وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 03/01/2012 ( آخر تحديث: 03/01/2012 الساعة: 20:50 )
بقلم : صادق الخضور
دوري الأولى يتواصل، إثارة كبيرة وتقارب في المستويات حيث لا وجود للفوارق المادية وفوارق الإمكانيات التي جعلت أندية المحترفين متفاوتة المردود. ودوري الثانية يتواصل وفق منحى تصاعدي، والمطلوب متابعة أكثر من مدربي المنتخبات وخاصة أن هناك لاعبين يستحقون الانضمام للمنتخب الأولمبي.
الخضر، وثلاث محطات هذا الأسبوع

أولها، رحيل اللاعب الشهيد زكريا داود، رحيل أوجع الجميع للاعب لطالما صال وجال، فقد كان مجرد ذكر اسم فريق الخضر يبعث على استحضار هذا اللاعب الذي لم يكتب له أن يعاصر فترة الاحتراف في العقود، لكنها سبقها بالإبداع في الأداء وصدق الانتماء، ومواصلة نظرات الكبرياء حتى في عزّ تصاعد الأنين واحتدام الألم . رحل زكريا في غمرة التطلّع لأن يرى فريقه يستعيد كبرياء التحليق بين فرق الصفوة، رحل وهو يواكب إبداع ابنه الذي حرص على أن يكون كما أبيه لاعبا مهاريا يجمع بين دماثة الخلق وروعة الأداء، رحل وشاء الله أن يكون رحيله في إطارين ثوريين زمانا ومكانا، فالمكان هو الخضر حيث أحبّها دوما وأحبتّه، والزمان زمان الفعل الذي كان هو من رجاله وهو ذكرى الانطلاقة.

ثاني المحطات، استعادة الخضر نغمة الانتصارات وفوزه في المباريات الأخيرة ليتمركز على مقربة من القمّة، وقد كان لأبناء الخضر في الجولات الأخيرة بقيادة مدربهم شرف جني حصاد الانضباط التكتيكي واستثمار الفرص المتاحة، فالخضر يعود بل ويعود ليضرب بقوّة، وهذا يؤكد أن على إداراتنا عدم استعجال حصد النقاط، المهم ألا ينتهي الذهاب وقد اتسعت الفوارق، وكذا كان، فرسم أبناء الخضر أروع الحقائق.

ثالث المحطات تقترن بالخضر مكانا وبالغزلان حضورا، وهي فوز الغزلان بكأس أبو عمار بعد أن كان الفريق الظهراوي بشهادة الجميع الفريق الذي حمل مزايا البطل في كل مباراة لعبها، ليكون الدور الأول كما النهائي مرورا بنصف النهائي غزلاني الطابع، وقد جاء فوز الظاهرية مكافأة للأداء السلس والرشيق، وتناغم خطوط الفريق، ووجود البدائل الجاهزة التي برهنت أن البديل والأصيل وجهان لعملة واحدة، وأن الفريق نجح وبامتياز في خطبّ ودّ بطولة غالية لتكون بداية العام 2012 شاهدا على طابع غزلاني فريد.

مبارك للفريق الظهراوي ظهوره اللافت، ومثابرته، وانضباطه، ولياقته العالية، وجمهوره الوفي، ومدربه المحنّك، وإدارته النشطة، وكلها مقومّات تفاعلت وتماهت وتداخلت لتكون الخلاصة لقبا عزيزا غاليا طال انتظاره، وانطلاقة في ذكرى الانطلاقة.
وهكذا نلحظ أن الخضر كان المحطة المركزية في هذا الأسبوع: بفراق لاعب عزيز، لكنه فراق ممزوج بطابع الشرف الرفيع، وفريق خضري عازم على العودة إلى الخط السريع، وحضور غزلاني أبهر الجميع.
في ذات الوقت، كانت مناسبة نهائي أبو عمار فرصة لتأكيد أن الأمعري استعاد ثقته بذاته، وأنه عازم على تجاوز كبوات الدوري، ولا نبالغ حينما نقول : انتظروا الأمعري في الإياب، صحيح أن لقب بطولة الدوري صار حلما صعب المنال لكن الفريق قادر على تحقيق نتائج سترسم معالم خريطة الدوري.

تساؤلات على هامش النهائي
غياب النقل التلفزيوني لنهائي كأس أبو عمار مستغرب، فتوقيت المباراة وحجم الجماهير كان مناسبة تستحق النقل ليواكب المتابعون مهرجانا وطنيا في قالب كروي، فلماذا غاب النقل؟؟
قد نتساوق مع تبرير ازدحام أجندة تلفزيون فلسطين ونتساءل: ألم يكن بالإمكان تسجيل المباراة، وبثّها في وقت لاحق؟ نتساءل أيضا عن سبب عدم وجود نقل تلفزيوني لمباراة واحدة على الأقل أسبوعيا من دورينا.
كان بالإمكان توفير التغطية ولو حتى بالتسجيل، لكن عدم النقل أو حتى التسجيل غير مبرر.

مدربون جدد في الإياب
مدربون جدد في الإياب، أولهم مدرب بلاطة محمد حمودة العائد بعد غياب، وهذا يعني أن خليفة الخطيب الذي غادر الجدعان سيكون ممن سيفتقدهم دورينا، وكلمة حق تقال: يخلف على خليفة، فقد قاد الجدعان واستطاع أن يعيد الفريق إلى سابق عهده، وقبل التحدّي في ظروف بالغة التعقيد، وكان وجوده مع بلاطة دليل على أن انتماء هذا الرجل لناديه أنموذج يستحق الاستحضار.
رائد عساف يلتحق أخيرا بالأمعري، والتطلعات لأن ينجح هذا المدرب في إعادة الفريق إلى المسار، وهناك حديث عن تكليفه بمهام ترتبط بقطاع الناشئين وفئة الشباب، وهذا يعبّر عن فكر شمولي.
ثالث المدربين لم تتضح هويته بعد، لكنه حتما سيكون في شباب الخليل، وسط آمال بأن تنجح الإدارة الجديدة للعميد في استقطاب مدرب قادر على قيادة عميد الأندية خلفا للمدرب القدير سمير عيسى.
كل التوفيق للمدربين الجدد، ونتطلع لأن تفرد أندية المحترفين حيّزا من الاهتمام لفرق الفئات العمرية، وأن تشهد فترة الإياب دمجا واعيا للاعبين جدد من أبناء الأندية، وهذا منوط بقناعات المدربين وتوجهاتهم.