وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منشقون عن الجيش السوري يقتلون 27 جنديا في الجنوب

نشر بتاريخ: 15/12/2011 ( آخر تحديث: 16/12/2011 الساعة: 00:36 )
القدس- معا- قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان منشقين عن الجيش السوري قتلوا 27 جنديا على الاقل في جنوب البلاد اليوم الخميس في بعض من أكثر الهجمات دموية ضد القوات الموالية للرئيس بشار الاسد منذ بداية انتفاضة ضد حكمه قبل نحو تسعة أشهر.

وأضاف ان الاشتباكات اندلعت في مدينة درعا بجنوب البلاد حيث تفجرت الاحتجاجات ضد الاسد في مارس اذار وعند نقطة تفتيش شرقي المدينة قتل جميع الافراد الذين يتولون حراستها وعددهم 15 جنديا.

ولم يذكر المرصد السوري بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز" كيف بدأت الاشتباكات لكن العدد الكبير من الخسائر البشرية بين قوات الامن يشير الى هجمات منسقة من جانب منشقين على الجيش صعدوا هجماتهم في الاسابيع القليلة الماضية مما يثير شبح الانزلاق نحو حرب اهلية.

وتقول الامم المتحدة ان خمسة الاف شخص قتلوا في حملة الاسد ضد الاحتجاجات المناهضة لحكمه التي استلهمت الانتفاضات التي اجتاحت العالم العربي. وينفي الاسد انه أصدر أي أوامر بقتل المتظاهرين ويقول ان مسلحين قتلوا 1100 جندي من أفراد قواته.

لكن تقريرا نشرته منظمة هيومان رايتس ووتش اليوم الخميس بناء على مقابلات مع عشرات من المنشقين قال ان قادة الجيش أمروا القوات باستخدام "كل الوسائل الضرورية" لوقف الاحتجاجات وغالبا ما أصدروا تعليمات صريحة باطلاق النار.

وقال جندي من القوات الخاصة انه تم ابلاغ اللواء الذي ينتسب اليه "باستخدام أي عدد من الطلقات يريدونه" ضد المحتجين في درعا في ابريل نيسان.

وقال قناص في مدينة حمص ان قادته أمروا بقتل نسبة محددة من المتظاهرين. وأبلغ منظمة هيومان رايتس ووتش بأنه "بالنسبة لخمسة الاف محتج على سبيل المثال فان الهدف سيكون 15 الى 20 شخصا."

وحددت المنظمة هوية 74 قائدا أمروا او كلفوا بالقتل والتعذيب والاعتقالات غير القانونية او غضوا الطرف عنها خلال الاحتجاجات المناهضة للحكومة. وقالت "هذه الانتهاكات تمثل جرائم ضد الانسانية" داعية مجلس الأمن الدولي الى إحالة سوريا للمحكمة الجنائية الدولية.

ويواجه الاسد (46 عاما) -- الذي تنتمي عائلته للاقلية العلوية وتحكم سوريا ذات الغالبية السنية منذ اربعة عقود -- أخطر تحد لحكمه المستمر منذ 11 عاما.

وقال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الانسان ان معركة كبيرة بدأت اليوم الخميس عند الفجر تقريبا في منطقتين بمدينة درعا ونقطة تفتيش مشتركة من الجيش وقوات الامن قرب المسيفرة الواقعة على بعد نحو 25 كيلومترا شرقي درعا.

وصعد المنشقون عن الجيش حملتهم ضد قوات الامن في الشهر الماضي ونصبوا أكمنة للقوافل العسكرية وفتحوا النار على مركز تابع للمخابرات على مشارف دمشق وقتلوا ستة طيارين في قاعدة جوية.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية في تركيا إن مواطنا تركيا قتل اليوم الخميس ليكون أول تركي يلقى حتفه بسبب الاضطرابات السورية. وقالت وسائل إعلام تركية إن منير دورال قتل بالرصاص قرب بلدة ادلب بعدما حوصر وسط إطلاق النار هناك بعد تعرض سيارته للسرقة.

وحثت كندا مواطنيها على مغادرة سوريا بسبب مخاوف بشأن الوضع الأمني المتدهور. وقالت وزارة الخارجية الكندية في بيان "نصيحتنا المثلى هي مغادرة سوريا على الفور بأي وسيلة متاحة في الوقت الذي تتوفر فيه خيارات."

وأشارت الوزارة إلى مخاوف من أن العقوبات الجديدة التي فرضتها الجامعة العربية ضد سوريا والتي تستهدف الرحلات الجوية ربما تصعب مغادرة البلاد سريعا.

ودفعت اراقة الدماء زعيم جماعة المعارضة السياسية الرئيسية الى دعوة قوات المنشقين المعروفة باسم الجيش السوري الحر الى أن تقصر العمليات ضد جيش الاسد على الدفاع عن المحتجين. وقال برهان غليون لرويترز الاسبوع الماضي "نريد ان نتجنب حربا أهلية بأي ثمن."

لكن تأثيره على المنشقين محدود فيما يبدو.

وقال ضابط من الجيش السوري الحر تحدث قبل اشتباكات اليوم الخميس ان المنشقين لديهم ما يبرر استهداف قوات الاسد وان تصريحات غليون تنم عن "نقص معلومات بشأن الاساس العسكري لهذا النظام."

وقال الرائد ماهر اسماعيل النعيمي "أي شخص يحمل اسلحة ضد المدنيين سواء من الجيش أو الامن أو الشبيحة ويقتل مدنيين سنرد عليه ونلحق أي اضرار في وسعنا."

وأضاف النعيمي الذي انشق على الحرس الجمهوري "في رأينا هذا لا يعني ان الثورة تتخلي عن طبيعتها السلمية." وهو الان متحدث باسم الجيش السوري الحر لكنه قال انه يعرض اراءه الشخصية.

وقال "هذه استراتيجية دفاعية ضد نظام نشر قواته الخاصة في انحاء البلاد وقطع المدفعية والدبابات والاسلحة الالية لقتل المدنيين والمنشقين".

وفي اسطنبول أعلن سفير سوري سابق انضم إلى المعارضة تشكيل جماعة معارضة تحت اسم التحالف الوطني للقوى الثورية في سوريا.

وكان السفير السابق لدى السويد محمد بسام العمادي استقال من منصبه قبل نحو عامين وغادر سوريا في وقت سابق هذا الشهر. وقال العمادي إن الجماعة الجديدة ستعمل مع المجلس الوطني السوري من أجل الإطاحة بالحكومة.

وأضاف في مؤتمر صحفي أنهم يشكلون أغلبية الجماعات الثورية والسياسية داخل سوريا. وقال إنهم نجحوا بعد جهود كبيرة في توحيد كل تلك الجماعات تحت مظلة واحدة.

وقالت وزارة الخارجية السورية إن العمادي أقيل من منصبه وجرى تجميد أمواله العام الماضي بعد التحقيق معه بشأن احتيال واستخدام سلطاته لتحقيق مكاسب مادية.

وقال نشطون إن القوات السورية مشطت شوارع أحياء شرق دمشق قبل فجر اليوم متعقبة المنشقين وحاولت كسر "إضراب الكرامة" الذي دعت إليه المعارضة.

وفي مدينة حماة التي اقتحمها الجيش قبل 24 ساعة سيطرت القوات على مستشفى للأطفال وشوهد القناصة يعتلون أسطح مبان حكومية.

وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) إن أحد أفراد "مجموعة إرهابية" قتل وأصيب ثلاثة بينما كانوا يزرعون قنابل في فيلا قاموا بالسطو عليها في محافظة دمشق.

وحثت الولايات المتحدة وفرنسا اللتان تلقيان باللوم على قوات الاسد في اعمال العنف مجلس الامن الدولي على الرد على ارتفاع عدد القتلى.

وقال الامين العام للامم المتحدة بان جي مون للصحفيين في نيويورك "هذا (الوضع) لا يمكن ان يستمر." واضاف "باسم الانسانية حان الوقت لكي يتحرك المجتمع الدولي."

لكن روسيا والصين اللتين تساندان سوريا عرقلتا الجهود الغربية لاستصدار قرار يدين دمشق. ووعدت ايران بدعم الاقتصاد السوري الذي تضرر نتيجة للاضطرابات والعقوبات الغربية وقرار الجامعة العربية بوقف التعامل مع البنك المركزي.

ورغم الازمة الاقتصادية المتفاقمة والعدد المتزايد للمنشقين عن الجيش ولاسيما بين المجندين السنة مازال معظم الجيش مواليا للاسد.