وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"سوا" تعقد مؤتمرها السنوي السابع في رام الله

نشر بتاريخ: 14/12/2011 ( آخر تحديث: 14/12/2011 الساعة: 10:34 )
رام الله-معا- عقد جمعية "سوا كل النساء معا" اليوم وغدا مؤتمرها السنوي السابع في قاعة الهلال الأحمر في رام الله بعنوان "متلازمة ستوكهولم، تعاطف الرهائن مع خاطفيهم" بمشاركة واسعة من المؤسسات التي تعنى بمكافحة العنف وعدد من المهتمين الذي يهدف إلى توعية المواطنين بهذه الظاهرة من أجل تمكينهم من التخلص منها.

وقالت اهيلة شومر المديرة العامة لسوا في كلمة لها أن من خلال عمل طواقم سوا يتم رصد حالات كثيرة يومية لتعاطف الضحية مع الجاني وهي موجودة بين النساء أكثر من غيرها لذلك فإننا نحاول الدفاع عنهم والوصول معهم لمرحلة يستطيعون فيها الدفاع عن أنفسهم وتوعيتهم من خلال الدعم النفسي والإرشادي لهذه الظاهرة الموجودة بكثرة.

بدوره أشار المحامي جلال خضر المستشار القانوني لسوا انه يوجد نية للمركز لعقد دورات تدريبية يتم من خلاله تدريب أشخاص من مؤسسات مختلفة مثل المرشدين النفسيين ورجال الشرطة ووكلاء النيابة العامة والأطباء إضافة إلى أننا سنحاول عمل تدريبات للأمهات ليكون لهن دور في التعامل مع هذه الظاهرة بوعي، ومحاربة الهيمنة والسيطرة التي تفرضها القوة الكبرى، أو وسائل الإعلام أو الاحتلال.

من جانبه قال عبد المجيد سويلم أستاذ الدراسات الإقليمية في جامعة القدس في مداخلة له إن متلازمة ستوكهولم ظاهرة موجودة بكثرة في معظم تفاصيل حياتنا اليومية وهي مصطلح يطلق على الحالة النفسية التي تصيب الفرد الذي يقع ضحية لاعتداء من جهة قوية مما يجعله يتعاطف مع عدوه أو من أساء إليه بشكل من الأشكال وإظهار بعض علامات الولاء له نتيجة الخوف الشديد منه.

وأكد سويلم أن لظاهرة العنف بعدا سياسيا يتمثل بما يعانيه المواطن الفلسطيني الذي يتعرض بشكل يومي لممارسات الاحتلال القمعية ما يجعله يتقبل ويتكيف بهذا الواقع الأمر الذي يسبب له حالة من الإحباط وعدم القدرة على مقاومته، دون إدراك للآثار النفسية الخطيرة المترتبة جراءها والتي من الممكن أن تصل إلى حالة الكآبة.

في سياق متصل قال جواد فطاير نائب ومستشار رئيس جامعة النجاح الوطنية في التنمية البشرية خلال الجلسة الأولى للمؤتمر التي رأستها انتصار الدسوقي بعنوان "متلازمة ستوكهولم لدى بعض الفلسطينيين في ظل الاحتلال" إن هناك محاولة لإخراج الضحية برؤية جديدة وصحية تتمتع بروح التغيير وعدم السكوت والارتكان للواقع بأنه مكتوب ومقدر وغالبا من يقع في هذه الحالة هم الأفراد الضعفاء من النساء والأطفال.

واضاف أن هناك جوانب نفسية مترتبة على هذا الموضوع فمن ناحية تساهم في جعل الضحية تنكر الجاني الذي يقوم بتعذيبها وقمعها بل على العكس تجد أعذارا ومبررات لأفعاله بسبب الرعب الشديد الذي يعانيه من الجاني وكذلك قد تصل هذه الحالة إلى حد تجعل الضحية تفكر بالانتحار وتأنيب الضمير لقبوله بتسلط الشخص أو الجهة القوية عليه.

أما الجلسة الثانية التي رأسها د. سويلم بعنوان "انعكاسات متلازمة ستوكهولم على الضحايا من الناحية النفسية" والتي شاركت بها المحاضرة بدائرة العلوم الاجتماعية في جامعة بيت لحم مينرفا قسيس جرايسي بمداخلة بعنوان المساهمة في تغيير توجهات الشباب تجاه قضايا المرأة بشكل عام والعنف الموجه ضد المرأة بشكل خاص والدكتور إياد الحلاق رئيس دائرة علم النفس / جامعة القدس في مداخلة بعنوان ما بعد ستوكهولم والسيدة فلورا سلمان مسؤولة الإرشاد والعلاج لمركز سوا بعنوان الضحية بين الواقع والخيال.

أما الجلسة الثالثة والتي رأسها المحامي جلال خضر المستشار القانوني لمركز سوا بعنوان خط حماية الطفل الفلسطيني واقع وتحديات فقد شارك بها الأستاذ أيمن عبد المجيد من جامعة بيرزيت.

وسميت متلازمة ستوكهولم بهذا الاسم نسبة إلى الحادثة التي وقعت في ستوكهولم بالسويد بعد أن سطا مجموعة من اللصوص على أحد البنوك عام 1973 واتخذوا بعضا من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام وبعد إطلاق صراح هؤلاء الرهائن قاموا بالدفاع عن خاطفيهم والتعاطف معهم.