|
المقاومة السلمية ضد المنطقة العازلة... هل توقفت في العام 2011 ؟
نشر بتاريخ: 30/12/2011 ( آخر تحديث: 30/12/2011 الساعة: 23:15 )
غزة- خاص معا- المنطقة "ك" إسرائيلياً،" أ" فلسطينياً، محروم على أهلها تخطيها أو غرس شجرة فيها، أو حتى تنشق هواءها وصيد عصافيرها، هناك قتل الاحتلال العشرات من المزارعين وصائدي الطيور، اختط الاحتلال لنفسه مسافات ومسافات، ولعن من يسير بالقرب منها، وفوقها بنى أبراج المراقبة وعلى تخومها وضع لأهل غزة ألف رادار ورادار وقناصة وجدار.
المنطقة العازلة على تخوم قطاع غزة قدرتها اتفاقية أوسلو بـ 50 مترًا، وبعد انتفاضة الأقصى عام 2000 زادت المنطقة العازلة لـ150 مترًا، ثم لـ300 متر مطلع 2010، لكن في الواقع فإن الاحتلال يفرض منطقة عازلة تمتد من 300 متر حتى كيلومترين، كما يقول المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان. |159988|ويقدر التقرير الحقوقي الذي أصدره المركز الفلسطيني آثار هذه المنطقة العازلة على الأرض بأنه يمكن الوصول إلى نحو 27 ألف دونم من الأراضي فقط تحت مخاطر كبيرة، حيث من الممكن أن تسفر اعتداءات قوات الاحتلال عن قتلى وجرحى في صفوف المدنيين. ولا يمكن العمل في نحو 30 % من مساحة الأراضي الزراعية في قطاع غزة دون وجود مخاطر كبيرة، وهو ما يتسبب في فقدان مصادر الرزق والأرواح في بعض الأحيان، وتبلغ مساحة الأراضي التي تلتهمها هذه المنطقة 22500 دونم من أخصب أراضي قطاع غزة. منذ فبراير 2010 خرجت عشرات المسيرات الشعبية نحو هذه المنطقة التي يطلق عليها أيضاً buffer zone أو الحزام الأمني، كان أول شهداءها في 28 نيسان 2010 الشهيد الشاب أحمد سالم ديب "20" عاماً وسقط أيضاً عشرات المصابين من المتظاهرين من بينهم 35 مصاباً ضمن الحملة الشعبية لمقاومة الحزام الأمني الإسرائيلي. وكان من ضمنهم المتضامنة المالطية بيانكا زامت ومن ثم توالت المسيرات حتى توقفت بغزة بأمر من الحكومة المقالة التي رأت أن فيها إهداراً لدماء المتظاهرين وأوقفوا تلك المسيرات بعد عام تقريباً أي في فبراير 2011، بعض المسيرات خرجت دون إذن لاحقا ولكنها سرعان ما خضعت لقرار الوقف وتوقفت حتى هدأت كليا في آيار مايو2011. وحسب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان فإن عدد الشهداء داخل المنطقة العازلة التي تفرضها إسرائيل على طول حدود قطاع غزة بلغ 31 قتيلا من الأول من يناير وحتى أواخر شهر نوفمبر من العام 2011 فيما بلغ عدد الإصابات في صفوف المواطنين 202 إصابة واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي من تلك المناطق 34 شخصا ودمرت 61 منزلا. محمود الزق منسق الحملة الشعبية لمقاومة المنطقة العازلة، قال لمعا ان المقاومة السلمية كانت جزءا من النضال الفلسطيني ككل، ولها هدف أساسي هو مقاومة ما يحاول الاحتلال فرضه وتكريسه ضمن منطقته التي يفرضها كمنطقة عازلة والتحدي كي لا يصبح هذا الأمر واقعاً، وأيضاً التأكيد للمجتمع الدولي أن غزة لا زالت محتلة في بحرها وسمائها وأرضها وأن الاحتلال يفرض واقعاً عليها ولم ينسحب كلية وانه يحاول فرض سيطرته عليها، وثالثاً التأكيد على أن غزة لها دور نضالي في معركة التحرر الوطني ومستمرة به أما العالم. وأكد الزق أن عشرات الصحفيين الأجانب كانوا يتجهون له في مكتبه بغزة لسؤاله عن هذه المنطقة ولمدى أهميتها وينشرون ذلك في وسائل إعلامهم وبعد توقف المسيرات الشعبية توقف هؤلاء، مشيراً إلى أنهم كانوا يطرون على عدالة الموضوع وعلى أداة المقاومة السلمية التي كان يبديها الفلسطينيون. ويعترف الزق انه لو أخذت هذه المقاومة ضد الحزام الأمني الذي يلتهم 25% من أراضي قطاع غزة المنطقة الأكثر كثافة بالعالم فرصة أكبر فإنها كانت ستمثل انتفاضة شعبية ضد ممارسات الاحتلال على الأرض وفي البحر. أما صابر الزعانين الذي يقود مقاومة سلمية أقل حجما من سابقتها فإن المبادرة المحلية التي يرأسها مع عدد من الشباب ببلدة بيت حانون نظمت عشرات المسيرات نحو تلك المنطقة التي تأتي على ستة كيلومترات من حدود البلدة الشمالية والشرقية وهناك تساقط عشرات المصابين من النشطاء الشبان ولكنها على الأرض تمكنت من زرع الزيتون وبذر الشعير ومساعدة العديد من المزارعين على كسر حاجز الخوف وتحدي القرار الإسرائيلي والهرع إلى أراضيهم وفلاحتها رغم تساقط عشرات المزارعين شهداء ومصابين. الزعانين قال لـ" معا": "منذ بداية انطلاقتنا بالمقاومة الشعبية أكدنا أنها لا تمثل بديلاً عن خيارات النضال الأخرى ولكننا قلنا أنه في ظل الاختلاف بالبرنامج السياسي للفصائل فلماذا لا نتفق على نوع من المقاومة قد تكون هي الأطول وهي كذلك مقبولة دولياً في مجتمع دولي يرفض المقاومة المسلحة والتي يستغلها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني". ويتخذ الزعانين من مقاومة الفلسطيني في الضفة الغربية في القرى المحاذية للجدار مثالاً فيقول:" في بلعين تصدى نشطاء المقاومة الشعبية واستطاعوا أن يحرفوا مسار الجدار خمسة كيلومترات صحيح أننا في غزة يعاملنا الاحتلال معاملة أخرى ويعتبر القطاع كيانا معاديا ولكننا بإمكاننا أن نفعل شيئاً". هو لا يرفض النضال المسلح ويؤكد انه خيار استراتيجي للشعب الفلسطيني ولكنه يؤكد أنه لا بد من مرحلة تلك الأدوات واستخدام المقاومة السلمية في هذه المرحلة. جميع من خاض هذا النوع من المقاومة بحاجة لسماع صوت المتفقين بالقاهرة حول المقاومة السلمية وهل ستتخذ نهجا أقوى في السنوات المقبلة لتغير واقعاً يفرضه الاحتلال على بعد 800 متر وكيلو و100 متر معتبراً كل جسم متحرك على هذه المسافات هدفا للقنص والقتل. |