وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ورشة عمل في يطا حول ظاهرة التسرب من التعليم

نشر بتاريخ: 27/12/2011 ( آخر تحديث: 27/12/2011 الساعة: 22:22 )
الخليل-معا- نظم برنامج الإرشاد التربوي في مدارس ذكور يطا الثانوية ومدرسة ذكور المأمون الأساسية ومدرسة بنات شهداء يطا الأساسية ورشة عمل بعنوان: ظاهرة التسرب من التعليم : الأسباب وإمكانيات العلاج تحت رعاية مدير التربية والتعليم في مديرية جنوب الخليل الأستاذ فوزي أبو هليل وبحضور القائم بأعمال النائب الفني له الأستاذ إبراهيم قرعيش ورئيس قسم الإرشاد والتربية الخاصة في المديرية الأستاذ عايد الفقيه وعدد كبير من الآباء والأمهات ومديري ومديرات المدارس والمهتمين .

وافتتحت الورشة بكلمة لمدير التربية والتعليم الأستاذ فوزي أبو هليل تحدث فيها عن العوامل والأسباب المؤدية لتسرب الطلبة من المدارس ، والمخاطر المترتبة على هذه الظاهرة على مختلف المستويات، مؤكدا أن هذه الظاهرة تغذي بعض الظواهر السلبية الأخرى المنتشرة في المجتمع كعمالة الأطفال والزواج المبكر والانحراف ...الخ ، وفي الوقت نفسه تطرق في كلمته إلى ضرورة الاهتمام بقيمة التعليم وعدم ربط هذه القيمة بالمردود المادي للتعليم مشيرا في ذات السياق إلى أن مستوى تعليم الآباء والأمهات سوف ينعكس إيجابا على تنشئة الأجيال ومستقبلهم .

كما أشار أبو هليل في كلمته إلى أن نسبة التسرب انخفضت بشكل ملموس في مدارسنا في السنوات الأخيرة نظرا لعدة عوامل أهمها متابعة المرشدين التربويين لهذه الظاهرة من خلال العديد من الأنشطة والإجراءات التربوية. واختتم كلمته بضرورة تكاتف الجهود سواء على مستوى الأفراد أم المؤسسات لمواجهة هذه الظاهرة وتبعاتها الخطيرة على مستوى المستويات كافة.

وفي سياق برنامج الورشة تم تقديم أربع أوراق عمل حيث تناولت الورقة الأولى للمرشدة المهنية في مدرسة بنات دورا الثانوية المهنية أ. خولة كتلو اثر التدريب المهني والتقني في الحد من ظاهرة التسرب .حيث أشارت في ورقتها إلى بعض الإحصاءات المتعلقة بهذا الجانب وكذلك إلى ميزات التعليم المهني ومستقبل الخريجين في سوق العمل. وفي الورقة الثانية وهي بعنوان: واقع عمالة الأطفال في مدينة يطا والأحكام الخاصة بعمالة الأحداث في قانون العمل الفلسطيني. وقدمها الأستاذ رسمي أبو زهرة مسؤول التفتيش وحماية العمل في مديرية العمل في مدينة يطا . حيث تناول أبو هرة اثر التسرب في زيادة عدد الأطفال المنخرطين في سوق العمل وكذلك المخاطر التي يتعرضون لها في الورش وأماكن العمل الخطرة.

كما تناولت ورقته نتائج بعض الدراسات المتعلقة بهذا الموضوع، والأحكام الخاصة بعمالة الأطفال في قانون العمل الفلسطيني .أما الورقة الثالثة فقدمها الأستاذ ماجد جردات مدير الشؤون الاجتماعية في يطا والتي أشار فيها إلى دور مديرية الشؤون الاجتماعية في حماية الأطفال المتسربين والبرامج التي تستهدفهم وأسرهم ودور الأخصائيين الاجتماعيين في المديرية بهذا الخصوص .كما نوه جرادات إلى بعض المخاطر التي يتعرض لها الأطفال المتسربين وخاصة المخاطر التي يتعرضون لها أثناء تواجدهم في مكبات النفايات والاستغلال في سوق العمل الإسرائيلي لهم.

وفي الورقة الأخيرة وهي بعنوان : الأبعاد التربوية لظاهرة التسرب ودور الأهل في الحد من هذه الظاهرة تحدث د. جمال بحيص من جامعة القدس المفتوحة عن بعض الأسباب التي تدفع باتجاه تفاقم هذه الظاهرة في مدارسنا مشددا على ضرورة أن يتحمل كل طرف مسؤوليته في هذا الاتجاه ومنوها إلى ضرورة وجود التكامل بين الدورين من اجل حماية الأطفال وتوفير البيئة التربوية المناسبة لهم لتعزيز دافعيتهم نحو التعليم . وبعد الانتهاء من عرض هذه الأوراق تم فتح المجال للحضور لطرح تساؤلاتهم ومداخلاتهم بما يتعلق بما تضمنته هذه الأوراق وكانت هناك الكثير من الأسئلة والمداخلات قام بتنظيمها المرشد التربوي تيسير عمرو.

كما تضمن برنامج الورشة عرض ثلاث نماذج لحالات من الطلبة المتسربين جرى تناولهم تحت أسماء مستعارة واستعرض المرشد التربوي تيسير عمرو الظروف التي مرت بها هذه الحالات كالاعتقال أثناء تواجدهم في ورش العمل الإسرائيلية ومحاولة الاستغلال لهم من قبل مشغليهم والاضطرابات النفسية والاجتماعية التي مروا بها بعد تسربهم من المدرسة على المستوى الذاتي والأسري منوها في النهاية إلى المخاطر التي لا زالت تنتظرهم وضرورة توفير الحماية لهم.

ونفذ مجموعة من طلاب مدرسة المأمون الأساسية عرض مسرحي هادف بإشراف المرشد التربوي شادي عمرو حيث عكس هذا العرض الأثر السلبي الذي يتركه غياب الآباء عن أسرهم ودور مدير المدرسة والمرشد التربوي في متابعة الطلبة المتسربين والذين يتكرر غيابهم عن المدرسة، كما أدت مجموعة من طالبات مدرسة بنات شهداء يطا بإشراف المرشدة فريدة الجندي مسرحية غنائية عكست رفض الأطفال للعنف الممارس عليهم في الأسرة والمدرسة والدعوة إلى ضرورة تفهم احتياجاتهم ومشاعرهم وقد نالا العرضان على إعجاب الحضور.