|
الاسير المبعد كريس البندك: من حصار الكنيسة الى السجن والابعاد
نشر بتاريخ: 09/01/2012 ( آخر تحديث: 09/01/2012 الساعة: 11:10 )
غزة - معا - الاسير الفلسطيني المحرر كريس عادل اسحق البندك 33 عاما، من سكان مدينة بيت لحم والذي افرج في صفقة تبادل شاليط بعد قضاء عشر سنوات وابعد الى قطاع غزة، لا يشارك ابناء طائفته واهله ومدينته باحتفالات اعياد الميلاد المجيدة حسب التقويم الشرقي، لان يد الاحتلال واجراءاته القمعية حالت بينه وبين العودة الى مسقط راسه مدينة الميلاد والمحبة والسلام.
وفي تقرير لوزارة شؤون الاسرى والمحررين قالت وفي تسليطها الضوء على حياة الاسير البندك قالت فيه ان كريس البندك ابن كتائب شهداء الاقصى قد حمل صليبه مقاتلا ومدافعا عن ابناء شعبه خلال انتفاضة الاقصى وحوصر مع المحاصرين مع الكنيسة في نيسان 2002 ولمدة اربعين يوما من الحصار الدامي والبشع والذي انتهكت خلاله كل المحرمات الاخلاقية والدينية والانسانية. سكن كريس البندك في حارة العانترة في مدينة بيت لحم، وبالقرب من مغارة الحليب ويرتبط كوشان ميلاده بهذه المدينة المقدسة مهد المسيح وجدانيا ودينيا وروحيا بمهد المسيح عليه السلام، ترعرع فوق بلاطها ومشى في ازقتها وشوارعها، وتشبع من صلواتها واجراس كنائسها واصلا فيه قلبه وعقله برائحتها التاريخية الممتدة من خط الانبياء والاجداد والرعاة وتعاليم اليسوع الفلسطيني حتى ياسر عرفات. شارك كريس مع المقاومة الفلسطينية خلال اجتياحات قوات الاحتلال للمناطق الفلسطينية وحوصر مع 250 مواطنا داخل كنيسة المهد وشهد على جريمة العصر التي ارتكبتها قوات الاحتلال من خلال هذا الحصار الذي اطلقت فيه القنابل والقذائف على الكنيسة وقبابها ومحاولة اقتحامها وسقوط ثماني شهداء داخلها اولهم الراهب سمير سلمان قارع الاجراس. اربعون يوما من الجوع والبرد وقلة الدواء وتعفن جثث الشهداء واجسام الجرحى داخل الكنيسة التي انتهكت قدسيتها وحرمتها وحوطت بالاف الجنود والمجنزرات بعد ان حولت ساحتها الى معسكر للجيش الاسرائيلي وعلى مرأى من العالم والمجتمع الدولي الذي عجز عن حماية بيت الله وقبلة العالم المسيحي. استطاع كريس وعدد من المحاصرين الهروب من الحصار رغم كل الاجراءات الامنية المشددة التي احاطت بالكنيسة من كل صوب واتجاه، وفرض حظر التجول على محافظة بيت لحم وخاصة حول كنيسة المهد، فقد رفض الاستسلام والموت بردا او قنصا داخل الكنيسة بعد ان شهد المأساة القاسية التي عاشها المحاصرون في تلك الليالي التي اضائها الرصاص وشبح الموت. طورد كريس البندك من قوات الاحتلال حتى تم اعتقاله بتاريخ 6/2/2003 حيث تعرض لتعذيب قاسي من قبل المحققين الاسرائيلي ومورست عليه كل انواع التعذيب والضغوطات البشعة، وامام صموده وبسالته حكمت عليه محكمة الاحتلال حكما رادعا بالسجن المؤبد اربع مرات ليواصل مشواره النضالي والوطني والنضالي داخمل سجون الاحتلال قائدا شجاعا ورمزا للوحدة الوطنية في سبيل الحق والعدالة وحرية شعبه من قيد الاحتلال . افرج عنه بتاريخ 18/10/ 2011 ضمن تبادل صفقة شاليط وابعد الى قطاع غزة بعيدا عن مسقط راسه ومدينته الحبيبة بيت لحم وبعيدا عن اهله واصدقائه الذين كانوا يتمنون ان يعانقوه ويشاركوه فرحته بالحرية من سجون الاحتلال. تحتفل بيت لحم باعياد الميلاد وفارسها كريس البندك غائبا عنها، لا يضيء شجرة ولايشعل شمعه ولايقف في صفوف الصلاة ولايشاركها فرحة الامل والرجاء ولا يعانق هوائها ولا يوزع الهدايا على اطفالها المنتشرون في الساحة والمحتفلون على اصوات الكشافة والتراتيل المجيدة. كريس البندك يعانق نجمة بيت لحم المضيئة من بعيد يحلق في سماء المدينة بصلاته وامنياته وبالعودة قريبا مع كل زملائه الذين ابعدوا الى غزة وبلاد المنفى، ويقول “لا زلت احمل قنديل الزيت مضاءا، اعرف طريقي الى بلدي وساصل قريبا مهما طال الليل والظلم، فعمر الاحتلال قصير وما دامت اجراس بيت لحم تقرع وقلبي ينبض ويضخ بحبها والحنين اليها ويدق على بوابتها المفتوحة للحياة”. |