وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بنت الـ"47"ربيعا .." فتح " تنهض من سلامها العبثي الغريق !!

نشر بتاريخ: 31/12/2011 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:28 )
كتب ابراهيم ملحم- مع تباشير هذا الصباح الفاصل بين زمنين،الواقف على حد مرحلتين فاصلتين،تنهض فتح من نومها العميق،ومن سلامها العبثي الغريق،تكفكف دمعها،على فراق زعيمها ،وتبلسم جرحها،وتتحسس سلاحها،وتستعيد مع شيبها،وشبانها، فتياتها،وفتيانها،نسائها ورجالها،ذكريات مجدها ،ورصاص انطلاقتها ،وحجارة انتفاضتها ،وهي ترى حمامة سلامها مضرجة برصاص اعدائها، ومكر واكاذيب الراعي الحصري للسلام المخادع العبثي .


تنهض فتح من سلامها،تغسل وجهها،وتمسد شعرها ،وتمسح قذى عينيها، وتزيل الغشاوة عن رؤيتها ورؤياها ،تُجبّد ذراعيها ،وتتثاءب من عميق نومها، في فراش الوثير، وسلامها البارد الطويل،مع شريك ماكر، مخادع يريد ان يفسد بالسلام القضية،ويجعلها مجرد ملف على ارفف الهيئة الدولية .

تنهض فتح وقد حفرت هموم السنين اخاديد في وجهها تشبه تضاريس ارضها ،وجداول انهارها ،وامواج بحرها الحي منه والميت ،والوان ازهارها ، واشجارها حنونا،ودحنونا،وتينا وزيتونا، في وطن طاعن في الجمال،والاسرار،ومقارعة الغزاة والفرار ،عن ارضه التي بارك الله فيها وحولها ،برجال هم على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين .

تنهض فتح من نومها الخفيف،وسلامها العبثي المخيف،لتفتح شبابيك بيتها،وتتنسم هواء مجدها ،وعبق شهدائها،لتطل على مظاهرات،واعتصامات واطارات مشتعلة واناشيد، واغنيات، مندلعة ،في ثورات متنقلة في شوارع المدن العربية بغبار الطلع،لترى ربيعا هو ربيعها يزهر بالشوارع بعد يأس من تفتح النوار،ربيع يعتمر كوفيتها ،ويغني اغنياتها ، ويرفع شعاراتها ،ينصرها وتنصره،يحبها وتحبه ،يشبها وتشبهه،في حلمها ،وغضبها،واصرارها على امرها ، وتمردها على جلادها ،في كرها وفرها، في حلها وترحالها ،في مكرها ويقينها بحتمية انتصار الحق على الباطل ،والحرية على الاستبداد،والنور على الظلام،والاوطان على المستبدين والمستعمرين والغزاة الطارئين على ارضها .

فتح الشابة،الشائبة،الغاضبة،الحالمة،المهادنة ، الثائرة ، المفاوضة ،الصارمة، الصادقة، الساعية الى الهيجا بكامل سلاحها ،وسلامها ،بنت الـ 47 ربيعا ،لاصوت يعلو فوق صوتها،ولا مكر يضارع مكرها،ولا سلام يعكر صفوها،اويضل طريقها، او يكبح جماح اندفاعتها .

تستحق فتح وهي تدخل ربيعها الثامن والاربعين من عمرها المديد،وتتلمس طريق العودة الى سيرتها الاولى، في انتفاضتها الاولى ،ملهمة الشعوب وكاسرة القيود ،لتجعل من ربيعها الاخضر نارا تتلظى تحت اقدام المحتلين، بكفاحها السلمي،ونضالها الشعبي،الذي سيخلع اخر عناقيد الظلم ،وحشرجات الاستعمار ،والاستبداد في الوطن العربي .

تستحق فتح ان نهتف لها على ابواب ربيعها القادم : فهي التي صنعت لشعبي ثورة ،وهي التي شقت طريق العزة ، وهي التي كسرت القيد قيد مذلتي وسحقت جلادي وصانع نكبتي ،وهي التي نسفت سجنها وانطلقت عواصفا في خريف غضبها الساطع يوم انطلاقتها .

هي فتح المتجددة،المتحركة،هي كل الفصول في تنوعها ،وتوحدها ،وخضرة قلبها، واتساع سهولها ،وترامي اطراف حدودها ،وارتفاع سقوف الحرية في مؤتمراتها ،وصالوناتها، وادبياتها ،في استيعابها لخصومها،ولعقوق بعض ابنائها،في ثورتها،وانتفاضتها،في حبها،وفي حربها،في هتافاتها،واهازيجها،في فعلها الثوري،وتفاوضها العبثي،في شهدائها،وجرحاها،واسراها،والقابضين على جمر الوفاء لذكراها.

ستظل فتح بسلامها العبثي،وسلاحها الشخصي،وحوارها الصاخب الداخلي،علامة فارقة، ورقما صعبا لايمكن تجاوزه في المشهد الوطني، والعربي والدولي .. من يسالمها تسالمه،ومن يصادقها تصادقه ،ومن يحاصرها تحاصره ..وياويل اللي يعاديها !