسمات رام الله في الماضي، ورصدي للمتغيرات في الحاضر، إلا أنني صممت على تضمين الكتاب قصة كتبتها في معتقل الخليل في العام 1992، وهي في الحقيقة حول اعتقال صديقي غسان جرار في يوم كان الثلج يغطي شوارع رام الهر. لقد قصّ عليّ صديقي قصته ونحن في الاعتقال، ولشدة ما تفاعلت معها، قمت بتحويلها الى قصة طويلة. القصة رأيت مشاهدها من خلال عيني صديقي، الذي كان مبهوراً بجمال رام الله في الثلج حتى وهو يساق الى الاعتقال. كما ان كتاب "رام الله تصطاد الغيم" لا يمثل علاقتي برام الله فقط، وانما أيضاً بقريتي رافات التي لا تبعد عن رام الله سوى ثلاثة كيلومترات، والتي منها تفتحت عيناي على الحياة.أهمية توثيق وتأريخ التجربة الاعتقالية:س: هل ما نشر عن تجربة المعتقلين الثقافية قد أعطى التجربة حقها؟- لم يعطها حقها اطلاقاً. ما نشر بحاجة الى تعزيز، حيث أن هناك عشرات الكتب والبحوث التي تناولت التجربة، تنتظر ان ترى النور.وللحقيقة، فإن محاولات على هذا الصعيد تستحق التقدير يقوم بها مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة، فالمتحف التابع للمركز يحتوي على كنز من المعروضات المتعلقة بتجربة الأسرى. كما أن جهود وزارة الأسرى في السنوات الأخيرة باتت واضحة وملموسة. الى جانب بعض الاصدارات التي اصدرتها وزارة الثقافة ونادي الأسير.وأرى أن الأمور ستأخذ دفعات إيجابية قريباً، بعد أن تنبهت مؤسسات أكاديمية لأهمية التوثيق والتأريخ للتجربة. بل ولتخصيص مساقات دراسية حولها. وقد أعلنت الكلية العصرية الجامعية تأسيس مركز الأسرى للبحوث والمتابعات القانونية، الذي سيأخذ على عاتقه إنجاز دراسات تعطي مناحي التجربة. الى جانب الاهتمام بالنتاجات الأدبية والثقافية والفكرية للمعتقلين، ومتابعة قضاياهم القانونية، من خلال قسم الحقوق في الكلية العصرية الجامعية.وأعتبر ان تنبه بعض المؤسسات الأكاديمية للتجربة، والتوجه للتعامل معها بحثياً وأكاديمياً، من شأنه ان يسدّ بعض الثغرات.السباق مع الزمن:س: ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟- لا يوجد عندي مشاريع مؤجلة، أنا أكتب كل يوم، ووقتي موزع بين القراءة والكتابة والمشاركة في الندوات وورشات العمل.ومشاريعي ترتبط بالاعلام، ساحة نشاطي اليومي ومصدر رزقي، بين ما أكتب في الصحافة وما أعد وأقدم في التلفزيون. وبين العمل البحثي، ففي كل عام أصدر لنفسي مشروعاً بحثياً أعمل على انجازه. وبين هذا الكم المزدحم من العمل، فإن مشروعاً أدبياً يقتحم وقتي، يوترني، يؤرقني، يضغطني، كما فعلت نصوص "رام الله تصطاد الغيم"، فأعبر عن هذا الأرق، الضغط ، التوتر، بنصوص أدبية، تعيد الانفراج والتوازن والتصالح الى النفس.
|