وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراقع يزور الأسيرين المحررين فهيدات وأبو عطايا في بلدة عناتا

نشر بتاريخ: 09/01/2012 ( آخر تحديث: 09/01/2012 الساعة: 11:53 )
القدس - معا - قام وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع ووفد من الوزارة والأسير المحرر أحمد أبو السكر بزيارة الى الأسيرين المحررين ماجد فهيد 32 عاما الذي قضى عاما بالسجن الإداري ومحمد أبو عطايا الذي قضى 5 أعوام بالسجن وذلك في منزلهما الواقع في بلدة عناتا بالقدس المحتلة واستمع قراقع الى حكاية عائلة فهيدات التي عاشت في ظروف قاسية وفي مراحل مؤلمة من الملاحقة والسجن والاعتداءات المستمرة.

حي محاط بمعسكر للجيش الاسرائيلي:
تعاني بلدة عناتا الواقعة، شمال شرق مدينة القدس المحتلة، من ظروف حياتيه سيئة للغاية بسبب الاستهداف الإسرائيلي لها، و خاصة الممارسات العنصرية ضد أهالي حي الفهيدات، الواقع شرق البلدة.

حيث تمنع سلطات الاحتلال الأهالي من البناء في هذا الحي و تقوم بهدم منازل المواطنين في حال تم البناء، في سبيل مصادرة كافة الأراضي التابعة له وضمها إلى القاعدة العسكرية و الذي أقامتها في عام 1967، حسبما يقول الأهالي.

وحي " الفهيدات" يقع إلى الشرق من المنطقة السكنية المأهولة في بلدة عناتا و يضم هذا الحي 12 منزلاً من منازل المواطنين، و التي تؤوي حوالي 60 مواطنا فلسطينياً، و ينتمي العديد من هؤلاء المواطنين إلى حمولة " الفهيدات" التي تنحدر من أصول بدوية عربية، ومن بين هؤلاء يعمل 28 مواطناً في مهنة الرعي لكسب عيشهم، ويمضي الرعاة أوقات من السنة في منطقة الأغوار الشمالية لرعي مواشيهم، وتحيط قاعدة "عناتوت"العسكرية التابعة لقوات الاحتلال بحي الفهيدات من ثلاث جهات.

هذه القاعدة العسكرية حولت حياة سكان حي "الفهيدات إلى جحيم لا يطاق، حيث تقوم قوات الاحتلال المتمركزة في هذه القاعدة بإطلاق النار بشكل باتجاه منازلهم ، بالإضافة إلى إجراء التدريبات العسكرية ف بأوقات لا تخطر لهم على بال، والتي تستمر في بعض الأحيان إلى ما بعد منتصف الليل.

و تحظر سلطات الاحتلال على مواطني الحي بناء منازل جديدة لهم, حتى توسيع منازلهم القائمة دون الحصول على تصاريح بذلك من تلك السلطات.و نتيجة لذلك فإن العديد من المنازل التي شيدها المواطنون في هذا الحي دون الحصول على التصاريح اللازمة عرضة للهدم في أي وقت.

عائلة تحت الملاحقة:
الأسير ماجد فهيدات وعائلته التي التقاها قراقع شرحوا الظروف الصعبة التي تعيشها هذه الأسرة التي تقطن في مكان محاط بمعسكر الجيش الاسرائيلي حيث تطل المدافع والمجنزرات على المنزل، إضافة الى أبراج المراقبة التي تطل على البيت، وأصوات وصراخ الجنود ليل نهار.

البيت الواقع كالشوكة في حلق الاحتلال تعرض للمداهمة أكثر من مرة، وأطلقت عليه قنابل الرصاص وقنابل للصوت، وأطلقت الخنازير البرية على المنزل أكثر من مرة، مما شكل وضعا مرعبا وإرهابيا على مدار الساعة.

ويقول ماجد، نحن لا ننام ودائما متخوفين لمداهمة الجنود وضباط المخابرات، وقد اعتقلوني أكثر من مرة دون أية أسباب وهددوني بالقتل ، واعتقل أشقائي الستة بما فيهم أمي وأخواتي وكل ذلك من اجل أن نترك البيت ونرحل من المكان المهدد بالمصادرة وقد ساومونا أكثر من مرة على بيع الأرض ولكننا رفضنا ذلك ودفعنا ثمنا كبيرا، وقد ساوموني أن أبيع الأرض مقابل الإفراج عني ولكني لم اقبل ذلك.

لا أبدل عش دجاج بمدينة تل أبيب:
أحد عشرة عائلة تعيش في تلك المنطقة التي لا تصلها الخدمات المطلوبة ، تمارس عليه الضغوطات المستمرة لترك منازلها والتخلي عن أرضها، بعد أن تم مصادرة آلاف الدونمات لصالح المعسكر الاسرائيلي الذي تحول في الانتفاضة الأولى الى سجن للمعتقلين الفلسطينيين.

أبو رياض فهيدات يقول لا أبدل عش دجاج بمدينة تل أبيب، فهذه أرضنا وهنا ولدنا، ولن نتركها مهما كانت الضغوطات، ولا نطلب سوى تعزيز بقاءنا وصمودنا في أرضنا ومنازلنا، وتوجهنا الى أكثر من جهة من أجل تحسين البنية التحتية للمنطقة من شوارع وكهرباء ومجاري، واصطدمنا بعقبات كثيرة.

ويقول:" نشعر أننا نتعرض لظلم كبير وما من احد يصغي لنا، هذه أرضنا من مئات السنين ونحن في بيوتنا قبل الاحتلال ، جاء الاحتلال و أقام معسكره و جداره وشارعه قرب بيوتنا والآن يريد هدم بيوتنا، أليس هذا منطق عدواني اعوج" .

وأوضح أن ما يتعرض له الحي هو استهداف لإجبارهم على الرحيل:" الاحتلال يعتقل أبنائنا واحداً تلو الآخر ، ويقوم الجيش بإطلاق النار باتجاهنا وبيوتنا بحجة التدريب على بعد خمسة أمتار عن بيوتنا ويرغمونا كثيراً أن نلزم بيوتنا وان لا نخرج منها، ويترددون علينا يهود من طرف الجيش الإسرائيلي لشراء بيوتنا بالترغيب والترهيب، ويكفي ان صادروا1500 دونماً من أرضنا، و الآن يهدمون بيوتنا كل ذلك لنرحل، ولكن هذه أرضنا مستحيل أن نخرج منه".


أم الشهيد:
والدة ماجد فهيدات اعتقلت هي أيضا ما بين سنوات 1992- 1997 ، واعتقل جميع أولادها، واستشهد ابنها ماهر عام 2005، وتحملت الآلام والمعاناة الطويلة، حيث وجدت نفسها في لحظة وحيدة والمنزل فارغ بعد اعتقال جميع أولادها، وبناتها وعلى رأسهم ابنتها سماهر التي قضت 3 سنوات في سجون الاحتلال، وخرجت مريضة من السجن وتحتاج الى علاج بسبب تعرضها للضرب خلال الاعتقال على يد الجنود.

الأم الأرملة الصابرة التي توفي زوجها ولا زال أولادها صغارا، حيث احتضنتهم وربتهم في ظروف قاسية وتحت شروط صعبة، تقول أنها قضت عمرها في المحاكم الاسرائيلية وبلغ مجموع ما دفعته من غرامات لهذه المحاكم عن أولادها 160 ألف شيقل.

اعتقال طفل 9 شهور مصاب بالسرطان:
أم ماجد فهيدات تقول لقد اعتقلوني لأني رفضت أن أبيع الأرض والبيت، ورفضت هذه المساومة والضغوطات الموحشة، وقد وصل الأمر أن تم اعتقال ابني الصغير عوض عام 2008 وكان عمره 9 شهور وهو مصاب بالسرطان، وتم احتجازه في معسكر الجيش الاسرائيلي، ولم يتم إطلاق سراحه إلا بعد دفع غرامة 9000 شيقل، ولم أنم طيلة الليل وأصبت بالجنون، كيف يحتجزون رضيعا بهذه الوحشية والسادية، وتقول لازلت خائفة على أولادي، فماجد مصاب ومريض وصالح اعتقل أكثر من مرة ويرفضون إعطاءه هوية، وفقدت ولدي ماهر شهيدا ، وواقعنا يشبه المكوث على فوهة بركان، ففي كل لحظة نحن معرضين للاعتداء والمداهمة.

أبو عطايا بعيدا عن أهله في غزة:
الأسير محمد أبو عطايا الذي أفرج عنه في الصفقة الأخيرة يقيم عند زميله ماجد فهيدات لأنه لا يمتلك بيتا، فهو من سكان قطاع غزة ورفضت سلطات الاحتلال الإفراج عنه الى قطاع غزة ، لم يحظ باستقبال أهله وذويه لا زال يعيش حالة الغربة والسجن.

وقد طالب أبو عطايا بالتدخل لدى كافة الجهات المسؤولة والشؤون المدنية من اجل السماح له بالعودة الى عائلته، فهو لا زال ضيفا عند عائلة فهيدات الى حين حل المشكلة.