وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جبريل .. الاهلي والهلال والامعري .. والتطبيع

نشر بتاريخ: 04/01/2012 ( آخر تحديث: 04/01/2012 الساعة: 22:26 )
بقلم : بدر مكي

حفل نهاية العام المنصرم وبدايات هذا العام، بالعديد من الامور والقضايا في شأننا الرياضي المحلي، واخذنا نسمع عن بيانات وبيانات مضادة وتصريحات في صحفنا اليومية والمواقع الالكترونية، وكأن ما وراء الاكمة ما وراءها. والأمر يستدعي ان نجد حلولا من خلال الانتصار لمبدأ الحوار ولغة العقل وتواجد العقلاء بيننا، حتى تأخذ الامور مجراها الطبيعي، بدلا من الاحتكام للغة الفعل وردات الفعل التي القت بظلالها على المسيرة الرياضية التي شهدت عاما من الحضور العربي والدولي الفاعل بين ظهرانينا، ولكنها تعرضت لانتكاسة نتائج الدورة العربية في قطر.

ودخل «القيل والقال» في هذه الازمة اللازمة التي اصابتنا بالدهشة حينا والغضب في احايين اخرى، بل ووصلت الامور الى المستوى الشخصي والوطني.. وتوزيع صكوك غفران من جهة واتهامات من جهة اخرى، وكلها تصب في ناحية اتحاد الكرة ورئيسه تحديدا الاخ جبريل الرجوب، الذي اؤكد اننا لا نختلف عليه ابدا، ولكننا نختلف معه في بعض القضايا الرياضية البحتة.

لأن الرجوب جاء من رحم المعاناة وغياهب السجون، وجعل الانظار تتجه صوب فلسطين في عديد المحافل العربية والدولية، وقد زارنا شخصيات رياضية عالمية كان لها الأثر الأكبر في ايصال رسالتنا للعالم، بأننا شعب نستحق الحياة.. وقد طوع المجال الرياضي في خدمة بلده. قلت اننا نختلف مع الأخ جبريل في قضايا رياضية يتداولها الناس، كل بطريقته، ولكن الحق يقال ان تلك القضايا كان من الممكن معالجتها بهدوء وبعيدا عن الاعلام، الذي وجد البعض فيه متنفسا ليقول ما يريد قوله، ولكن بعضه كان خارج النص للأسف.

واولى هذه القضايا التي اخذت ابعادا، وكأنها تحولت الى موضوع شخصي بين نادي اهلي قلقيلية واتحاد الكرة ممثلا برئيسه، حيث كان يجب ان تعالج تلك المشكلة بالحوار وبالاستناد الى اللوائح، ولكن الامر خرج عن السيطرة وبدأت حرب البيانات وزاد الألم بوفاة رئيس نادي اهلي قلقيلية المناضل ابراهيم تيتان، واعتقدت ان الموضوع سيأخذ ابعادا ايجابية تكريما للمرحوم تيتان، الذي التصق اسم الأهلي بهذه الشخصية العزيزة على القلوب، بأن يصدر مثلا بيان من الاتحاد ينعى الراحل، ويقدم الحل المأمول، ولكن ذلك لم يتم، ومع ذلك ما زال الأمل يحدونا بحل هذه المشكلة والتوقف تماما عن حرب التصريحات، وهذا الأمل يحدوني بأن يواصل العقلاء دورهم الايجابي لانصاف الأهلي بما يليق بتاريخه الرياضي ونتائجه في المرحلة السابقة من المسابقة.

ولا يجب التعاطي مع هذه المسألة، بالاحتكام للغة ردات الفعل وخاصة فيما يتعلق باغلاق ملعب قلقيلية، متنفس الأندية هناك وخاصة النادي الاسلامي الذي يعج بالمواهب، ولا ذنب لهم بعدم التدريب او اللعب على ملعب مدينتهم، وهو ينافس بقوة على الصعود للمحترفين.

وزاد الأمر سوءا بمشكلة الهلال ورعايته، تلك المشكلة التي واجهنا خلالها سيل من الافعال والردود والتصريحات، وتعاظم الموضوع ليصل الى حشد التأييد لرئيس اتحاد الكرة الأخ جبريل، وكأن الأمريحتاج لذلك!! واوجه عتابا لاخوة اعزاء تداعوا لاصدار بيانات التأييد، لأن الأخ جبريل ليس بحاجة الى مثل تلك الأمور، لأننا كلنا مع جبريل وليس فلان او علان او هذه المؤسسة او تلك، وكأن الامر بين الهلال والرجوب قد وصل الى حد القطيعة.

كان الأمر يحتاج الى جلسة بين الاصدقاء لحل المشكلة، التي اخذت ابعادا ما كان يجب ان تأخذها ابدا، حيث ان العقلاء قد دخلوا على الخط، وبدأت السيطرة على المشكلة ولكن ردود الفعل جاوزت مداها، وكان حري بالطرفين (معذرة لكلمة الطرفين) ان يتواصل الحوار والنقاش بعيدا عن حرب التصريحات الشرسة التي طالت النواحي الشخصية، بل ووصل الأمر لتداعي اندية المحترفين لاصدار بيان بعد جلسة لهم في النادي الحبيب واد النيص، قد تضمن البيان ما تضمن بالتأكيد على شرعية الاتحاد، وكأن الأمر يتعلق بشرعية الاتحاد!! والانتصار لرعاية جوال الشركة الرائدة لدوري المحترفين، كان يتطلب الموضوع عقد جلسة مشتركة بين الاتحاد والهلال بحضور رؤساء المحترفين الافاضل ووأد الاشكال بهذه الجلسة فورا، ولا يجب الحديث عن الصعود والهبوط ابدا، ولعل بيان جدعان بلاطة يصب في اتجاه حل الاشكالية بصورة سلسلة وبعيدا عن التراشق الاعلامي.

ويجب القول هنا، ان الاتحاد شرعي اصلا.. له مكانته وانجازاته.. واذا حدث اشكال هنا.. فيجب الا نتطرق الى موضوع الشرعية من اصله، واذا حدث اشكال آخر مع ناد آخر.. هل سنتداعى الى التأكيد على شرعية الاتحاد!! الاتحاد شرعي قبل كل شيء.. لأنه منتخب وثانيا لانه يقوده شخصية كاريزمية لا نختلف عليها ابدا. وهو الذي يوفر مظلة آمان لابناء الحركة الرياضية، ومن دونه.. ستنهار المنظومة الرياضية.

ويقودني الأمر للحديث عن اشكالية الاتحاد مع الامعري.. التي كان يجب معالجتها بهدوء ووفق اللوائح وبعيدا عن الاعلام وردات الفعل، التي يبدو انها تتفاعل مع كل مشكلة تحدث بين الاتحاد وعددا من انديته، لأن الأمر يصل الى وسائل الاعلام، ويدلي كل منا بدلوه في هذه المسألة او تلك بطريقته الخاصة.

وفي موضوع التطبيع، يصر البعض بأن اللجنة الاولمبية قد عقدت اتفاقا مع الطرف الآخر، وفند رئيس لجنتنا الاولمبية الأخ جبريل الرجوب هذا الأمر، الذي يحتاج ان يكون هناك بيان رسمي من اللجنة الاولمبية لايضاح هذا الأمر من جميع جوانبه، واغلاق الموضوع، لانني شخصيا لا اصدق وربما لا اريد ان اصدق ان الامر يتعلق باتفاقية مع الطرف الآخر.

وفي موضوع الدورة العربية بالدوحة، انني على يقين بأن بعض الاتحادات يجب ان تتدارس نتائج المشاركة بكل موضوعية، وتقدم تقريرها حول نواحي القصور التي شابت مشاركتها ولا بأس من جلد الذات احيانا للخروج من ازمتها وازمتنا نحن، حيث ما زلنا في الاعلام نتشارك في هذا الهم الذي يؤرق اقلامنا بنقد بناء هنا وآخر بعيد هناك، وعلى بعض هذه الاتحادات الابتعاد عن المشاركة الخارجية والعناية بالناشئة لحين الشفاء من النتائج السيئة التي واكبت مشاركتها الأخيرة.

وفي موضوع منتخبنا الوطني بكرة القدم، كلي أمل باعطاء الفرصة كاملة للمدرب جمال محمود، الذي عليه ان يستدعي من الشتات من لاعبين، لاختزال وحرق مرحلة تماما كما يحدث في الدوري العام.. الذي ينتظر انطلاقته عشاق اللعبة على أحر من الجمر، وفي هذا السياق نبارك للغزلان بطولة كأس الشهيد ياسر عرفات، اولئك الغزلان الذين نحبهم.. بل واقول بفم مليان.. ومن لا يحب غزلان الجنوب!! الذي عشقوا الختيار، وكانوا دوما في الطليعة في الابعاد الوطنية والرياضية والاجتماعية. كما اعزي نفسي اولا والاسرة الرياضية بفقيدها وفارسها زكريا داود، ابن الخضر وعنوانها الذي قدم زهرة شبابه لفلسطين، وقد اختاره الله سبحانه وتعالى مع الشهداء, الذين صدقوا العهد والوعد، ولابنك احمد وبلدة الخضر الحبيبة خالص العزاء. ولحديثنا بقية.. بإذن الله.. عن وزارة الشباب والمجلس الأعلى.