|
اختتام مؤتمر الربيع العربي في الجامعة العربية الأمريكية
نشر بتاريخ: 17/12/2011 ( آخر تحديث: 17/12/2011 الساعة: 18:14 )
جنين- معا- اختتمت الجامعة العربية الأمريكية، مؤتمر "الربيع العربي في ضوء حقوق الإنسان"، والذي نظمته كلية الحقوق بالتعاون مع جامعة كوفنتري البريطانية، وبرعاية من شركة جوال، ومشاركة العديد من أساتذة الجامعات وباحثين فلسطينيين ودوليين.
كما تخلل اليوم الختامي للمؤتمر العديد من أوراق العمل التي قدمها مجموعة من الباحثين، حيث قدم أستاذ القانون الدولي في الجامعة العربية الأمريكية الدكتور سعيد أبو فارة ورقة حول "ربيع الثورات العربية في ضوء المحكمة الجنائية الدولية"، أكد خلالها على أهمية تسليط الضوء القانوني على مبادئ وقواعد القانون الدولي للمساءلة الجنائية الشخصية عن الانتهاكات الجسيمة في النزاعات الداخلية والثورات العربية، وتطبيق قواعد المساءلة الجنائية الدولية ضد مرتكبي الجرائم التي تدخل في اختصاص المحكمة الجنائية الدولية. وفي مداخلته حول "ثورات الربيع العربي الأسباب والدوافع" قال الدكتور طارق كميل أستاذ القانون في الجامعة العربية الأمريكية :" أن جميع الدول التي حدثت بها ثورات تشترك مع بعضها البعض في اغلب الأسباب التي دفعت شعوبها للمطالبة بتغيير الأنظمة الحاكمة لها، وتتمثل في ممارسات الأمن الداخلي، والواقع الاقتصادي، والظلم والقهر الاجتماعي، وتفشي الفساد". وتحدث الدكتور عبد الرحمن الحاج إبراهيم من جامعة بيرزيت في ورقته التي قدمها بعنوان "التداعيات الإقليمية لثورات الربيع العربي على إسرائيل ومكانتها الإستراتيجية في الشرق الأوسط" حول قيام الأنظمة العربية باستثمار المشروع الصهيوني كحجة أمام شعوبها لاستمرار الأحكام العرفية وتغييب القانون، وقمع الشعوب، وهدر الموارد، وغياب التنمية، وانتشار الفساد بجميع أشكاله. وحول "التغيير السياسي والاجتماعي من منظور حركات الإسلام السياسي في العالم العربي"أكد الدكتور مهند مصطفى الباحث القانوني من أم الفحم، على أن الحركات السياسية العربية العلمانية والإسلامية قد تبنت الإصلاح الدستوري في إطار النظام السلطوي من اجل التحول الديمقراطي، أما الثورات العربية في تونس ومصر واليمن وليبيا فقد جاءت بتوجه سياسي جديد، يعتمد على الثورية في الإصلاح السياسي، ومن خارج النظام السلطوي وليس من داخله. وفي موضوع "الدمقرطة والمصالحة الوطنية من منظور شبابي فلسطيني" فقد أشار الدكتور أيمن يوسف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة العربية الأمريكية، إلى أن الخطوات التي قامت بها الحركة الشبابية الفلسطينية على صعيدي الديمقراطية والمصالحة الوطنية ما زالت محدودة وغير فاعلة لعدة لأسباب أهمها قلة الخبرة والإدارة الفاعلة بالنشاطات الشبابية المختلفة، وأكد أيضا على أن النشاطات الشبابية أصبحت نخبوية الطابع لأنها مرتبطة أكثر بمجموعه قليلة من الوجوه الشبابية والطلابية التي تسعى للوصول إلى مراكز متقدمه في سلم صنع القرار السياسي دون الاكتراث بالقاعدة الشبابية العريضة ودورها في المجتمع. أما الدكتور جمال حنايشة من الجامعة العربية الأمريكية فقد قدم ورقة عمل بعنوان" الموقف الأمريكي من الثورات العربية.... مصالح...أم إستراتيجية" استعرض فيها الخيارات المطروحة أمام الإدارة الأمريكية للتعامل مع الثورات العربية، مشيرا إلى أن مواجهة الربيع العربي تمثل أزمة لمعظم المراقبين في العالم الغربي ومحاولة لاستقراء ما سيخرج عنها، وهل ستكون الحكومات القادمة ديمقراطية موالية للغرب، أم إسلامية معادية للغرب، وما هو الموقف الذي يجب أن تتخذه الحكومات الغربية تجاه ثورات العربي العربي، وهل من الحكمة الانحياز إلى الشعوب العربية حتى لو أدى ذلك إلى فقدان الغرب لأنظمة حليفة له. وفي "سيكولوجيا الخوف ومدى فعل الاحتجاج الجماهيري" قال الدكتور وائل أبو الحسن أستاذ علم النفس في الجامعة:"أن الواقع العربي الجديد يتجسد بمشهد ما يعرف سيكولوجيا بـ "تجاوز حاجز الخوف"، حيث أن معظم الشعوب الثائرة قد تجاوزت حالة الخوف وقررت التمرد على واقعها العربي وتغييره، بالتظاهر والمطالبة بحقوقها وتغيير أنظمتها الحاكمة وتحقيق حالة من الرخاء والاستقرار الاجتماعيّ والسياسيّ". وتحدث الدكتور خير الدين طالب من الجامعة العربية الأمريكية في ورقته التي قدمها بعنوان "الحرية والكرامة في الفكر الإسلامي" حول الحقوق والكرامة الإنسانية، كما استعرض المبادئ وقواعد الحرية في الشريعة الإسلامية، ومظاهر وصور التكريم الإلهي للإنسان، وأثر ذلك على واقع العلاقات الإنسانية سواء بين المسلمين أنفسهم أو بعلاقاتهم مع غيرهم، كما تحدث كذلك حول القيم الإسلامية من خلال تبنيها لروح العدالة والتسامح وثقافة التعارف بين الناس. وفي ورقته حول الاتحاد الأوروبي والربيع العربي، أكد البرفسور اريك ريماكلي أستاذ الأمن الأوروبي في الجامعة الحرة في بروكسل، على أن منهجية الاتحاد الأوروبي لا تزال مستوحاة أساسا من رؤية "السلطة المعيارية" التكنوقراطية والسياسة الخارجية، لان معظم الأدوات السياسية في السياسة الخارجية لا تزال في أيدي دول تتخذ قرارات وتتبنى مواقف كما حدث في ليبيا، مع ثبات سياستها تجاه إسرائيل، إضافة إلى التصدي للقضايا السياسية في دول الخليج واليمن. وأشار الدكتور الان هنتر مدير عام مركز دراسات السلام والمصالحة في جامعة كوفنتري البريطانية، إلى معضلات النشاط على الانترنت في الصين، وكيف سعى الإعلام الغربي وبالأخص الأمريكي لتصوير الصين على أنها دكتاتورية لا تسمح بحرية التعبير عن الرأي بالرغم من التطور الإعلامي الحاصل في الصين منذ تسعينيات القرن الماضي. وتحدث الدكتور مروان دوريش من جامعة كوفنتري البريطانية حول تأثير الربيع العربي على إسرائيل، حيث أكد أن الثورات العربية اللاعنفية شكلت تحديا كبيرا أمام العقيدة العسكرية الإسرائيلية التي تلوح بها دائما في وجه الشعوب العربية، كذلك أثرت على العلاقة مع الفلسطينيين من جهة والعلاقة مع الدول العربية من جهة أخرى، كما ألهمت الثورات العربية الكثير من الإسرائيليين للخروج والتظاهر بعشرات الآلاف رفضا للتمييز العنصري والظلم الاجتماعي. أما الدكتورة ريبيكا روبرتس من مركز دراسات السلام والمصالحة في جامعة كوفنتري البريطانية فقد تحدثت حول " آلية التعامل مع الفلسطينيين في لبنان" حيث أشارت إلى الظروف القاسية والتهميش المتعمد الذي يعيشه فلسطيني لبنان، ومصيرهم المجهول في محادثات السلام خاصة مع الرفض الإسرائيلي الدائم لعودتهم إلى ديارهم، مؤكدة أن كل هذه الأمور جعلتهم يشعرون باليأس. وحول الحركات الجماهيرية في العالم العربي أوضح الباحث مازن قمصية من جامعة بيت لحم، أهمية المناقشات التي تجري حاليا بين الناشطين والمثقفين حول الأحداث الحالية التي تشهدها المنطقة العربية، ودورها في تحقيق التنمية المستقبلية، وتركيز هذه الاحتجاجات على رفض الاملاءات الغربية والتدخل الأجنبي في مسار ثوراتها. وفي نهاية المؤتمر تلا الدكتور احمد دبك عميد كلية الحقوق في "العربية الأمريكية" ومقرر اللجنة التحضيرية للمؤتمر البيان الختامي، والذي أوصى فيه المشاركون بضرورة موائمة التشريعات الداخلية لأحكام وقواعد القانون الدولي الجنائي، وإيجاد نظام ضريبي من خلال تشريعات ضريبية واضحة وعادلة، وإجراءات ضريبية شفافة، ومبسطة، وجهاز إداري وقضائي ضريبي كفء ونزيه، ووجود مكلفين مثقفين ضريبيا يقومون بأداء الضريبية باعتبارها واجب وطني وليس قسري. وركز البيان الختامي على إنتاج معرفي ونظري جديد حول الحركات الإسلامية يأخذ بعين الاعتبار التحولات الفلسفية السياسية والفكرية للتيارات الإسلامية من مرحلة المعارضة إلى مرحلة السلطة، إضافة إلى تركيزه على الدور الهام للإعلام في عملية التحول الديمقراطي وضرورة أن يكون نزيها في نقل الحدث. كما أوصى بأهمية ضع مبادرة شبابية وطنية لإنهاء الانقسام السياسي في فلسطين، وتعميق مفاهيم اللاعنف ودراسات السلام وحل النزاعات في الدراسات الأكاديمية في الجامعات، وتنمية ثقافة اللا خوف السياسي والمطالبة بصوت عالي ومرتفع بالحقوق الإنسانية الأساسية للمواطن العربي، احترام حقوق الإنسان وبناءها على أسس من العدالة والمساواة. وشدد أيضا على ضرورة مكافحة الفساد في شتى صوره وأشكاله، باعتباره الأساس الذي يؤدي إلى الثورة، إضافة إلى ضرورة الاهتمام بقضايا الشباب باعتبارهم الدعامة الأساسية للمجتمع، وخصوصا أن الربيع العربي كشف أن هذا الشباب لديه طاقة خلاقة في عملية البناء والتعمير. |