وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ندوة علمية بعنوان "التخطيط الاستراتيجي للتقليل من مخاطر الكوارث"

نشر بتاريخ: 22/12/2011 ( آخر تحديث: 22/12/2011 الساعة: 16:41 )
رام الله- معا- نظمت هيئة المتقاعدين الفلسطينيين والهيئة الوطنية للتخفيف من اخطار الكوارث بالتعاون مع مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث في جامعة النجاح ندوة علمية حول التخطيط الاستراتيجي للتقليل من مخاطر الكوارث في فندق الرتنو بحضور عبدالله حجازي رئيس هيئة المتقاعدين واعضاء من الهيئتين ومن هيئة التفويض السياسي والوطني.

كما شارك فيها العقيد الركن محمد ابولبة مدير معهد التدريب المركزي لقوى الأمن الفلسطيني، وزياد منى من اللجنة الدولية للصليب الأحمر اضافة الى عدد من الشخصيات.

في البداية رحب واصف عريقات رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من اخطار الكوارث ونيابة عن هيئة المتقاعدين بالحضور وشكر د.جلال الدبيك وجامعة النجاح على تعاونهم، واستعرض نشأة الهيئة الوطنية وأهدافها ورسالتها في المساهمة بتهيئة المجتمع الفلسطيني وبناء قدراته لمواجهة الكوارث والعمل مع الجهات المختصة وصناع القرار بان يأخذ هذا الموضوع اولوية وطنية والمساهمة في أن تأخذ فلسطين موقعها في الاستراتيجية العربية والدولية لمواجهة الكوارث، لافتا الى حقيقة أن الكوارث لايمكن منع حدوثها بل يمكن التقليل من مخاطرها.

كما انها تأتي في معظم الأحيان بشكل مفاجىء وفوق قدرات وامكانيات الدول لذلك تصبح مواجهتها مسؤولية فردية ومجتمعيه كما هي رسمية، وهو ما يستدعي اعداد المجتمع قبل الحدث ليكون قادرا على الاعتماد على نفسه في مواجهة الكوارث خاصة في ساعاتها الاولى ومساندة المؤسسات الرسمية عند قيامها بواجبها، ومعرفة الية التعامل مع المؤسسات الدولية، وهو ما تساهم به الهيئة عبر عقد الدورات والندوات واعطاء المحاضرات وتنظيم ورش العمل والاتصال الجماهيري وتحفيز العمل التطوعي. مضيفا أن الإعداد لمواجهة الكوارث متصل بجوهر الصراع الفلسطيني مع اسرائيل التي تحتل الأرض وتنهب ثرواتها وتدمر انسانها.

من جانبه ألقى الدكتور جلال الدبيك مدير مركز التخطيط الحضري والحد من مخاطر الكوارث ومنسق عام المراكز العلمية في جامعة النجاح الوطنية ونائب رئيس الهيئة الوطنية للتخفيف من اخطار الكوارث محاضرة حول:"استراتيجيات بناء الأمم والمجتمعات لمواجهة الكوارث"شملت: مفهوم الحد من مخاطر الكوارث، تقييم المخاطر وادارتها، المفاهيم الاساسية في التخطيط الاستراتيجي للحد من مخاطر الكوارث، الخطر الزلزالي في فلسطين ومدى مقاومة المباني فيها، الضوابط العالمية لبناء المجتمعات وفقا للمنظومات الدولية والإقليمية ومنها اطار عمل هيوغو والاستراتيجية الدولية (UNISDR) والاستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث.

جاء تفاعل الحضور بالنقاش دليل على الاهتمام الفلسطيني بموضوع اعداد المجتمع لمواجهة الكوارث، حيث شكر ابوعلي مقبل القائمين على الندوة مؤكدا على أهميتها مستفسرا عن وجود شروط لتراخيص البناء حديثا وعن امكانية حدوث زلازل مدمرة بحسب ما نشر في الاونة الاخيرة، كما تسائل محمود ثوابته عن دور المتقاعدين في ادارة الكوارث ومدى تطبيق ما تم الاستماع اليه من آليات على ارض الواقع، وبدورها استفسرت نعمتي عودة عن وجود مسح جيولوجي للإنزلاقات وكيفية اسس التعامل معها، وتحدث م. عدنان عياش عن تجربته في وزارة الإسكان ومتابعته للموضوع مؤكدا على اهمية ما جاء في الندوة كما تحدث عن الطوب واستخدامه بحسب الكود الزلزالي.

من جانبه أشاد عبدالله حجازي رئيس هيئة المتقاعدين بما عرض في الندوة من معلومات وتحدث في موضوع مجلس التنظيم الأعلى ولجنة تنظيم المدن المشكلة واوصى بان يفعل دورهما وتستخدما صلاحياتهما عند الترخيص، وأن تمثلا ويكون لهما رأي في تخطيط المدن واورد مثلا عن تجربته في وزارة السياحة وكيف تم الحفاظ على الآثار، منوها الى أهمية الحفاظ على الانسان .


بدوره ثمن م. محمود عبدالله نائب رئيس بلدية رام الله عقد الندوة لأهمية ما جاء فيها وتحدث عن ضرورة تعديل القوانين والأنظمة الموجودة ومنها نظام الأبنية المعمول به في البلديات ووزارة الحكم المحلي وذلك لمعالجة الخلل الموجود في الانظمة الحالية والتي لا تراعي المتطلبات الزلزالية في البناء، كما اقترح بان يكون هناك مؤسسة لتصميم البناء وللتدقيق على المباني المرتفعة، كما نوه محمد عياد استنادا الى تجربته ضرورة توعية المتعهدين من قبل المؤسسات، وكذلك شرائح المجتمع كافة.

كما أثنى الرائد شرطة سائد الدريدي على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تساهم في رفع الكفاءات مؤكدا على استعداد الشرطة الدائم للمشاركة والتفاعل، وبدوره اشاد رئيس الهيئة الوطنية واصف عريقات بتفاعل جهاز الشرطة مع مثل هذه النشاطات وتعاونهم الدائم.

وفي سياق ردوده على الأسئلة، نوه د. جلال الدبيك الى ان علم الزلازل علم نسبي واحتمالي وليس علم يقين وحديث المختصين يبنى على استطلاع النشاط الزلزالي استنادا للتاريخ، وفي مجال المدن الآمنة افاد انه سيكون هناك حملة خلال الأشهر القادمة وذلك بالتنسيق مع وزارة الحكم المحلي، وسيتخلل هذه الحملة تعريف 45 بلدية سيتم اختيارها بمتطلبات ولوائح ومعايير الحملة الدولية للمدن الآمنة والتي تشمل 10 نقاط اساسية يجب ان تعتمدها البلديات للوصول للمدن الآمنة، كما استعرض ما تم انجازه بخصوص اعتماد مجلس التنظيم الأعلى التصميم الزلزالي للمباني في فلسطين حيث ستباشر نقابة المهندسين بالتنسيق مع وحدة هندسة الزلازل في جامعة النجاح ووزارة الحكم المحلي ووزارة الأشغال عمل الإجراءات والآليات اللازمة لذلك. كما طالب د.جلال الإعلاميين توخي الحقيقة والموضوعية عند نشر أخبار الكوارث والزلازل والتحليلات المرافقة لها، وتجنب العناوين المثيرة، منوها الى ان قوة الخبر في حقيقته.

وفي الختام أوصى الحضور بضرورة الإعداد المسبق لمواجهة أخطار الكوارث وتعزيز ثقة الإنسان الفلسطيني بنفسه ورفع كفائته ومستوى وعيه العلمي، عبر تعميم التجربة والاستمرار بمثل هذه الفعاليات التي تعتبر خطوة اساسية لتحقيق هدف بناء جيل فلسطيني ملتزم بضوابط ومفاهيم السلامة العامة. وايلاء موضوع مواجهة الكوارث الأهمية الذي يستحق ووضعه في مقدمة الإحتياجات الفلسطينية، وتضمينه في برامج وخطط الحكومة واعتباره أولوية وطنية في سياق الاستراتيجية الدولية لمواجهة الكوارث (UNISDR).