وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ارتداء البنطال والجلوس في المقاعد الامامية يعرضك للتعنيف في اسرائيل

نشر بتاريخ: 18/12/2011 ( آخر تحديث: 18/12/2011 الساعة: 16:27 )
بيت لحم - معا - لم يكن في وارد طفلة تبلغ من العمر 10 سنوات تدرس في المدرسة الدينية في التجمع الاستيطاني "جوش عتصيون" جنوب بيت لحم ان ارتداء البنطال بعد انتهاء الدوام قد يعرضها للتعنيف، في الوقت الذي قد تكون سيدة اسرائيلية تدرك ان الجلوس في المقاعد الامامية في احدى الحافلات قد يعرضها للانتقاد، ومع ذلك اصرت على الجلوس وعدم الخضوع للمتدينين بالجلوس في المقاعد الخلفية.

وبحسب مصادر اسرائيلية فقد تعرضت طفلة في مستوطنة "عتصيون" للتعنيف الشديد امام طالبات الصف كونها ارتدت بنطال واخذت صورة لنفسها داخل المجمع التجاري في "عتصيون"، وكل ذلك جرى ما بعد الظهر وبعد انتهاء الدوام المدرسي، ولكن جهاز الموبايل فضحها امام المشرفة في المدرسة، عندما طلبت منها فتح الذاكرة للجهاز وشاهدت صورة لها وهي تلبس البنطال، لتبدأ بتعنيفها بشكل شديد ولم يشفع للفتاة بكائها لترد عليها "ابكي لانك لو لم تلبسي البنطال لما وقفت في هذا الموقف".

واضافت هذه المصادر ان القصة الثانية وقعت عندما صعدت سيدة اسرائيلية حافلة متوجهة من مدينة اسدود جنوبا الى القدس، حيث جلست في المقاعد الامامية من الحافلة، وبعد صعود العديد من المتدينين طلبوا منها الجلوس في المنطقة الخلفية، وبعد اصرارها على البقاء في مقعدها منعوا السائق من الاستمرار في السير وتم استدعاء الشرطة، وبعد رفضها طلب الشرطة العودة للخلف واصرارها على البقاء في مكانها انطلقت الحافلة نحو القدس ولكن بعد تأخير نصف ساعة.

وفي هذا السياق تطرق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الاحد في بداية اجتماع الحكومة الاسبوعي لهذا الموضوع، مشيرا انه لا يجب السماح للمجموعات الهامشية المساس بالنسيج الاجتماعي في اسرائيل، يوجد في اسرائيل العرب واليهود والمتدينين والعلمانين الذين عاشوا بسلام وتفاهم، ويجب الحفاظ على هذا النسيج والبحث عن العناصر المشتركة وليس البحث عن الفوارق والاختلافات وتعزيزيها، يجب علينا جميعا المحافظة على السلام الاجتماعي.

يشار ان مظاهر التعصب الديني في اسرائيل ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، ويحاول المتشددون من المتدينين الفصل بشكل كامل بين المرأة والرجل ووضع الحواجز بينهما، وهذا ما يحاولون تطبيقه في الحافلات بحيث يصرون على تخصيص المقاعد الخلفية للنساء والامامية للرجال فقط، اضافة عن العديد من المظاهر الاخرى التي تكرس التعصب الديني والتي وصلت لدرجة العنصرية في العديد من التجمعات التي يشكل المتدينين اغلبية فيها.