|
لا يوجد دخان من دون نار ... عن "ابو الفتح" و "ابو دخان"
نشر بتاريخ: 30/12/2011 ( آخر تحديث: 05/01/2012 الساعة: 00:50 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير د. ناصر اللحام - درج في العالم الثالث ان اعادة تشكيل قيادة الاجهزة الامنية وتعيين قادة جدد او اقصاء قادة سابقين وتحويلهم للتقاعد يعتبر خبرا مهما وخطيرا يستلزم بحث اجهزة المخابرات العالمية واعتماد نظرية المؤامرة وبيانات من المعارضة وغيرها . فيما ان اصل الاشياء ان يكون خبر تعيين قائد جديد لجهاز امن خبرا عاديا اعتياديا يعني ان الامور تسير في الاتجاه الصيحي وفق دورة الحياة الطبيعية وبثّ الدماء الجديدة في الاجهزة على اساس التطور الطبيعي للهرم المراتبي في كل جهاز .
وقد حاول بعض قادة اجهزة الامن سابقا ان يجعلوا من الاجهزة الامنية الفلسطينية مزارع خاصة لهم وجعلوا من صورهم أعلى من صورة القادة السياسيين وحاولوا ان يصنعوا نموذج دكتاتوري يختبئ وراء البدلة العسكرية ويتحكموا برقاب الناس وارزاقهم وشرفهم وسمعتهم الوطنية واموال العامة ، وانهم هم الوحيدون القادرون على حماية امن المواطن والوطن لكن سرعان ما انقضّ عليهم الزعيم الراحل ياسر عفات فيما انقض على من تبقى منهم مجموعات عسكرية وكتائب من هنا وهناك فاختطفت عددا منهم وقتلت اخرين بصورة مأساوية لا تدل على تحضَر او رقي ، ولا تليق سوى بأنظمة الحكم في الغابات الافريقية او انظمة القمع في دول العالم الثالث . وقد ان الاوان في فلسطين ، ان نعتبر تغيير مسؤول او قائد في جهاز امني او حتى تنظيم خبرا اعتياديا لا يوجد من ورائه مؤامرة او خطة للاطاحة بأحد او انتقاما من احد اخر . ولذلك تشهد الاجهزة الامنية في السنوات الخمس الاخيرة حركة تغييرات لا حصر لها ، بل انني اعتقد انه يجري الان احالة 44 لواء وعميد وعقيد على التقاعد وفق التسلسل الاداري ومتوسط العمر وسن الخدمة . ويبدو ان الشعب الفلسطيني " الذكي " يتفهم الامر بكل مسؤولية . ويبقى لدينا مشكلة واحدة وهي امن اسرائيل ، الذي لا يزال يعيش بعقلية الحرب الباردة ولم يرتق الى مستوى الوضع الراهن ، وللتأكيد على ذلك نعرض على حضراتكم ما كتبته بعض وسائل الاعلام العبرية تحت عنوان " ابو مازن يهيئ الضفة الغربية لانتفاضة شعبية رقم 3 على غرار الربيع العربي " . وجاء في قراءة وسائل الاعلام العبرية انه ( واستنادا الى ما وصفته مصادر عسكرية وامنية مطلعة ومختصة ان الرئيس ابو مازن بدأ يستعد للربيع العربي على الطريقة الفلسطينية في اطار تظاهرات شعبية بمشاركة السلطة وحماس ولذلك جرى تعيين الجنرال نضال ابو دخان في قيادة الامن الوطني وهو يمتاز بعلاقات جيدة ووثيقة مع حماس . وان الرئيس ابو مازن نفّذ يوم 27.12 أكبر خطة أمنية ذات مغزى تحسّبا لاندلاع الربيع العربي في الضفة الغربية وهو ما ستعتبره المخابرات الامريكية والاسرائيلية بانها انتفاضة رقم 3 ) . وكتبت الصحافة العبرية ان الرئيس ابو مازن نفّذ هذه الخطة دون اي علم او تنسيق مع الولايات المتحدة او اسرائيل , واطاح بقائد قوات الامن الوطني الميجر ذياب العلي وهو رئيس اركان الجيش الفلسطيني وعيّن بدلا عنه الميجر نضال ابو دخان الذي كان رئيسا للاستخبارات العسكرية . وانه لا علم للجنرال الامريكي مايك ميلر منسق الامن الفلسطيني الاسرائيلي والذي عيّنته هيلاري كلينتون , وكذلك قادة الامن الاسرائيلي ورئيس الاستخبارات والميجر ايتون دانجوت بهذا الامر وانهم فوجئوا من هذا التعيين . ويرى قادة الامن الامريكي والاسرائيلي في واشنطن وتل ابيب ان قيام الرئيس عباس بهذه الخطوة ليس عفويا اونما يهدف الى التجهيز للانتفاضة الشعبية الثالثة في الضفة الغربية تزامنا مع الربيع العربي وهو ما يفسره الامريكيون والاسرائيليون انه ببساطة انتفاضة ثالثة .وان هناك اتفاق استراتيجي بين ابو مازن وخالد مشعل الا يسمحا لعدم الثقة بينهما ان تؤثر على تفاهم المستقبل . وان الاتفاق بين الاثنين في الاسبوع الماضي ان تقف الامور عند هذا الحد من الاتفاق وان لا يتقدما اكثر نحو اي اتفاق اخر . وحسب اللقاء فان عباس ومشعل لم يتفقا على عدم استخدام السلاح ضد اسرائيل . رغم ان ابو مازن رفض طلب مشعل استخدام السلاح خلال الانتفاضة وفي نهاية الامر اتفق الاثنان ان يتمسك كل واحد منهما بوجهة نظره اي انه وفي النهاية ستشتعل تظاهرات عارمة تحاول اختراق الجدار والحواجز العسكرية والدخول للخط الاخضر والمستوطنات في الضفة.وانه ومن اجل ضمان نجاح الخطة سيجري ضم وحدات كوماندوز للامن الوطني الفلسطيني .والذين سيجري تخريجهم قريبا من الاردن وهي قوات مسلحة جيدا جرى تدريبهم بتمويل امريكي وعلى يد مدربين بريطانيين واردنيين وعددهم 800 من الكوماندوز ليصبح عدد الامن الوطني 8 الاف جندي . وبكلمات اخرى قالت وسائل الاعلام الاسرائيلية ان القوات العسكرية الفلسطينية التي اقامتها الولايات المتحدة سيقوم بنشاطات معاكسة لاهداف التمويل والتدريب وتوجه طاقاتها ضد اسرائيل في الضفة الغربية وضد الجدار والخط الاخضر .وان هذا هو السبب الحقيقي وراء تخلي عباس عن الجنرال دياب العلي والذي تربطه علاقات قريبة من الامريكان في السنوات ال4 الاخيرة منذ 2007 وتسليم الامن ليد نضال ابو دخان المعروف بانه رجل سرّي ظل استخباري . وبحسب عقولهم القديمة كتبوا في موقع ديبكا : وتعلم واشنطن وتل ابيب ان القائد ذياب العلي كان دائما جاهزا لمحاربة الارهاب ومقاتلة حماس في الضفة الغربية بلا هوادة وهو امر غيرم توفر في شخصية نضال ابو دخان وابو دخان يحافظ على علاقة طيبة مع الضباط الامريكان والاسرائيليين ولكنه يحافظ ايضا على علاقات طيبة مع قادة حماس والجهاد الاسلامي . ولذلك لن تقوم اسرائيل ولا اجهزة الامن الاسرائيلية باعطاء نضال ابو دخان اية معلومات استخبارية من الان فصاعدا لانها تعتقد ان هذه المعلومات قد تنتقل الى قيادة حماس والجهاد . وكذلك المخابرات الامريكية لن تتعاطى استخباريا مع ابو دخان ويعني هذا توقف التعاون الامني الامريكي الفلسطيني عن طريق ابو دخان في الضفة الغربية. الاسرائيليون قالوا ذلك .... ونحن نقول للعالم : ايها السادة ان تعيين قائد امني جديد في فلسطين ليس مؤامرة ولا انقلاب ونحن لسنا حكم دكتاتوري في الغابات والصحراء بل دولة حضارية وشعب حضاري ديموقراطي ،ونتمنى النجاح للواء نضال ابو دخان وشكرا للواء ابو الفتح ومبروك الوسام من الرئيس فموتوا بغيظكم . |