|
بعد قرار "المواطنة الإسرائيلي"- المشتتون: عيوننا لن تنام
نشر بتاريخ: 12/01/2012 ( آخر تحديث: 12/01/2012 الساعة: 17:28 )
غزة - تقرير معا - لا أحد يشعر بهم، إنهم عائلات تم سحب "رحيق الحياة" من أوصالها، تفككت وتشتتت، وأصابها الخلع في النخاع، إنهم مقسومين إلى نصفين، نصف هنا ونصف هناك.
قانون دولة الاحتلال الجديد المصادق عليه من قبل الكنيست المعروف بقانون "المواطنة في اسرائيل"، أضاف الملح على جروح هؤلاء الممنوعين من مجرد اللقاء منذ سنوات، بموجب هذا القانون يحق لإسرائيل أن تمنع "لم شمل" العائلات العربية داخل أراضي 48 مما يضيف لأحمد العربشلي وآمال عبيد وإياد أبو داوود والمئات أمثالهم صنوفاً جديدة من المعاناة قد تصل لحد اليأس وفقدان الأمل. العائلات المشتتة بين غزة والضفة من جهة وفلسطين المحتلة من جهة أخرى يكابدون معاناة جمة، جراء قيام الاحتلال الإسرائيلي بطرد حامل الهوية الفلسطينية من مكان سكناه بالداخل المحتل وبالتالي تفكيك الأسرة وشطرها لنصفين، الزوج في جهة والأم بالجهة الأخرى والأبناء قد يكونون مع أحدهما. أحمد العربشلي من محافظة خانيونس أحد من مسه هذا القانون وفكك أسرته، فأطفاله وسيم وأريج ومحمد كبروا وترعروا في أحضان والدتهم بعيداً عن والدهم الذي يشتاق لأحضانهم كما يشتاقون هم لحضنه. يقول لـ" معا":" منذ عام 2000 وأنا لا أرى زوجتي وأطفالي سوى بزيارة تقوم بها لغزة بعد حصولها على تصريح زيارة، هي بالطيبة وأنا بخانيونس، صحيح أن المسافة بيننا لا تتجاوز ساعتي سفر ولكناه بُعرف السياسة والاحتلال تتجاوز عشرات السنين". ويضيف:" لقد كبر أطفالي بعيداً عني وباسم عائلة زوجتي لا باسمي وهذا وضع غير طبيعي الذنب أنني فلسطيني الهوية، ليت الأمور تتغير ونعيش كأسرة واحدة". حين سألته عما سيكون الحال لو اختار ابنه فتاة للزواج من النصف الآخر للوطن قال:" بالطبع لا، إسال مجرب ولا تسأل طبيب". أما إياد أبو داوود الذي يتقن الحديث والكتابة باللغتين العبرية والروسية قال أنه لا يفقه باللغة العربية كثيراً فمعظم سني عمره أمضاها بالداخل المحتل حتى تزوج من سيدة فلسطينية من بئر السبع وزرق منها بأطفاله وبعد قرار الاحتلال باعتبار قطاع غزة كياناً معادياً عملوا على طرد كل فلسطيني يتمتع بالهوية الفلسطينية وكان هو أحد المطرودين. عن درجة شوقه لزوجته وأطفاله قال:" أدفع لمن يساعدني عشرين ألف دولار أمريكي ولكن هل يمكن لأحد مساعدتي". ويؤكد أبو داوود أنه خسر 15 ألف دولار لعدد من المحامين حاولوا رفع قضية "لم شمل" له ولكن كل هذه المحاولات ذهبت أدراج الرياح ومعها نقوده. وتختلف قصة هذين الرجلين عن السيدة آمال عبيد من النصيرات وسط قطاع غزة التي تزوجت من فلسطيني من الرملة ورزقت منه بفتاة معاقة عقلياً وبعد عام 2000 حين جاءت لزيارة غزة ولم تعد. قال لها الضابط الإسرائيلي على حاجز إيرز:" ليش ما تريحي حالك وتستخرجي هوية فلسطينية لبنتك وما تستمري بمحاولات لم الشمل لأنها حتفشل". ترفض سلطات الاحتلال منحها "لم شمل" مع ابنتها المعاقة التي تبلغ 17 عاماً ولا تجد مؤسسات لدمجها بها وهي مرفوضة من قبل المدارس نظراً لتصرفاتها العدوانية ولذلك حاولت الأم التقدم بإجراءات لم شمل قوبلت جميعها بالرفض مما أجبرها على طلب الطلاق من زوجها ليحقق لها الانفصال بعض الخدمات الاجتماعية والتموينية التي لا تمنح سوى للمطلقات والفئات الفقيرة. |