وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"أعيش في خيمة.. يا أبي أحلم بسرير ودبدوب صغير"

نشر بتاريخ: 28/12/2011 ( آخر تحديث: 28/12/2011 الساعة: 17:41 )
غزة- خاص معا- "أنا أعيش في خيمة" ببساطة هذه كلماتها الأولى، ولك أن تتخيل ما تعنيه هذه الخيمة من معان كثيرة أولها يبدأ بلسعات البعوض صيفاً وليس آخرها ما تلدغك به زواحف الأرض، إلى أن تبدأ الأمطار بقرع قماش الخيمة وتمزيقها وغمر الأرض الصلدة والترابية بمياه باردة تلحق بالأطفال شتى الأمراض.

"أحلم يا أبي بسرير ودبدوب صغير بجانبي وبلعبة لا تداعبها حبات الرمل ولا تؤلم أصابعي" هذه كلمات الطفل أحمد لوالده رائد العر شرقي جباليا شمال قطاع غزة، هم من الأناس المنسيين أو كمال يقول الوالد الشاب "المهمشون الذين لا يعلم السادة عنهم شيء ولا يدركون انهم موجودون".

ثلاث سنوات بعد ان وضعت الحرب أوزارها على غزة وهم يعيشون في خيمة، عددهم ستة أطفال، بالطبع بجانبهم بعض العائلات التي تتماثل حالتهم بحالة رائد العر.

فكيف ينامون بالخيمة وكيف يصبحون، وماذا يأكلون وأين تضع الأم الشابة أدوات المطبخ وأدوات الزينة؟.

إنهم يضحكون يقولون: "عم تسألون؟، إن الزواحف والأفاعي هرعت إلينا" نغلق الخيمة بستار نظنه قوياً فتقوم الشمس بتفتيته وتكمل الشتاء المهمة فيمزق بالكامل وتغمرنا مياه المطر".

تقول الأم الشابة: "استيقظت صباحاً لأجد المساحة التي اتخذها مطبخا لي مغمورة بالمياه، من همي فتحت باب الثلاجة فأصابني ماس كهربائي، وبعدها لم أستطع الوقوف وأمضيت يومي نائمة"، تكمل:" أي أنني لم أقم بأي مهمة ولم أزل المياه عن الأرض وغرق أطفالي بالمياه حتى ملابسهم الداخلية وها هم جميعا يسعلون ومرضى". وتتساءل :" أي عيشة هذه التي نعيش، إنني باختصار أعيش في خيمة لا تسمن ولا تغني من برد ولا حر".

تتكوم أدوات المطبخ فوق بعضها على مسافة قريبة من صنبورة مياه أحاطها زوجها بحجرين مرتفعين، الطفل حين قام للشرب من تلك الصنبورة تزحلقت قدمه وسقط على الأرض المبتلة وارتطمت رأسه بالحجر القريب من الصنبورة "والحمد لله جاءت ضربة بسيطة" هكذا تقول والدته.
|159709|

يلعب الأطفال فوق أكوام من الرمل وبالقرب من خيمتهم التي يقطنون بها، يحلم أحمد بأن يصبح كباقي الجيران يقطن بيتا اسمنتيا تبتعد عنه الرمال وعن فراشه ودراجته الصغيرة وإلى أن يتحقق حلمه ذاك فإن إرادة اعادة الإعمار لمنازل من تضرروا بشكل كامل لم تصل لهم بعد.

رائد العر يقول:" أدعو رئيس الوزراء بحكومتي غزة والضفة ليمكثوا ساعة واحدة في خيمتي فهل يستطيعون".

هو لا يتسطيع تلبية أحلام أطفاله الست ولا زوجته التي تحلم بمكان نظيف تبتعد عنه الزواحف والأفاعي ولمكان تضع عليه أدوات زينتها وتمضي به وقتها غير متذمرة.
|159708|
|159707|
|159712|
|159713|
|159716|