وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حادثة بيت حانون تقلب المزاج التصالحي - رئيس تحرير الحياة ينتقد بغضب

نشر بتاريخ: 11/01/2012 ( آخر تحديث: 11/01/2012 الساعة: 10:26 )
رام الله - معا - تحت عنوان " النفاق " كتب حافظ البرغوثي رئيس تحرير صحيفة الحياة الجديدة في رام الله ، ينتقد بشدة اتهامات ومحاكمات حماس والامن الداخلي التابع لها ، فيما يبدو انقلابا في المزاج الشعبي تجاه المصالحة كردة فعل على منع وفد قيادة فتح من دخول غزة .

واتهم البرغوثي حماس بتلفيق التهم ضد قادة وانصار فتح ، بشكل لا يليق بالنخبة السياسية ، وانهم يلفقون تهما اخلاقية وجنائية تحت مبررات سياسية لمنع الانتقادات ضدهم .

وقال البرغوثي في مقالته :

كان لنا زميل يعمل في احدى الوكالات في غزة.. يصلي الصلوات الخمس في مسجد يرتاده بعض مشايخ وقادة حماس.. وحج مرتين برفقة القادة انفسهم.. كانوا يرونه في المسجد وعند الحجر الاسود.. وعرف بتقواه وصلاحه.. واعتقد انهم صالحون واتقياء مثله, وذات يوم فوجئ بحرسهم الاسود يلاحقه لنشره نبأ لم يعجبهم وطاردوه في بيته ومكتبه, ولما سئلوا عن السبب زعموا ان لا علاقة لعمله بمطاردته وان الأمر ملاحقة لتهمة اخلاقية. ومضت فترة وتبين أن لا قضية اخلاقية عليه. دون ان يعتذر ملاحقوه عن تشويه سمعته بل غلف حلفاء الاسد السود ملاحقتهم له بالاخلاق التي لا علاقة لها بهم ايضا.
في سجون حماس عناصر من فتح تدعي حماس ان تهمهم جنائية واخلاقية ولا علاقة للانتماء السياسي.. والعبد الفقير لله نودي به متهما من قبل سلطة حماس لمخالفته قانون النشر الذي لا يعرفه أحد وحكم عليه بالسجن والغرامة غيابيا.. دون ان يعرف التهم التي وجهت اليه، وتفجرت الآن قضية منع وفد قيادي من فتح من دخول غزة على يد زعران حماس عند حاجز ايرز وكانت التهمة جاهزة لابن غزة العائد الى بيته صخر بسيسو بأنه تطاول على الذات الالهية. وهكذا غلف مراهقو الحاجز غير الشرعي جلفهم اللاأخلاقي على الوفد باختلاق قصة التطاول على الذات الالهية.. والاله في عليائه يشهد على افترائهم.
قبل ايام تحدث القيادي خالد البطش عضو لجنة الحريات في المصالحة عن انه سيتم الافراج عن المعتقلين السياسيين وانهاء ملف الجوازات وتوزيع الصحف.. ولم يوضح مفهوم الحريات التي تعتنقها ميليشا حماس وهل توزيع الصحف مقرون برفع الضيم والملاحقة والاحكام الباطلة عن الصحفيين والصحف ام انها مجرد محاولة لتمرير مطبوعات حماس في الضفة فقط.
حتى الآن لم تصل رسالة المصالحة الى اجنحة حماس المستفيدة من الجباية ومملكة الانفاق والمقاومة اللفظية. كنا ننتظر ان يقف صاحب فتاوى قتل الفتحويين يونس الاسطل ويطلب الغفران من رب العباد ويدعو الى طي صفحة الانقلاب وتوابعه.. كنا نتوقع من اسماعيل هنية ان يقف مبشرا بعهد جديد بين شرائح مجتمعنا ويسير في غزة دون موكب واسطول مجوقل داعيا الى التسامح والعفو.. وكنت اتوقع من الدكتور الزهار ان يفتح ذراعيه لقادة فتح في غزة ويتحاوروا علنا امام الناس مثلما استقبل الرئيس قادة حماس في الضفة، لكن شيئا من ذلك لم يحدث، بل وجدنا ان التيار السمين الذي تربى على مكوس وجباية الانقلاب يعارض المصالحة وفك أسر شعب غزة ويحاول الاستعانة بصبية مراهقين لتنفيذ اهدافه واخراج الأمور وكأنها جهل صبياني وليست بأوامر عليا متعمدة. لقد تبين ان هناك من لا يريد مصالحة وان ما تقوله بعض قيادات حماس في العلن امام العالم لا يسري على باطنها المكتنز ذهبا وحقدا على المصالحة.. روى ابو هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم «آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد أخلف واذا اؤتمن خان» وفي حديث عبد الله بن عمر في الصحيحين اضاف «واذا خاصم فجر واذا عاهد غدر».