وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة سياسية تسلط الضوء على الرؤية الأميركية للمتغيرات العربية

نشر بتاريخ: 22/12/2011 ( آخر تحديث: 22/12/2011 الساعة: 11:53 )
طولكرم- معا- أجمع المشاركون في ندوة سياسية نظمتها جبهة النضال الشعبي الفلسطيني في محافظة طولكرم بالتعاون مع هيئة التوجيه الوطني حول ( الرؤية الأميركية للمتغيرات العربية) على أهمية مناصرة الشعوب العربية الثائرة المطالبة بالحريات والعدالة الاجتماعية وعدم اتهامها بالتواطؤ مع الولايات المتحدة الأميركية، معربين عن اعتقادهم بان الولايات المتحدة تحاول جني ثمار وتضحيات هذه الشعوب بما يحقق مصالحها، وطالبوا أنظمة الحكم العربية بعدم قمع شعوبها والعودة إلى أحضان شعوبها، مؤكدين رفضهم لأي تدخل أجنبي في شؤون البلدان العربية.

وكان المشاركون يتحدثون خلال الندوة السياسية التي نظمتها جبهة النضال الشعبي وهيئة التوجيه الوطني تحت عنوان ( الرؤية الأميركية من المتغيرات العربية ) في قاعة "النضال" بمدينة طولكرم بحضور ومشاركة أمين سر المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عوني أبو غوش ، ورئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران د. عطا الله حنا، وأمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع وعضو المجلس الثوري لحركة فتح نايف سويطات، وعدد من ممثلي الهيئات والمؤسسات الوطنية وحشد من المواطنين.

ورحب محمد علوش عضو اللجنة المركزية للجبهة وسكرتيرها بطولكرم بالحضور والمشاركين في الندوة التي تسلط الضوء على موضوع هام يرتبط بالرؤية الأميركية من المتغيرات العربية حيث يشارك في هذا اللقاء قيادات سياسية لها باع طويل في هذا المجال.

وتحدث حنا عن محاولات الولايات المتحدة تجيير ثورات الشعوب العربية لصالحها من خلال إظهار الدعم والمساندة لحقوق الشعوب العربية في تقرير مصيرها وإسقاط الأنظمة الدكتاتورية، مؤكدا أهمية عدم التدخل الأجنبي في شؤون الدول العربية، داعيا إلى الوقوف إلى جانب سورية في ظل المؤامرة التي تتعرض لها والتي تستهدف مواقفها القومية ودورها الإقليمي.

وشدد د. حنا على أهمية إنهاء الانقسام والتشرذم وان يتوحد أبناء الشعب الفلسطيني لمواجهة المخططات الاحتلالية التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وكل أطياف الشعب الفلسطيني، وهنأ د. حنا الأسرى الذين أطلق سراحهم في الجزء الثاني من صفقة تبادل الأسرى ، متمنيا إطلاق سراح كافة الأسرى.

وقال أمين عام الحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع أن المواقف الأميركية في المنطقة باتت معروفة للجميع بانحيازها لمصالحها الاستعمارية ودعمها اللامحدود للاحتلال الإسرائيلي ومعاداتها المكشوفة للشعوب العربية والإسلامية، مؤكدا أن الدول العربية لم تمارس أية ضغوط سياسية أو اقتصادية أو نفطية على الولايات المتحدة لإلزامها بتطبيق قرارات الشرعية الدولية.

وتحدث عن جهود الاحتلال لطمس الوجود الفلسطيني فوق الأرض الفلسطينية من خلال المصادرة والتهويد وطرد المواطن إلا أن شعبنا اثبت على مدار التاريخ انه محافظ على وجوده وصامد فوق أرضه داعيا إلى ترسيخ الوحدة الوطنية حتى يستطيع شعبنا مواجهة إجراءات الاحتلال ومؤامراته وتسخير كل الجهود لمواجهة الاحتلال.

وأعرب سويطات عن أمله في تحقيق مطالب الشعوب العربية في التنمية والحرية والعدالة الاجتماعية وكل المفاهيم الايجابية ، وان يتم التخلص كليا من الأنظمة الرجعية والاستبدادية التي تحتكم بإمرة الامبريالية الأميركية وأدواتها في المنطقة، مؤكدا أننا ضد أي تدخل أجنبي في شؤون الدول العربية ، ودعا إلى إعادة النظر ببعض حركات التحرر الوطني التي تحاول التقرب من الإدارة الأميركية بهدف الحصول على الشرعية السياسية بغرض تسلم زمام أمور السلطة في دولها مما يعني عودة الاستعمار الغربي إلى الدول العربية.

وقال أبو غوش أن الولايات المتحدة ومنذ نشأتها قامت على خمسة مبادئ أساسية في سياساتها واستراتيجياتها الداخلية والخارجية وتأسست على أنها إسرائيل الجديدة، وعلى عقيدة الاختيار الإلهي والتفوق العرقي والثقافي المزعوم والدور الخلاصي للعالم ونظرية التوسع اللانهائي وحق التضحية بالآخر ومنذ الحرب العالمية الثانية تتعامل الولايات المتحدة مع المنطقة العربية من هذا المنظور والثوابت وتحديدا فلسطين، والمحور الثاني "محور الحركات الإسلامية "والتي تشكل تهديدا للمصالح الغربية في المنطقة ، وتم التمييز بين نوعين من هذه الحركات التي أخذت الطابع السياسي بطريقة سلمية وأخرى أخذت طابع التطرف، مشيرا إلى أن الثورات العربية التي انطلقت في عدد من الدول العربية كانت نتيجة الجوع والفقر.

وأكد أبو غوش انه لا يعقل أن تستمر بعض الأنظمة العربية بقمع شعوبها بهذه الصورة الوحشية بغرض الحفاظ على نظامها مؤكدا أن الربيع العربي سيمتد إلى كل الدول العربية، مشيرا إلى أن هذه الثورات بدأت بوضع حد للاستبداد والتوريث في المنطقة العربية، وان الولايات المتحدة تحاول جني ثمار وتضحيات هذه الشعوب بما يحقق مصالحة.

بدوره تحدث د. نايف سويطات موجها شكره للقائمين على عقد الندوة، واستعرض الثورات التي تشهدها عدد من الدول العربية والأسباب التي دفعت الجماهير إلى المطالبة بتغير الأنظمة التي حكمت الشعوب لفترات طويلة سادها الظلم والاستبداد مما دفع الجماهير التي عاشت حالة من التطور والتغير الذهني والعقلي إلى رفض الظلم والخروج بهذه الثورات، وأضاف أننا نأمل أن تحقق هذه الثورات أهدافها وان يسود الهدوء والعدل البلدان العربية، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني يساند مطالب الشعوب العربية في ثوراتها، وأن الثورة هي عملية متراكمة لم تنتهي بعد، موضحاً أن مطالب الشعوب العربية التي تكمن في الحرية والديمقراطية والعدالة الإجتماعية عادلة ولا تتجزأ، وأن ذلك لا يمنع من التحفظ على المعارضة المعلبة التي تسرق تضحيات الشعوب العربية ، معربا عن رفضه للتدخلات الخارجية في الشؤون العربية، كما أشاد بالجهود التي تبذل الآن في سبيل إتمام إتفاق المصالحة.

واعتبر سويطات أن الشعب الفلسطيني هو مرجع للثورات وما حصل في الشارع العربي من ثورة شعبية هي ظاهرة صحية مهمة ونحن كشعب فلسطيني يناضل من اجل استقلاله ونيل حريته ندعم ونساند الثورات التي تحقق طموحات ومصالح الأمة العربية للوصول إلى وضع من القوة السياسية والاقتصادية لتستطيع أن تأخذ الأمة العربية دورها الكامل في منظومة العلاقات الدولية والإقليمية.

وفي نهاية الندوة فتح باب النقاش وأجاب المشاركون على أسئلة واستفسارات الحضور، وأدار الندوة كل من محمد علوش سكرتير الجبهة بطولكرم وتيسير مصيعي مدير التوجيه الوطني في الشمال.

وكان محافظ طولكرم العميد طلال دويكات استقبل في مكتبه المطران عطا الله حنا والأمين العام للحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع وعضو المجلس الثوري لحركة فتح نايف سويطات وعددا من قيادات وكوادر جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

وأكد دويكات أن الاحتلال يسعى بكل السبل للسيطرة على الإنسان الفلسطيني من خلال تجريده من هويته وتراثه وذاكرته الوطنية , ودعا إلى دعم صمود المواطن فوق أرضه وتعميق انتمائه لوطنه وترسيخ الوحدة الوطنية حتى نستطيع مواجهة كل المؤامرات والإجراءات الاحتلالية التي تستهدف أرضنا وشعبنا وقضيتنا.

كما دعا دويكات إلى تسخير الإمكانيات العربية المادية والإعلامية لمواجهة الدعاية والضغوط في الولايات المتحدة وغيرها من دول العالم ، معتبرا أن تصريحات مرشح الحزب الجمهوري بحق شعبنا تعود إلى جهله وتملقه للوبي الصهيوني.