وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 31/12/2011 ( آخر تحديث: 31/12/2011 الساعة: 14:48 )
بقلم: صادق الخضور

عام ينقضي، وننتظر عاما جديدا، وما بين كثرة النشاطات وتنوعها، لامسنا كثرة المشاحنات والتلاسن والتراشق اللفظي، حجم الخلافات فاق حجم ما تحقق فعليا على الأرض، وإذ نطوي صفحات عام لنتطلع أن يتجاوز الفرقاء مكامن الخلاف، لنمضي قدما في المسيرة.

غرابة التوقيت ... ترى ما الأسباب؟
تساؤل عما اعترى المشهد من ثوران بعد هدوء، فاستئناف التبرّم والاحتجاج مع أن قرارات الاتحاد مضى عليها شهران وتحديدا منذ 29/10/2011 تثير الاستغراب، بعد أن كانت اللجنة المعنية ببحث قضية الرعاية نجحت في طي الصفحة.

بعد 60 يوما تقريبا تطفو القضية على السطح من جديد، ويبدو أن 3 أسباب تقف وراء ذلك، وتهدد استئناف دورينا وكأن الهجمة على الاتحاد موجهة وقصديّة ومتشعبة وتندرج في إطار من ثلاثة، أولها إطار تصدير الأزمات لأندية عاجزة عن توفير المتطلبات بعد أن غالت وبالغت في التعاقدات، وهنا نتساءل: هل أوفت جميع الأندية بجميع مستحقات لاعبيها عن الموسم الماضي؟ أو هل سوّت قضايا لاعبيها مع بقيّة الأندية؟ أو هل العلاقة بين الأندية تخلو من شوائب ولا يعكّر صفوها إلا الاتحاد؟ إن كانت الإجابة بالإيجاب فحينها يمكن القول إن كل شيء كان على ما يرام حتى جاءت قضية الرعاية، وإن كانت بالنفي وهذا هو الواقع، فالقضية برمتها بحاجة إلى تمحيص، والأندية مطالبة بمراجعة ما أوصل حال الاحتراف إلى مرحلة تتطلب الاعتراف بأنه كان بالإمكان أفضل مما كان، وعدم التشبّث بعناد مبالغ فيه على مبدأ "عنزة ولو طارت".

ثاني الأطر يرتبط بآلية الاحتجاج، فنحن لم نكن بحاجة لبيانات، وقرارات الاتحاد معلنة في جلساته أرقام 41، 42،43، 44، فهل تم تقديم أي اعتراض خطي على أي منها؟ وهل تم استنفاذ المحاولات لنقاشها عبر القنوات الرسمية؟ وهل كان التعبير عن تعليقات عليها عبر وسائل الإعلام من الحكمة بمكان؟

ثالث الأطر يندرج حسب رأي المتابعين باستثمار الخلافات من أطراف لا هي من الأندية ولا من الاتحاد لتصفية حسابات غير رياضية، مما جعل الحملة والفعل ورد الفعل موجهين سواء على صعيد المضامين أو التوقيت، وإن صح هذا فقد نجح البعض في توظيف الحدث لصالحه، وصبّ الزيت على النار لتزداد اشتعالا، بل ونجحوا في جرّ كتيبة من رواد المنتديات إلى مهاترات لا ناقة لهم فيها ولا بعير.

كان من الأجدى الانتصار لمنطق التوافق، واحترام الأنظمة والقوانين، فما يجري بحق الاتحاد مجحف، لأنه يتناسى كل المنجزات التي تحققت والتي كان أشد الناقدين هذه الأيام أكثر المعتزين بها ليس منذ أمد بعيد بل قبل شهور خلت وتحديدا مع انطلاقة الدوري، ويدرك المطلعون على الشأن الكروي أنهم كانوا بالأمس في مطبخ صنع القرار، وفجأة انتقلوا لدائرة الانتقاد، والتلويح باستمرار المناكفات.

ليس من الموضوعية تناسي كل ما تحقق من تنظيم كروي، وانتظام للمسابقات، ونهضة في المنشآت، وتطور في نوعية المشاركات، وليس من الموضوعية القفز عن كل ما أنجز لمجرّد حملة موجهة المعلن عن أسبابها يكاد لا يذكر مقارنة بالمخفي منها، ولعل من أقل ما يمكن قوله في هذه المعمعة كلمة حق بحق اللواء الرجوب الذي شهد له القاصي والداني بأنه قاد المسيرة باقتدار، وأسس لمعالم نهضة كروية أتاحت كثرة المشاركات الخارجية وتطوير المنتخبات التي ضمت بين جناحيها لاعبي الأندية كلها وبضمنها الأندية التي تقول أن الاتحاد يستهدفها.

كل ما نأمله أن يتدارك الحكماء الأمور، فلا زالت تسوية القضايا مثار الخلاف ممكنة، ويجب علينا تذكّر أننا شاركنا قبل فترة في الدورة العربية لنرفع اسم الوطن، فإذا بنا فجأة نتناسى كل هذا ونحاول تأزيم الأمور بعد أن كانت القضية في حكم المنتهية، وكم هو جميل أن نتعاطى مع الوطن بكل ما يمكنه أن يوصلنا إليه لا أن نتخذه جسرا للعبور عليه.

في خضم تسارع الأحداث يبدو أن المستهدف هو دورينا، وأن النيّة مبيتة للوصول إلى مرحلة يغدو فيها من الصعب مواصلة انطلاقته أو دوران عجلته من جديد، وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة، فقد قبرنا كل ما تحقق عبر السنوات الماضية من إنجاز يحسب للوطن.

حان الوقت لوضع حد للتجاذب غير المسبوق، وحالة الاحتقان يجدر ألا تتواصل، والمطلوب تدارك الأمور قبل فوات الأوان، واللجنة التي نجحت في تقريب وجهات النظر لدى تفاعل قضية الرعاية مطالبة بتجديد مساعيها والبناء على ما تحقق في حينه للخروج بصيغة توافقية دون إفقاد القوانين واللوائح والتعليمات صبغتها الاعتبارية، وبحيث ننأى بالخلافات عن الطابع الشخصي ونتيح تطبيق اللوائح.

نهائي كأس الراحل أبو عمار: مخيم الصمود، وغزلان الجنوب
هي نهاية مثيرة ستكون لنهائي كأس أبو عمار وستجمع الغزلان أصحاب اللياقة والرشاقة مع فرسان الأمعري المبدعين الذين يبدو أنهم تجاوزوا كبوات الدوري، وعادوا من جديد لتقديم لوحات من الإبداع والإمتاع.

هو نهائي يجمع بين حيوية العمور، وانضباط أحمد حربي، والتمريرات الساحرة للعبيد، وتحركات عايد جمهور، وفنون كشكش العازم على استعادة مستواه، وبين الفارس الغزال عاطف أبو بلال العازم على إثبات علو كعبه لجمال، وضابط الإيقاع الحصري محمد المصري، والماهر أحمد ماهر، والمزعج خالد سالم، والمتحرك المدفعجي السباخي.

هذه الأوراق ستجعل المباراة غاية في الإثارة، وفي جعبة الفريقين مخزون من الإبداع الكروي القادر على تحقيق الانطلاقة في ذكرى الانطلاقة، وأمل معانقة كأس الغالي أبو عمار حق مشروع لأبناء مدينة الظاهرية عروس الجنوب ونقطة التلاقي مع النقب، ولأبناء مخيم الأمعري القادرين على إضافة لقب الكأس للقب دوري المحترفين.

نهائي نتوقعه سريعا خاليا من الحذر الدفاعي لفريقين ينتصران لخيار الكرة الهجومية ، ومعه نتوقع أن تكون هناك محاولات جادّة لرأب الصدع في الجبهة الرياضية حتى ولو تطلب الأمر تدخّل اللجنة المركزية.

مع النهائي... نأمل أن يظفر باللقب من يستحقّه ، وسواء استقر الكأس في خزائن الأمعري الفنان، أو اختار التمركز في قلعة الغزلان، فسيكون الفائز هو أول الفائزين بباكورة ألقاب العام الجديد، وسيكون يستحقه لأن الفريقين بلغا النهائي عن جدارة واستحقاق ولو كان الكأس يجزّأ لاقترحنا أن يكون مناصفة بين الفريقين لأنهما بالفعل يستحقان معانقة كأس غالية تحمل اسما غاليا في ذكرى غالية.

أهلي الخليل، وجنين : نمطان متباينان
أهلي الخليلي.. يخسر بثلاثية، والفريق يعاني من عقم هجومي رغم وجود مدرب قدير على رأس الجهاز الفني وهو المدرب خضر عبيد، وللخسارة علاوة على الأسباب المرتبطة بعدم التوفيق ورعونة المهاجمين أسباب أخرى كنت قد حذّرت منها حتى قبل بدء الدوري.

حينها قلت: حذار من المبالغة في التهويل وفي خلق هالة إعلامية تتسبب في رفع منسوب الثقة، الثقة مطلوبة لكنها وانسجاما مع المقولة" الزيادة في الشيء كالنقص فيه" تتحول إلى غرور، وهذا ما عانى منه بعض اللاعبين.

على الجهة الأخرى..جنين وبأقل هالة إعلامية متاحة..حقق قفزات..تجاوز كبوة الخسارة أمام يطا، وعاد من جديد، واستطاع أن يحلق في القمة برهان على انتماء لاعبيه وصدق تفانيهم داخل الميدان.

خلاصة القول: الميدان هو المحك الحقيقي، والعبرة بما يتحقق داخل أرضية الملعب، والوسطية في التغطية الإعلامية هي الأنسب في دوري لا زالت ملامحه غير واضحة المعالم ، فجميع الفرق في السرب ذاته بعد أن كان بعضها يعتقد أن ضامن للتغريد خارج السرب.