وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بتنظيم مؤسسة مبادرة شباب في جنين: افتتاح معرض الحرية لمناهضة الجدار الفاصل في الجامعة العربية الامريكية

نشر بتاريخ: 25/11/2006 ( آخر تحديث: 25/11/2006 الساعة: 19:46 )
جنين - معا - افتتح د.منذر صلاح رئيس الجامعة العربية الأمريكية، وقدورة موسى محافظ محافظة جنين، معرض الحرية لمناهضة جدار الفصل العنصري في الجامعة، بتنظيم من المركز الاعلامي الشبابي لمتابعة قضايا الجدار التابع لمؤسسة مبادرة شباب نحو الحرية وبالتعاون مع الجامعة العربية الأمريكية والحملة الشعبية لمقاومة جدار الفصل العنصري، بدعم من جمعية المساعدات الشعبية النرويجية، بحضور عدد كبير من ممثلي المؤسسات والقوى الوطنية والاسلامية وطلبة وموظفي الجامعة.

وتأتي خطوات المعرض على النحو التالي: يصطدم زوار المعرض باجراءات تعسفية شديدة يقوم بها عدد من الطلبة الذين يمثلوا بطريقة ساخرة دور جنود الاحتلال على بوابات الجدار، وما يعانيه المواطنون عند عبورها حيث يمنعوا البعض من الدخول بشكل مؤقت ويطلبوا هويات البعض الآخر أو التصاريح الخاصة لدخول المعرض.

كما يشتمل المعرض على عدة أجنحة أولها جناح الصور الفوتوغرافية الصحفية التي تعبر عن حياة الشعب الفلسطيني ومعاناته بسبب الجدار، والصور من عدسة كل من الصحفيين محمد بلاص مصور الأسوشيتد برس، وسيف الدحلة مصور وكالة الأنباء الفرنسية، ومحمد تركمان مصور وكالة رويترز، وعاطف ابو الرب مراسل صحيفة الحياة الجديدة، ورائد ابو بكر مراسل وكالة معا، اضافة الى جناح الكاريكاتير الذي تضمن عددا من الرسوم التي تنتقد الجدار.

ويتضمن هذا الجناح منحوتات عن الجدار من اعمال طلبة مدارس اليامون في المحافظة، وجناح الحملة الشعبية لمقاومة الجدار وعرض فيلم وثائقي للصحفي علي سمودي.

بعد ذلك تم تنظيم ورشة عمل بعنوان "المستقبل السياسي للقضية الفلسطينية ما بعد الجدار والمتغيرات السياسية الراهنة" تحدث فيها قدورة موسى محافظ جنين، والدكتور أيمن يوسف الأستاذ المساعد في كلية العلوم والآداب في الجامعة، والدكتور رائد نعيرات رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، وجمال جمعة منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار.

وأدار الورشة الصحفي علي سمودي مراسل صحيفة القدس وقناة الجزيرة القطرية، مشيرا أن هذه الورشة تأتي لتشكل صرخة فلسطينية في وجه الجدار والاحتلال، الذي يشكل وجهاً جديدا من وجوه الاحتلال، بحجة الأمن الاسرائيلي الذي يأتي كواجهة تعلق عليها اسرائيل أعمالها العدائية لتضلل العالم عن الحقيقة والصراع ككل.

والقى أحمد ابو الهيجا كلمة اللجنة المنظمة، قال فيها:" أن الأنشطة الشبابية بحاجة لدعم الجميع، وأن المعرض الذي تم افتتاحه ما هو الا عمل بسيط قام به عدد من الطلاب أرادوا أن يوصلوا صوتهم بطريقتهم"، وأضاف لن يكون جدار الفصل العنصري أول النكبات أو آخرها في مسيرة الشعب الفلسطيني ما دام الاحتلال موجود، وتحدث عن الطاقات المبدعة التي يملكها الشعب الفلسطيني التي تنطلق لتملأ الدنيا بالأمل، وجنين الحاضرة بتضحيات أبنائها الغائبة من أهمال المؤسسات لها تنطلق مرة أخرى بعيداً عن أزيز الرصاص وصوت الدبابات في مواجهة جدار الفصل العنصري.

أما قدورة موسى محافظ جنين فقد شكر في كلمته المؤسسات القائمة على المعرض والورشة للاطلال بعمق على واقع الجدار الذي تتأثر منه محافظة جنين بشكل مباشر من جميع النواحي.

وأضاف أن الجدار الذي سيقتطع خمس مساحة الضفة الغربية، اقتطع من غرب المحافظة لوحدها ما مساحته سبعة عشر الف دونم مع خمسة آلاف مواطن يسكنوها، وأرسل تحياته الى الشهداء والأسرى الذين قدموا الغالي والنفيس في مواجهة الجدار.

وتحدث الدكتور أيمن يوسف عن الجدار في الفكر الصهيوني حيث أشار الى أن الجدار موجود بكثرة في أدبياتهم منذ عام 1923 ، اذ طالب به عدد كبير من الأدباء اليهود، ليحققوا حسب ادعائهم الحفاظ على النقاء الأيدولوجي والعقيدة الصهيونية، بحيث يعزل هذا الجدار الفلسطينيين في أماكن محددة ويشكل خط الدفاع الأول في مواجهة أي اعتداء يأتي من الشرق.

وأشار الدكتور رائد نعيرات أنه منذ عام 1993 أصبحت القضية الفلسطينية ملف سياسي أمريكي حتى عام 2002 لينتقل بعدها ليصبح ملف اسرائيلي دون أية تقاطعات دولية حيث تسعى اسرائيل الى عدم اخراجه من الرؤية الاسرائيلية للصراع.

وتطرق الى مفاوضات تشكيل حكومة الوحدة، قائلاً أن أي برنامج يجب أن يتعاطى مع الواقع السياسي بشرط الحفاظ على الثوابت الوطنية ويجب أن يتضمن خطة واضحة للتعامل مع قضية الجدار.

أما جمال جمعة، فقال في مداخلته، أنه لا يمكن اليوم الحديث عن الجدار كجدار فقط حيث يوجد اليوم ثلاث معابر داخل الضفة تتحكم بالدخول والخروج من والى المحافظات داخل الضفة، وهناك معابر على مداخل المناطق الصناعية التي بنتها اسرائيل، اضافة الى المعابر التجارية، وبالتالي صنع الاسرائيليون واقع جديد يحد من الحركة داخل الضفة، فيما قاموا بفصل الضفة عن القطاع، مما يشير الى أنهم يتجهون الى ايجاد شعبين منفصلين وغير منسجمين، وهذا ما يهدف الى ضرب التواصل الجغرافي الفلسطيني وتفريغ هويته وتحويل النضال الفلسطيني من نضال تحرري الى نضال حاجات أساسية بسيطة.