|
الشرطة الفلسطينية تنثر الورود في بيت لحم
نشر بتاريخ: 25/12/2011 ( آخر تحديث: 25/12/2011 الساعة: 20:36 )
بيت لحم -معا- وزعت الشرطة اليوم الأحد، الورود وبطاقات التهنئة على المحتفلين في عيد الميلاد بمدينة بيت لحم.
وقالت الشرطة في بيانها "ما بين هنا وهناك نتذكر شاعرنا محمود درويش عندما قال ” على هذه الأرض ما يستحق الحياة “.من ميلاد السيد المسيح وقيامته ومسرى نبينا محمد عليه الصلاة والسلام ورسالته ، وقف رجل الشرطة الفلسطينية ينثر الورد ويقدم بطاقات المعايدة في معادلة أخوية تعاضدية . رغم جمال مدينة المهد وهي تتزين بثوبها الجميل ، وتحتضن زوارها وسياحها ، للمشاركة في احتفالات أعياد الميلاد المجيدة ، إلا أن أفراد الشرطة الفلسطينية أضافوا عليها بهاءا وجمالا في لفتة عبرت عن مدى الترابط الوثيق ما بين رجل الأمن والمجتمع المحلي ، ليرسخ الصورة الحقيقية . صحيح ان التحديات تحاصر ذلك الوطن من كل الجهات داخليا وخارجيا ، لكن مآذنه وأجراس كنائسة قهرت تلك التحديات بالتآخي الداخلي، من هنا احتضن الأخ أخاه، رافع الأذان وقارع الأجراس ففي الوقت الذي تعيشه بعض البلدان العربية ربيعها الدموي ويقوم أفراد الأمن بقمع مواطنينها لمجرد مناداتهم بالحرية والديمقراطية ، وجدنا كبار الضباط من مدراء إدارات ومراكز في شرطة محافظة بيت لحم، يحرصون على تقديم الورود وبطاقات المعايده على مواطنيهم من خلال تجوالهم بين المحتشدين في ساحة المهد. كما كان لأفراد الشرطة شرف استقبال غبطة البطريرك فؤاد الطوال وتقديم الورد له وتهنئة الشرطة الفلسطينية، كذلك في استقبال السيد الرئيس محمود عباس القائد الأعلى للمؤسسة الأمنية الفلسطينية، وضيف فلسطين معالي وزير خارجية المملكة الأردنية. منظر ومشهد عبر عن معان كثيرة، لم نألفه في اي بلد في هذا العالم ، لنستذكر ما قاله الرئيس الخالد الراحل ياسر عرفات “الديمقراطية في فلسطين سكر زيادة”. هذا على العكس ما يجري في مدينة القدس التي خلت من مظاهر الزينة والبهجة والفرحة بفعل ممارسات شرطة الاحتلال ومنع المواطنين حتى من إضاءة شجرة الميلاد. وكانت شرطة محافظة بيت لحم قد نشرت 500 ضابط و ضابط صف و فرد من كافة إدارات الشرطة للحفاظ على الأمن، وتنظيم توافد المحتفلين على ساحة كنيسة المهد و حركة المرور في المدينة و استقبال المواكب الرسمية والسهر على راحة وامن المحتفلين و ضيوف المدينة على مدار الساعة، هذا ما قاله مدير عام الشرطة في محافظة بيت لحم المقدم خالد التميمي . وأشار مدير عام العلاقات العامة والإعلام في شرطة محافظة بيت لحم الرائد عاهد حساين في حديث خاص لـ”وفـــــــا”، إلى ان فكرة توزيع بطاقات تهنئة بالأعياد الإسلامية والمسيحية تنفذها إدارة العلاقات العامة والإعلام بالشرطة منذ عدة سنوات، ولاقت إعجابا واحتراما كبيرين للشرطة، تأكيدا منا بأننا شركاء المواطن بالأفراح والأتراح. وأكد حساين، ان مثل هذه الخطوة تاتي انطلاقا من تعزيز عمل وهدف ورسالة الشرطة المجتمعية التي أرادها اللواء حازم عطا الله مدير عام الشرطة، على أن تكون الخطوة الحقيقية في كسر الحواجز بين رجل الشرطة والمواطن والسعي دائما لإشراكه في صنع الأمن الاجتماعي، ومن خلال تواصل الشرطة الدائم مع المواطنين في مناسباتهم وأعمالهم. وأضاف إن الأمر لا يقتصر على هذا الجانب، حيث المشاركة في قطف ثمار الزيتون مع المزارعين، وليس صدفة ان تقوم الشرطة بحملات تنظيف الشوارع وليس عبثيا ان تقوم الشرطة بتقديم التوعية والإرشاد في المدارس وحتى الجامعات. وأشار حساين إننا نهدف إلى تعزيز ثقة المواطن بالشرطة ونحثه على احترام ثقافة القانون الذي هو الفاصل بيننا .كما وان إصرار قيادة الشرطة الفلسطينية على بناء شرطة الدولة المهنية العصرية المبنية على محبة وثقة المواطن، هذا بعد حصول الشرطة على درجات التمييز الأوروبية والمحلية من قبل ديوان الرقابة الإدارية والمالية في السلطة الوطنية وآخرها جائزة يوحنا بولص الثاني للتمييز، ما يدفعنا هذا باستمرار للتقدم بما يمكننا كسب احترام وثقة المواطنين الفلسطينيين، فنحن منهم واليهم وفي خدمتهم. وفي أرجاء ساحة المهد ، حرص مدير عام الشرطة في بيت لحم المقدم خالد التميمي التجوال فيها والحديث الى المواطنين وسؤالهم حول الترتيبات الأمنية ، وان كان هناك اي تنغيصات او معوقات ، ومداعبة الأطفال الذي تخلله قيام احد الأطفال بتناول القعبة العسكرية من على رأس التميمي ووضعها على رأسه . وقال التميمي ، هذا جزء من عمل الشرطة المجتمعية ، فنحن منهم واليهم ، وهي خطوة تواضعية ،نحرص ان نكون داخل المجتمع وليس حياديين، فهم أهلنا وأحبتنا، علينا ان نكون بالقرب منهم نشعر فيهم ويشعرون فينا . وأبدى عن سعادته عندما قام الطفل الذي لا يتجاوز سبع سنوات ، بأخذ الطقية العسكرية من على رأسه ووضعها على رأسه ثم أخذني بالأحضان ، هذا بحد ذاته رسالة مفادها انه قريب من رجل الشرطة وهناك ثقة عالية وأننا معها على علاقة وطيدة . وأعرب المواطنين عن ارتياحهم الشديد لمثل هذه الخطوة وغيرها من سلوكيات أفراد الشرطة العين الساهرة على أمنهم وراحتهم. وقالت المواطنة فادية من عرب الداخل ، ان خطوة الشرطة بتوزيع الورود فكرة جيده وهذا يدل على عراقة وحضارة الشعب الفلسطيني، هذا لم نراه حتى في المجتمع الإسرائيلي الذي يدعي الديمقراطية . بدورها أعربت السائحة الايطالية فيكتوريا عن دهشتها الكبيرة عندما رأت الشرطي الفلسطيني يتجول بين الموطنين والسياح والزوار ويقدم الورود وبطاقات المعايده، قائلة :هذا لم يحصل في بلادها . وقالت “الشعب الفلسطيني حضاري ويستحق ان يعيش في كنف دولته المستقلة لان لديه مقومات ذلك وما يقوم به أفراد الشرطة لديلل واضح على إمكانياته الكبيرة . |