وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"القطان" و"التعاون" يحتفلان باختتام مشروع "تحريك الرسوم في في التعليم"

نشر بتاريخ: 28/12/2011 ( آخر تحديث: 28/12/2011 الساعة: 09:56 )
رام الله- معا- نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/مؤسسة عبد المحسن القطان في الهلال الأحمر بالبيرة مهرجاناً ختامياً لمشروع "تحريك الرسوم في التعليم؛ إحياء الدمى (Animation in Education)، الذي نفِّذ بالشراكة مع مؤسسة التعاون، تخلله عروض أفلام من إنتاج المدارس المشاركة في المشروع، وبحضور ما يقارب 350 من الطلاب والمعلمين من مختلف المناطق.

كما حضرت لينا حرمي، من مؤسسة التعاون. ومن الجدير بالذكر هذا المشروع أنجز بإشراف كفاح فني من (فلسطين/مركز القطان)، ويان كاسبرس من (ألمانيا)، وغاري روسبورو من (أيرلندا).

ويأتي هذا المشروع ضمن مسار الفنون في التعليم، تم عبره تدريب 14 مدرساً من سبع مدارس تدريباً مكثفاً على تقنيات مختلفة في فن تحريك الرسوم وتطبيقاته داخل الصف.

واختار المعلمون مجموعة من الطلاب والطالبات في مدارسهم، وعملوا معهم على مدار تسعة أشهر يطورون ويختبرون ويتعلمون في مشروع طويل الأمد، لإنتاج أفلام رسوم متحركة مستوحاة من بيئتهم الاجتماعية ومنهاج المدرسة.

وشارك في مشروع تحريك الرسوم في التعليم لمحافظة القدس كلا من مدرسة رياض الأقصى الثانوية، ومدرسة بنات الشيخ سعد الثانوية، ومدرسة ذكور شعفاط الأساسية الأولى، ومدرسة بنات عنان الأساسية، ومدرسة بنات القدس الأساسية، ومدرسة بنات قلنديا الأولى، إضافة لمدرسة ذكور الجلزون الأساسية.

وقد أدارت المهرجان المعلمة كريمة عوض الله، حيث أشارت الى تاريخ المشروع والتطورات فيه، كما شكرت المدارس والأطفال المشاركين في المشروع، ووزارة التربية والتعليم، كما عبرت عن شكر وتقديم للشراكة الإستراتيجية بين مؤسسة عبد المحسن القطان ومؤسسة التعاون، التي مكنت هذا المشروع من الوصول إلى هذه النتيجة.

وكانت فعاليات المهرجان بدأت بكلمة وسيم الكردي، مدير مركز القطان، مدير مسار الفنون في التعليم، قال فيها: "أعتقد أننا حققنا في مشروع "إحياء الدمى" بدايات مهمة، وملهمة، وتجربة لها معنى. إننا الآن في منتصف الطريق، لقد تجاوزنا البدايات، نتطلع إلى المستقبل وإلى منتصف طريق جديد، نتطلع إلى تجربة تعلمية عميقة ومثمرة .. المتعة والفرح ضروريان فيها للأطفال، وهما ليسا مجرد أمر براني بل هما سياق خارجي دال لتجربة من هذا النوع. اليوم مئات الأطفال الذين شاركوا في المشروع وأنتجوا أفلاماً يستطيعون التحدث عن تجربة تعلم، إذا نظرنا إليها بعمق وتأمل سندرك قيمتها. الأطفال يعرفون أكثر منا، كم هذا التعلم قد كان مليئاً بالابتكار والتخيل. وذلك من خلال بناء القصة والسرد، كم كان مليئاً بالتشكيل الفني والجماليات، وكم كان مليئاً بالتكنولوجيا ومكونات الملتيميديا. كل ذلك في علاقات مترابطة تتآلف في سياق تفاعل مع القضايا الإنسانية والمجتمعية التي تحيط بالأطفال، وفي امتزاج ذلك بالفكر والانفعالات والقيم".

وأضاف: "كل فيلم من هذه الأفلام التي أنتجت له تجربة، تجربة خاصة واستثنائية لمن شارك فيها، وهنا ينبغي الانتباه إلى أن التجربة أهم من الإنتاج، على ما في الإنتاج من أأهمية أيضاً. ولكن الأهم هو التجربة التي مر بها هؤلاء الأطفال. صيرورة الفعل؛ فإذا نظرتم إلى أي فيلم من الأفلام التي ستشاهدونها اليوم ستجدون الأدب، والفن التشكيلي، والسينما، والتكنولوجيا متضافرة معاً، وهذا يفضي إلى تحقق صورة من صور التعلم التكاملي".

وأشار الكردي إلى أنه "ينبغي أن يكون مجال إحياء الدمى للطلبة مجالاً يعبرون فيه عن أفكارهم ومشاعرهم وقضاياهم"، وخاطبهم قائلاً: أنتم لستم وسيلة للآخرين أو وكلاء لأيٍّ كان، لكم صوتكم، ولديكم مهارات جديدة، وظفوهما معاً في بناء تعبيركم عن أنفسكم ورؤاكم، وأنتم لستم جيل المستقبل وحسب، بل جيل اليوم أيضاً، ولكم كل الحق في أن يكون لصوتكم مكانه في مجتمعكم".

وتخلل المهرجان عروض أفلام من إنتاج المدارس المشاركة في المشروع، حيث أنتج طلبة مدرسة رياض الأقصى الثانوية، وبإشراف من معلمات المدرسة فيلماً بعنوان"الأميرة المدللة"، وفيلم "الولد المدلل". كما عرض فيلم "العصفور الطيب" وفيلم "الرفق بالحيوان" من إنتاج مدرسة بنات الشيخ سعد الثانوية للبنات. كما أنتج طلاب مدرسة ذكور شعفاط الأساسية الأولى، بإشراف من المعلمين، أربعة أفلام، وهي: كرة القدم، الولد السيئ، جدار الاحتلال، المصارعة الحرة.

وقالت المعلمة عزيزة دحدول من مدرسة رياض الأقصى الثانوية: "آمل أن يتسمر هذا المشروع لسنوات عدة، تعلمنا أشياء كثيرة في التعليم من خلال إنتاج أفلام تعليمية"، بينما قالت الطالبة تالا علان، من مدرسة بنات الشيخ سعد الثانوية للبنات: "هذا المشروع كشف مواهب الطالبات داخل غرفة الصف، كالرسم، والصوت، والتكنولوجيا، فتعلمنا كيف نصنع من الكرتون والملتينة فيلماً ذا معنى يحمل معاني وتعلماً، على عكس ما كنا نشاهده على التلفاز".

من جانبه، قال المعلم نائل البياع، من مدرسة شعفاط الأساسية، وأحد المشاركين في المشروع: "جاء هذا المشروع رغم ما تعاني منه مدينة القدس ومخيم شعفاط من أجل أن يبعث الأمل فينا وفي نفوس طلابنا في مستقبل مشرق للتعليم".

وتضمن العرض الثالث من عروض الأفلام فيلماً بعنوان: "الماء هو الحياة"، وفيلم "البنت الضائعة" من إنتاج طلاب مدرسة بنات عنان الأساسية.

وأكدت الطالبة سبأ علي من مدرسة بنات عنان الأساسية أهمية المشروع، مبينةً أنه من خلال انخراطها في المشروع، استطاعت تقريب الفجوة بين المنهاج والطالب عبر إنتاج أفلام تعليمية في المنهاج كأفلام الرياضيات وغيرها.

وفي السياق ذاته، قال روسبورو: "كانت لدينا سنة مثيرة تم خلالها العمل مع الطلبة على إنتاج أفلام تعليمية مهمة، وهذه التجربة في المشروع هي أغنى تجربة لي طيلة عملي في المجال منذ أكثر من خمس عشرة سنة".

بدوره، قال كاسبرس: "دائماً هناك اختلاف في طبيعة المنطقة التي نعمل بها في تحريك الرسوم في التعليم، لكن لا يوجد برنامج بهذه الجودة من حيث عدد المدارس المشاركة، وعدد الأفلام التي تم إنتاجها، وهذا نجاح الطلبة والمدارس.

وتخلل المهرجان في المرحلة الثانية، عرض تسعة أفلام: "الأميرة الحساسة" و"الولد المدلل" من إنتاج مدرسة بنات القدس الأساسية، و"الحج" و"سبنج بوب" من إنتاج مدرسة بنات قلنديا الأساسية للبنات، و"كرة القدم" و"العرس الفلسطيني"، و"درس الرياضيات"، و"المزارع واللصوص"، و"القضية الفلسطينية" من إنتاج مدرسة ذكور الجلزون الأساسية.

وقالت الطالبة أسماء عياد من مدرسة بنات قلنديا الأساسية: "اخترت المشروع في البداية من أجل التسلية، ولما شاركت فيه انقلب الأمر، وأصبحت أبحث عن التعلم، كنت أشاهد الرسوم المتحركة عبر التلفاز، أما الآن فقد أصبحت أنتجها في المدرسة، وهذا العمل أعطى الطالبات العديد من الفرص للتعبير عن رأيهن دون تدخل أو قيود".

وقدم الطالب أحمد خليل، من مدرسة ذكور الجلزون الأساسية فيلماً من إنتاجه بعنوان "مباراة كرة القدم"، وتم عرضه في نهاية المهرجان الذي تضمن زوايا عدة، تشرف في كل واحدة منها إحدى المدارس على إنتاج مرحلة معينة من مراحل إنتاج الفيلم للحضور.