|
لأول مرة في فلسطين عمليات علاج القلب الكهربائية من خلال الكي
نشر بتاريخ: 15/01/2012 ( آخر تحديث: 15/01/2012 الساعة: 20:46 )
الخليل-معا- تمكن فريق جراحة القلب والشرايين في المستشفى الأهلي بمدينة الخليل، من إجراء أولى عمليات علاج مشاكل القلب الكهربائي من خلال الكي عبر القسطرة القلبية، ما يعتبر قفزة نوعية بتقديم الخدمات الطبية المتعلقة بالقلب وكهرباء في فلسطين، وهو انجاز طبي كبير يضاف إلى سلسلة انجازات المستشفى الأهلي.
وأوضح الدكتور هشام نصار، رئيس قسم مركز الأهلي للقلب والشرايين، في المستشفى الأهلي بالخليل، بأنه من خلال هذا التشخيص يتم تحديد العصب الكهربائي الزائد في القلب، ومن ثم تجرى عملية الكي لحرق هذا السلك ليكون علاج نهائي للمريض بحيث لا يتحاج لتعاطي الأدوية مدى الحياة، وهذا يوفر على المرضى عناء السفر إلى الخارج وتحويل المرضى من قبل وزارة الصحة إلى الخارج، ويخفف على خزينة الدولة وعلى أهل المريض والمريض نفسه. وقال: كانت تجرى هذه العمليات فيما مضى في مراكز قلبية نادرة في العالم، واليوم نقوم في مركز الأهلي للقلب والشرايين، هو من المراكز المتميزة جدا، ومن أكبر وأفخم مراكز القلب والشرايين في فلسطين، بجراء هذه العمليات، كعملية القسطرة الكهربائية التي تشخص التسارع في ضربات القلب". وأضاف: كانت مثل هذه العمليات فيما مضى تعتبر حلم، وأصبحت واقعا ملموسا، بل وتنافس أفضل مراكز القلب والشرايين في العالم. |161561| وبين الدكتور نصار، أن تسارع ضربات القلب ناتج عن أسلاك كهربائية متشابكة داخل القلب، لافتا الى إن جزء كبير من الحالات يكون لديه عصب كهربائي إضافي نتج عنه تماس كهربائي ما يعمل دائرة كهربائية مغلقة، وهذه الدائرة تعمل على تسارع ضربات القلب تصل أحيانا إلى 200-250 ضربة في الدقيقة، مما يشكل خطر على حياة المريض، منوها إن ضربات القلب لدى الإنسان الطبيعي بحدود 70-80 ضربه في الدقيقة. وشرح الدكتور نصار، طريقة العلاج، مشيرا الى أنها تبدأ أولا بالتشخيص من خلال تخطيط القلب خارجيا، أي أن المريض يشخص من طبيب أخصائي القلب، إن لديه تسارع في دقات القلب، لافتا إن هذه الضربات المتسارعة تحصل بشكل مفاجئ ما يستدعي توجه المريض إلى عيادات الطوارئ للإسعاف الأولي، والتي تعالج عادة بالأدوية أو بالصدمة الكهربائية لإعادة الوضع إلى طبيعته، وهذا شيء متكرر. وقال: يتم تحديد الخلل والتماس الكهربائي الموجود لدي المريض، وهل العصب الكهربائي الزائد يعمل تماس كهربائي ويؤدي إلى هذه الضربات السريعة، فيتم تحديده أولا عن طريق تشخصيه بالأجهزة المتقدمة المتوفرة عن طريق إدخال عدة أسلاك كهربائية في القلب لحجرات القلب المختلفة بمعدل أربع أسلاك كهربائية من خلالها يتم تحديد الخلل والتماس الكهربائي الحاصل بالضبط، وبعد تحديد الموقع يتم إدخال سلك كهربائي إضافي ليتم من خلاله الكي بطريقة الراديو "فري كونسي البيشن" وتعطى ذبذبات سريعة جدا وهي تكوي وتحرق السلك والعصب الكهربائي الزائد، موضحا أن الخطورة هو تحديد سلك خاطئ وحرق سلك طبيعي للمريض، مما يؤدي الى توقف كهرباء القلب عند المريض، وتحديد سلك الكي في المنطقة الحساسة ودقيقة في حدود أعشار مليمترات، وهو المهم". ولفت الدكتور نصار، أن العملية التي أجريت حصل بها انجاز مركب، كون أنه تم تحديد المشكلة لدى المريضة القادمة من مدينة طولكرم في الجهة اليسرى من القلب، وللوصول إلى هذه الجهة بحاجة للدخول من الوريد من الجهة اليمنى من القلب، وللتمكن من الوصول إلى مكان المشكلة تم عمل ثقب بالقلب بين الأذين الأيمن والأذين الأيسر عن طريق إبرة طويلة، ومن ثم إدخال الأسلاك الكهربائية للجهة اليسرى وكي السلك الزائد، مشيرا أن هذا ما زاد العملية خطورة هو عملية ثقب القلب، وهذا بحد ذاته عملية متميزة وتحصل أول مرة في فلسطين أيضا. ويعتقد الدكتور نصار، أن هذه العمليات ستمكن مرضى فلسطين من الحصول على العلاج داخل فلسطين وبأيدي فلسطينية متخصصة ويتجنب بموجبها المريض التكاليف الكبيرة سواء المتعلقة بالتنقل إلى الخارج والإقامة خارجها أو بالتكاليف العالية التي تترتب على شراء هذه الخدمة، مشيرا أننا انتقلنا بذلك من مرحلة تصدير المرضى إلى مرحلة استيراد المرضى واستقطابهم، منوها الى أنه سيأتي مريض للعلاج من دولة الإمارات بعد أن سمع عن مستوى الخدمة الطبية، مشددا أننا لسنا بحاجة لخروج المرضى للعلاج خارج حدود الوطن، مبديا فخره بهذا الانجاز الطبي وهذا المستوى من الخدمات الطبية العالية. وأبدى الدكتور نصار أسفه لعدم الثقة بالطب الفلسطيني، عازيا ذلك إلى عدم الرقابة من المؤسسات الطبية المسؤولة على كفاءة الأطباء، مشيرا أن المهم جودة الطب وليس عدد العمليات، وأن يعرف الأطباء حدودهم وقدراتهم بأن يكون متمكن ومتمرس مائة بالمائة، ولا يتدرب على المرضى، كما أن عدم الثقة ناتج أيضا عن المرضى أنفسهم والشعب الفلسطيني كشعب ليس لديه ثقة بنفسه ووضعه بشكل عام، مشيرا أن إجراء رئيس الوزراء فحوصاته الطبية في مركز الأهلي أعطي ثقة ودفعة كبيرة بالخدمات الطبية في فلسطين. ويعتقد الدكتور نصار، أن جزء كبير من الحلم الذي راوده قبل عشرين عاما، قد تحقق، بأنه أنشأ أكبر وأفخم مركز لعلاج القلب والشرايين في فلسطين، مشيرا أن حلمه يكتمل بالاستمرارية والمحافظة عليه، مطالبا وزير الصحة الاستمرار بدعم مركز الأهلي للقلب والشرايين معنويا وإرسال المرضى إلى هذا المركز ليحافظ على الكفاءات وينميها. وأكدعبد السلام ابو خلف مسؤول العلاقات العامة في المسشتفى، ان ادارة المستشفى الاهلي ذاهبة باتجاه توفير الخدمات الطبية بمستوى عال ورفيع لتلبية احتياجات المجتمع المحلي وتوفير الاجهزة والمستلزمات الطبية الضرورية واللازمة لاقسام المستشفى الاهلي وان مشاريع عديدة بصدد التنفيذ والتطبيق ومنها تدريب كوادر طبية في مراكز صحية عالمية في لبنان والاردن وقطر.|161560| |161559| |