وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الموت تحت عين الرقيب... يا بابا عمرو !!

نشر بتاريخ: 30/12/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:28 )
كتب ابراهيم ملحم- منذ وصول المراقبين العرب الى المدن السورية ،لوحظ ارتفاع حاد في مستويات القمع التي يمارسها النظام بحق المتظاهرين في المدن الثائرة حتى بات الموت هذه المرة خاطفا،وباعداد كبيرة ،تحت اعين المراقبين،كما جرى في مدينة ادلب الثائرة اليوم الجمعة ،والذين يواجهون انتقادات شديدة بالنظر لقلة خبرتهم،وضعف مهنيتهم،ومجاملتهم للنظام عبر التصريحات التي ادلى بها رئس لجنة المراقبين الفريق الركن محمد مصطفى الدابي السوداني الجنسية والذي وصفته مجلة" فورين بوليسي" للسياسة الدولية بانه" اسوأ مراقب لحقوق الانسان "وتقول لجان التنسيق السورية بانه مساعد احد كبار العسكريين المطلوبين لمحكمة الجنايات الدولية والذي وصف الاوضاع بالمدن السورية بالمطمئنة.

ويقف حي بابا عمرو الفقير الواقع على اطراف مدينة حمص عاصمة الثورة السورية في واجهة التصعيد المتسارع من النظام الذي استخدم مدافع الدبابات لدك الابنية الشعبية المكتظة في المساحة الضيقة بالحي الذي عانى اهمال النظام ،ما جعل سكانه الاكثر ثورة على الظلم والاستبداد والمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية .

ولئن شهدت جمعة الزحف الى الميادين اليوم ارتفاعا غير مسبوق في خروج السوريين الى الشوارع منذ انطلاق الثورة السورية قبل تسعة اشهر فان مستويات القمع كانت هي الاخرى الاكثر دموية في التعامل مع المنادين بحريتهم وسط مؤشرات بانزلاق المسالة السورية الى مستويات اكثر دموية وخطورة خلال الايام القادمة في محاولة من النظام لاخماد الثورة حتى لا تكون جولة المراقبين نقطة بداية لاجراءات اكثر صرامة ضد النظام الذي وجد نفسه مضطرا للتوقيع على بروتوكول الجامعة العربية استجابة لنصائح اصدقائه الروس ،منعا لانزلاق الاوضاع الى منعرجات اكثر خطورة لا يستطيع عندها الاصدقاء حماية النظام من دعوات التدويل،التي ما زالت تتصاعد لحماية المدنيين من الموت اليومي .

وقد بدت صورة المراقبين العرب وهم يستجدون القرطاس والقلم،من الثائرين لرصد وثوثيق ما يشاهدونه من ارتكابات يمارسها النظام ضد المتظاهرين محزنة وهي تؤشر على ضعف امكانياتهم ، وقلة حيلتهم ، وهوانهم على النظام ، الذي رفع من وتيرة التصعيد عشية وصولهم واثناء تجولهم حتى اصيب احدهم وهو يجأر بالشكوى من هول ما رأى ،من ممارسات قال انها لاتقارن مع ما تقارفه اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني! .

وفيما يواصل السوريون الزحف اليومي الى ميادين حريتهم، وساحات كرامتهم فانه لم يعد امام النظام طال الزمن ام قصر الا ان يستجيب لاناشيد اهل الحارة السورية،ووجيب قلوبهم،وصرخات حناجرهم،واحلام اطفالهم بالحرية والكرامة ،حقنا للمزيد من الدماء ، ومنعا لازلاق الاوضاع الى مستويات من العنف تجعل البلاد لقمة سائغة في ايدى الطامعين الذاهبين بها الى مستنقع المجهول !