|
انقسام بين القوى الكبرى بشأن النهج مع ايران
نشر بتاريخ: 21/01/2012 ( آخر تحديث: 21/01/2012 الساعة: 08:28 )
القدس- معا- قال دبلوماسيون امس الجمعة ان القوى الكبرى منقسمة بشأن ما يطرح على مائدة المفاوضات في حال استأنفت ايران المحادثات بشأن الحد من برنامجها النووي وهل سيسمح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم الى حد معين.
وذكرت "رويترز" ان بريطانيا والصين وفرنسا والمانيا وروسيا والولايات المتحدة أبدت انفتاحها امس الجمعة على محادثات جديدة بشأن برنامج ايران النووي الذي يشتبه الغرب في انه غطاء لتطوير قنبلة نووية بينما تقول ايران انه يستهدف توليد الكهرباء. واصدرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل المجموعة بيانا يوضح ان المسار الدبلوماسي لا يزال قائما امام ايران رغم تشديد العقوبات وتجدد التكهنات باحتمال شن ضربة عسكرية على المنشآت النووية الإيرانية. وقال المتحدث باسم اشتون في بيان "كانت (مجموعة 3+3) واضحة دائما بشأن صلاحية نهج المسار المزدوج." ونشر في البيان خطابا نشرته اشتون بتاريخ 21 اكتوبر تشرين الاول يعرض استئناف المحادثات مع إيران. وقال المتحدث "نحن في انتظار رد الفعل الايراني." ويشير المسار المزدوج الى المزج بين العقوبات والدبلوماسية في مسعى للحد من البرامج النووية الإيرانية. وصدور البيان وربما نشر الرسالة هي محاولة لاظهار أن القوى الكبرى مستعدة للتفاوض مع ايران وإعادة التأكيد على مطالب القوى بأنه يجب أن تعود طهران إلى المفاوضات لمناقشة برنامجها النووي. ويعكس البيان ايضا الإحباط تجاه بيانات ايرانية اخيرة ألمحت للاستعداد للعودة لمائدة المفاوضات. واذا رغب الايرانيون في استئناف المحادثات فإنه لم يتضح بعد اي استراتجية تفاوض ستطبقها القوى الست الرئيسية المعروفة بمجموعة 5+1 واوروبا3+3 لا سيما "إجراءات بناء الثقة." وقال دبلوماسي "ان (مجموعة) 5+1 لم تتفق هل يجب عرض اجراءات بناء الثقة هذه على الايرانيين من عدمها." ومن القضايا المحورية هو احتمال ان تطلب المجموعة من ايران وقف تخصيب اليورانيوم لمستوى 20 في المئة ولكن السماح به لفترة من الوقت على الاقل لمواصلة التخصيب على مستويات منخفضة وهو الموقف الذي يتعارض بشكل جزئي مع مواقف المجموعة في الماضي. وتخصيب اليورانيوم عملية يتم بموجبها توليد وقود لمحطات الطاقة النووية ولكن في حال تطبيقها على مستويات عالية من النقاء تولد مادة انشطارية تصلح لانتاج قنابل. ودعت قرارات عدة اصدرها مجلس الامن الدولي ايرن لوقف تخصيب اليورانيوم والانشطة المرتبطة بها وتبنت مجموعة 5+1 وجهة النظر القائلة بانه ينبغي على ايران وقف مثل هذه الانشطة خلال أي مفاوضات جادة. والسماح لإيران ولو حتى لفترة معينة بالتخصيب على مستويات منخفضة يمثل امرا اشبه بالتنازل من قبل القوى العالمية رغم ان نفس القوى عرضت ما اطلق عليه "تجميد مقابل التجميد" الذي يدعو ايران لوقف التوسع في برنامجها النووي مقابل عدم سعي القوى الكبرى لفرض عقوبات اضافية. وعند سؤاله لماذا يرغب بعض اعضاء المجموعة في منح ايران فرصة لمواصلة التخصيب على مستويات منخفضة ولو لفترة على الاقل قال احد الدبلوماسيين ان ذلك يعكس رغبة لمنح الدبلوماسية كل فرصة ممكنة للنجاح. وقال داريل كيمبول لوكالة "رويترز" من رابطة ارمز كونترول التي يقع مقرها في واشنطن انه يرى ان الولايات المتحدة وغيرها في المجموعة تعد لعرض وقف ايران التخصيب على مستوى 20 في المئة والتخلص على الارجح من بعض او كل المخزون الذي انتجته ايران من هذه المادة على ان تقدم المجموعة في المقابل وقودا لمفاعل ريسيرش وذلك في تحديث لاقتراح طرحته في اكتوبر تشرين الاول 2009 قبل ان يعرف عن ايران شروعها في التخصيب عند مستوى 20 في المئة. وقال كيمبل "يعرض هذا الاقتراح كخطوة اضافية لبناء الثقة. لا يمثل تنازلا." وقال دبلوماسي ان المؤيدين للفكرة سيجادلون بان مفاوضات البلدان مع ايران لم تخفف شروطها وانه ينبغي على ايران تعليق كل الانشطة المرتبطة بتخصيب اليورانيوم خلال اي مفاوضات جادة. واضاف قائلا "إنها فقط مسألة تسلسل" بينما تكون الحجة المضادة ان الايرانيين سيعتبرون هذا الاقتراح "تنازلا" يسمح لهم بمواصلة التخصيب. ويقول دبلوماسيون انه لا معنى للسماح لإيران بمواصلة انشطتها النووية المشتبه بها خلال المحادثات لانه يمكن لها المماطلة وان تنجز التكنولوجيا الخاصة بها وتتقدم باتجاه امتلاك قدرات نووية. وأبلغ مسؤول كبير في ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما رويترز ان في حال استئناف المفاوضات فإنه سيكون للمجموعة موقفا مشتركا. وقال المسؤول "اذا قبل الإيرانيون عرض (مجموعة) 5+1 لإجراء محادثات على اساس خطاب الممثلة السامية اشتون فإننا ننتظر نهجا موحدا (لمجموعة) 5+1 خلال المحادثات." |