|
حصاد سنوي مثمر لمشروع المواطنة في المدارس
نشر بتاريخ: 03/01/2012 ( آخر تحديث: 03/01/2012 الساعة: 22:31 )
رام الله - معا - إختتمت مؤسسة إبداع المعلم فعاليات ونشاطات مشروع المواطنة للعام 2011 بنجاح وتميّز ، حيث تم تطبيق ما يفوق الأربعمائة مشروع في مجالات متعددة منها مجال العلوم والرياضيات والتربية المهنية ، في الضفة الغربية وقطاع غزة من الجيلين الأول والثاني للعام 2011 ، وإحتوت هذه المشاريع على 70 مشروعاً على الأقل تتعلق بموضوع البيئة ، مثل التصحر، وتلوث البيئة، والصرف الصحي ،والبيئة المدرسية، وأمراض النباتات ، وتطوير قطاع الزراعة في الضفة الغربية ، بالإضافة إلى القضايا المتعلقة بموضوع الصحة مثل الأمراض الموروثة وتلوث المستشفيات .
وتضمنت فعاليات المشروع للعام المنصرم أيضاً تدريب 170 من مدراء المدارس الحكومية والخاصة وتلك التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين ، على منهجية مشروع المواطنة ، وتزويدهم بمعلومات حول تفاصيل المشروع الذي سينفذ في مدارسهم ، وتدريب 40 مشرفاً على تقنيات تدريب الطلبة المشاركين في هذا المشروع ، وآلية حشد دعم لمدارسهم ، وتسهيل تحركاتهم. ومن أبرز إنجازات مشروع المواطنة للعام السابق كانت في عدة مدارس ومنها : مدرسة بنات رقعة الثانوية في يطا جنوب الخليل ، ومدرسة بنات مخيم نورشمس بطولكرم ، ومدرسة بنات سميحة خليل بالبيرة . ففي مدرسة بنات رقعة الثانوية إخترنّ طالبات المواطنة مشكلة منطقة جنبا المحاذية ليطا للعمل على حلها ، والتي يعيش أهاليها ظروف معيشية بالغة الصعوبة ، فهذه المنطقة يطلق عليها اسم جنبا وتقع ضمن مناطق (ج)، التي تقبع تحت السيطرة الإسرايئلية ، وتبعد هذه المنطقة 15 كم عن يطا من جهة الشرق ، ويقطنون أهلها في كهوف بسبب قرار الإحتلال الذي يمنع البناء والتعمير في هذه المنطقة، ويبلغ عدد ساكنيها 100 شخص يفتقدون إلى أبسط متطلبات الحياة مثل الماء، والمساكن الآمنة ،والكهرباء ،والطرق المعبدة ،بالإضافة إلى عدم وجود مدرسة أو حضانة للأطفال ، لذلك قامت طالبات المواطنة في مدرسة رقعه بالتوجه لقرية جنبا، وأستطعن على مدار عامين على النهوض بتلك المنطقة رغم الصعوبات الأمنية والإقتصادية والسياسية ، وبالتعاون مع العديد من المؤسسات المحلية والأجنبية ، وتمكنّ الطالبات من فتح صف مدرسي ، وهو عبارة عن (كرفان) تبرع به برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، يشمل معظم فئة الأطفال في جنبا ، وتم تعيين معلمة للصف وهي من أهالي المنطقة ، كما تم الإعتراف بهذا الصف المدرسي من قبل مديرية تربية وتعليم يطا ، على أنه صف تابع لمدرسة المسافر . وفي العام السابق تتوجت مساعي الطالبات بتحويل الصف المدرسي إلى مدرسة أساسية متكاملة، تضم الصفوف المدرسية من الأول حتى الرابع ، ومعترف بها من وزارة التربية والتعليم العالي ، كما قامت الطالبات بزراعة 350 شتلة زيتون وخضار في المنطقة ، بحضور ومشاركة من قبل وزير الزراعة، ومحافظ يطا ، ورئيس بلديتها ، ومدير التربية والتعليم في يطا ، إلى جانب تحقيق وبناء علاقة توأمة ما بين مدرسة بنات رقعه ودولة تونس بحيث سيتم إجراء زيارات تبادلية مع مدارس تونسية . وحققت طالبات المواطنة أيضاً من خلال تجربة جنبا لفت أنظار المسؤولين من مختلف القطاعات الرسمية والشعبية والمدنية ، إلى مشكلة خطيرة موجودة في العديد من المناطق المفروزة تحت إطار مناطق (ج) ، والتي يفرض الإحتلال عليها قيوداً عديدة ، منها منع ساكنيها من بناء البيوت الخاصة بهم أو ترميمها، وأيضاً حثت طالبات المواطنة المسؤولين على الإهتمام بمنطقة جنبا وزيارتهم لها ومشاهدة معاناة أهاليها بأم أعينهم ، وبالتالي دعمهم ومساندتهم للصمود والبقاء على هذه الأرض ، و مدهم بما يلزمهم من خدمات لكل يعيشوا حياة طبيعية ومريحة . وتبلور نجاح هذه التجربة من خلال حل مشكلة سفر الطلبة الصغار من أبناء جنبا ، للسكن في يطا بهدف الدراسة ، بسبب بعد المسافة والحد من تعرضهم للخطر ، كما عززت طالبات المواطنة تثبيت حق القاطنين في تلك المنطقة بأرضهم ، وشد عزائمه ، وتحديهم للقرارات الإسرائيلية . أما مدرسة بنات مخيم نور شمس بطولكرم ، فعملت الطالبات اللواتي شاركن بمشروع المواطنة لأول مرة في العام الماضي ، على إحداث سابقة في مدارس الحكومة والوكالة وحتى الخاصة ، فقد تمكنّ طالبات الصف الثامن من حل مشكلة الطالبات ذوي الإحتياجات الخاصة في المدرسة ، حيث كانت خطتهم تطمح إلى توفير سبل الراحة وتسهيل الحركة والتنقل لهنّ داخل المدرسة ، التي تحتوي على 8 طالبات تعاني من إعاقة حركية ، ولا تستطعنّ التنقل من طابق إلى آخر ويحرمنّ من حصص المختبر ، بسبب وجود غرفة المختبر في الطابق الثالث ، لذا أرتأت الطالبات محاولة إيجاد حل لهذه المشكلة داخل مدرستهنّ كبداية ثم الإنتقال إلى مدارس أخرى تعاني من ذات المشكلة ،وذلك لعدم توافر مدارس خاصة في محافظة طولكرم تعنى بالطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، فحصدت الطالبات ثمار جدهنّ بالوصول الى تجهيز وبناء مصعد كهربائي لذوي الاحتياجات الخاصة ، ليكون هذا الإنجاز الأول من نوعه في مدارس الوكالة و الحكومة و حتى الخاصة ، وليشكل نهاية لمشكلة التنقل بدون صعوبة للطالبات الواتي تعاني من اعاقة حركية ، ونفذ المشروع بتبرع كريم من أهالي المخيم وأهالي طولكرم عامة ،وأشرف عليه مكتب الأنروا في المخيم ، فأضحت مدرسة بنات نور شمس نموذجاً لباقي المدارس التي لديها حالات مشابهة . وحصد مشروع المواطنة انجازات كثيرة في محافظة رام الله والبيرة ،و كان أبرزها المشروع الذي قاموا به طالبات المواطنة في مدرسة بنات سميحة خليل ، الواقعة في مدينة البيرة ، فأجمعت الطالبات على أن مشكلة عدم وجود مدرسة مهنية للإناث في المحافظة هي المشكلة التي ستعملنّ على حلها . فبدؤا بالعمل الدؤوب على حلها، فتوجهت الطالبات إلى عدد من المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، من أجل المساعدة في إيجاد أرض لبناء مدرسة مهنية للإناث في المنطقة ، فتوجهت الطالبات إلى بلدية البيرة وطلبت منها توفير مساحة من الارض لبناء هذه المدرسة ،إلا أن البلدية أعتذرت لعدم وجود أرض ملائمة لأن معظم أراضيها يمنع فيها البناء بقرار من سلطات الاحتلال ، فكانت بلدية رام الله المؤسسة التالية التي ذهبنّ إليها الطالبات ، حيث إجتمعنّ مع رئيسة البلدية السيدة جانيت ميخائيل التي قامت بدورها بالترحيب بهنّ وأعربت عن تقديرها للمشروع وأهميته ، وخصصت لهذا المشروع 12 دونم مبدئياً لبناء المدرسة المهنية للإناث في منطقة بطن الهوى بعد شراء عدة قطع من أراضي المواطنين . وأكدت السيدة جانيت على سعيها ودعمها المتواصل لإنجاح هذه الخطوة والمبادرة البناءة ، ووعدت الطالبات بإسم البلدية بتلبية رغباتهنّ ، ووضع هذا المشروع على رأس سلم الأولويات ، وقالت بأنها ستقوم بإجراء لقاء مع وزيرة التربية والتعليم العالي د.لميس العلمي لمتابعة إجراءات بناء هذه المدرسة . وأشارت إلى أن البلدية معنية بشراء وأستملاك أراضي لبناء المدارس ، وذلك من خلال عائدات ضريبة المعارف ، للوصول إلى وجود مدرسة في كل حيّ، وشددت على أهمية وجود مدرسة مهنية للطالبات ، وأعربت عن تقديرها وشكرها للمؤسسات المحلية والأجنبية التي تسعى لبناء مجتمع متعلم وقوي ، وكشفت أن البلدية بصدد شراء قطعة أرض مجاورة لقطعة الأرض المخصصة لبناء المدرسة المهنية ،لأنها تعي أن المدرسة المهنية النموذجية يجب أن تحتوي على مشاغل وقاعات ومختبرات ، لذلك تحتاج إلى مساحة كبيرة لتكون ملائمة ومريحة للطالبات وللتوسع في المستقبل . في ختام حديثها وجهت السيدة جانيت شكرها الخاص للطالبات اللواتي فكرنّ في هذا المشروع ، لأن الإقتصاد الفلسطيني بحاجة لخريجين مهنيين ، وليس خريجين أكادميين فقط. وفي تصريح للمدير الإداري والمالي في مديرية التربية والتعليم برام الله فؤاد ثابت، قد أكد على استمرارية العمل على إتمام المشروع ، وقال أنه تم إيصال المشروع إلى الجهات المعنية التي ستقوم بإيجاد تمويل له لإنجازه بالكامل ، ووصف بالمشروع بالممتاز ، وأنه يأمل تطبيقه على أرض الواقع بأقرب وقت ممكن . ومن جهتها تحدثت مديرة مدرسة بنات سميحة خليل السيدة سلمى عويس ، عن أن طالبات الصف الثامن قمنّ بالمشاركة بمشروع المواطنة ، وكان وقع إختيارهنّ على مشكلة بالغة في الأهمية وهي عدم وجود مدرسة مهنية للإناث في المحافظة ، وأشارت إلى أن المجتمع الفلسطيني بحاجة ماسة إلى تطوير القطاع مهني ، وأضافت أن مثل هذه المدرسة ستعزز العمل بهذا القطاع . وأظهرت المديرة مدى أهمية مشروع المواطنة وأهدافه الرامية إلى إنهاء العقبات ، و الوصول إلى إنجازات مختلفة مثل إنجاز طالبات مدرسة سميحة خليل . وصرحت المعلمة المشرفة عن مشروع المواطنة في مدرسة سميحة خليل هدى الاسمر ، أن الطالبات عملنّ على إتباع الخطوات التي تعلموها لحل المشاكل ، وذلك في إطار القانون الفلسطيني ، وأشراك الإعلام كوسيلة لإبراز أهمية القضية ، ودعت إلى ضرورة وجود مثل هذه المشاريع التي تركز على الطلبة وعلى الأنشطة اللامنهجية لبناء شخصيتهم لأنهم رجال المستقبل . يذكر أن مشروع المواطنة بدأ تنفيذه عام 2005 ،هو وعبارة عن منهاج متعدد الإختصاصات يستخدم وسائل وإستراتيجيات تعليمية تفاعلية تركز على تنمية مهارات الفكر النقدي لدى الطلبة ، وتجعلهم قادرين على حل مشكلاتهم وصنع القرارات ، ويركز أيضا على تعليم الطلبة للتعرف على عمليات الدولة والحكومة ، وعلى القضايا والشؤون المتعلقة بالمجتمع ، ويعلم المشاركين كيفية مراقبة السياسة العامة وعلى التاثير فيها . ويعد كأحد المشاريع الإقليمية التي يتم تنفيذها من قبل الشبكة العربية للتربية المدنية بالشراكة مع مركز إبداع المعلم الفلسطيني، ويتم تنفيذ هذا المشروع من قبل مركز إبداع المعلم بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين . ويهدف المشروع إلى خلق جيل يدرك مفاهيم العدالة والديمقراطية ويحافظ عليها ، وتعزيز إلتزام المجتمع بحقوق الديمقراطية ، والمساواة ، وحقوق الإنسان في الوطن العربي ، ودمج هذه القيم في النظم التعليمية . ويعمل المشروع على تعليم الطلبة تحديد المشاكل ذات الأهمية والأولوية لمحيطهم وذلك إستنادا على إحصائيات ومعلومات وإستطلاعات ونقاشات، ومن ثم التصويت لإختيار مشكلة واحدة ، والرجوع للقوانين والتشريعات والمؤسسات والمسؤلين ذوي العلاقة ، ثم وضع البدائل لحل المشكلة ورسم خطة تبين كيفية العمل على تطبيق الحل مع ما يتطلب ذلك من المام ومعرفة بما هو ممكن وغير ممكن القيام به . وبالنسبة للفئة المستهدفة فهم معلمي ومعلمات مادة الإجتماعيات والتربية المدنية والعلوم والرياضيات للصفوف ما بين السادس والتاسع . |