وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القلق النفسي من أكثر الإضطرابات النفسية شيوعا في عصرنا

نشر بتاريخ: 18/01/2012 ( آخر تحديث: 18/01/2012 الساعة: 11:42 )
رام الله- معا- أكد المستشار النفسي والمتخصص في علم النفس المجتمعي محمد راجح العوري على أن القلق النفسي أصبح من أكثر الإضطرابات النفسية شيوعا في هذه الأيام، لدرجة أن هناك العديد من المختصيين النفسيين أجمعوا على تسمية العصر الحالي الذي نعيشه بأنه عصر القلق بسبب الأزمات والتغيرات المتجددة والمفاجئة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو عائلية أو نفسية الى غير ذلك، فهذه الأيام أصبحت تتميز بزيادة درجات القلق النفسي العام عند غالبية أفراد المجتمع إلى الحد الذي أصبح فيه القلق ظاهرة منتشرة في حياتنا اليومية.

وأضاف العوري أن القلق النفسي هو من المشاعر الإنسانية الرئيسية التي لا يخلو منها أي إنسان وهي حالة نفسية يمكن أن يمر بها أي فرد من أفراد المجتمع، مؤكدآ على أن القلق يظهر عندما يفشل الفرد أو يعجزعن حل مشاكله وصراعاته المختلفة التي يتعرض لها خلال حياته، فالقلق يمكن أن يكون دافعا إيجابيا في بعض الأحيان ويمكن أن يكون سلبي في أحيان أخرى، والذي يحكم على إيجابية القلق أو سلبيته هي درجة القلق وشدته وتكراره لدى الفرد بالإضافة الى وعي الفرد وفهمه وقدرته على التعامل والتعاطي مع الأعراض التي يمكن أن تظهر معه وإمكانية السيطرة عليها.

وتابع العوري: مثلآ الطالب الذي يريد أن يتقدم لإمتحان من الطبيعي أن يشعر بالقلق وهذا يعتبر شيء عادي ومألوف لأن وجود القلق بدرجة طبيعية هو الذي يشجعه على الدراسة لتحصيل أفضل النتائج، ولكن إذا زادت درجة القلق بشكل كبير فإن هذا القلق قد يمنع الطالب من الدراسة مما سينعكس بشكل سلبي على أدائه وتحصيله الأكاديمي وينطبق هذا الشيء على الكثير من المواقف والأحداث اليومية المختلفة، مع التأكيد على أننا نتحدث هنا عن القلق النفسي العام والشائع عند معظم أفراد المجتمع لأن القلق له أشكال كثيرة ومتنوعة.

وعن الأسباب التي تؤدي الى معاناة الأفراد من القلق النفسي، تحدث العوري ليس هناك من سبب واضح ومحدد يجعل الأفراد يعانون من القلق النفسي ولو كان هناك سبب محدد للقلق النفسي لكان بالإمكان التغلب والسيطرة عليه بكل سهولة، بل هناك أسباب ومتغيرات أخرى تجعل من هذا الشخص أو ذاك أكثر عرضة للقلق النفسي من غيره، منها طبيعة الأنماط الشخصية للأفراد، التفكير المستمر بأمور الحياة ومتطلباتها وبماذا سيحدث بالمستقبل والإنشغال بأمور ربما تحدث وربما لا تحدث، التعرض لأحداث صادمة ومؤلمة، التعرض المستمر للضغوطات النفسية، المعاناة من بعض الأمراض المزمنة، وأسباب أخرى.

وأضاف العوري القلق كغيره من الإضطرابات النفسية يؤثر بطريقة أو بأخرى على حياة الفرد، حيث يصبح الفرد يعاني من أعراض نفسية وجسدية على حد سواء، حيث يعاني غالبية الأفراد من الشعور بفقدان الأمن، بالإضافة الى الخوف، وحدوث مشاكل في النوم، بالإضافة الى عدم القدرة على مواجهه المواقف الحياتية المختلفة ومحاولة تجنبها قدر الإمكان، التركيز والتفكير في النواحي السلبية فقط وعدم النظر الى الأشياء الإيجابية، النظرة المتشائمة من المستقبل، كما يصبح الفرد يعاني من بعض الأعراض الجسدية كالشعور بالألم في معظم أجزاء الحسم المختلفةظ، تزايد وسرعة دقات القلب، الصداع، ضيق التنفس، ضعف الشهية، فقدان القدرة على التوازن، وفقدان الوزن وأعراض أخرى.

وختم العوري قائلآ القلق النفسي إضطراب يحتاج إلى العلاج لأنه يؤدي في نهاية المطاف الى التنغيص على حياة الأفراد في المجتمع و يؤدي الى التأثير على الجوانب الإجتماعية والعائلية والأكاديمية والمهنية للفرد، كما أنه يستنفذ طاقة الإنسان ومناعته النفسية ويجعلها أقل فعالية في مختلف مجالات الحياة اليومية الأخرى، لذلك لا بد من تضافر الجهود النفسية والطبية والتعليمية والإعلامية من أجل تسليط الضوء عليه والعمل بكل الطرق والوسائل المتاحة من أجل تطوير أفضل الطرق العلاجية والوقائية من قبل المختصيين النفسيين والعامليين في مجال الصحة النفسية للوصول الى مجتمع يتمتع بالصحة النفسية التي ستقوده الى الإنتاج والعطاء والتطور نحو الامام.