وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الحسيني:إسرائيل شرعت بتنفيذ مخططات لتحويل الفلسطينيين بالقدس إلى أقلية

نشر بتاريخ: 22/01/2012 ( آخر تحديث: 22/01/2012 الساعة: 02:14 )
القدس- معا- قال محافظ القدس المهندس عدنان الحسيني "أن السلطات الإسرائيلية شرعت منذ سنوات بتنفيذ مخططات تهدف للسيطرة الكاملة على مدينة القدس وتحويل سكانها الفلسطينيين إلى أقلية، بنسبة لا تتجاوز 12% من إجمالي سكانها.

وأضاف أن هذه المخططات يجري تنفيذها على ثلاث مراحل وأوشكت إسرائيل على انجازها، أولها بناء الكتل الاستيطانية الكبرى حول القدس، وثانيها السيطرة على عدد من الأحياء القديمة، وثالثها عزل المدينة ببناء جدار الفصل العنصري.

وأكد الحسيني أن نسبة الفلسطينيين في القدس تبلغ حاليا 35% من إجمالي عدد السكان، وانه إذا ما ضمت إسرائيل رسميا التجمعات الاستيطانية الكبرى والتي تلتف حول القدس ستصبح نسبة فلسطينيي المدينة 18% من إجمالي السكان وبالتالي ستحقق إسرائيل جزء هام من أهداف مخططها الرامي للسيطرة على القدس وتحويل الفلسطينيين إلى أقلية، وبالتالي سيبقى على إسرائيل تقليل نسبة الفلسطينيين من 18% إلى 12% وهذا ستعمل على تحقيقه بتهجير الفلسطينيين من أحياء المدينة القديمة من خلال سحب الهويات المقدسية ومصادرة المنازل.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها كلية الحقوق في الجامعة العربية الامريكية لمحافظ القدس والباحث الإعلامي علي الجريري، حيث كان باستقبالهم رئيس الجامعة الدكتور عدلي صالح، وعميد كلية الحقوق الدكتور احمد دبك ومدير العلاقات الدولية والعامة فتحي اعمور.

وخلال الاستقبال، أشاد الدكتور صالح بصمود أهل القدس وتحديهم لمحاولات تهويدها من قبل الاحتلال، كما قدم شرحا للمحافظ الحسيني حول الجامعة وأهدافها ورسالتها، مشيرا إلى أنها تسعى لترسيخ أسس التعليم التنموي الحديث في فلسطين، ونقل تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال، وأوضح أيضا أن الجامعة تستهدف كافة طلبة فلسطين أينما وجدوا، وأنها تضم مجموعة متميزة من طلبة القدس والذين يؤكدون بإصرارهم على الالتحاق بها على أنهم جزء من هذا الوطن ومن الدولة الفلسطينية القادمة.

وبدوره أثنى المحافظ الحسيني على فكرة تأسيس الجامعة وقال:"أن الجامعة العربية الامريكية هي صرح علمي عظيم له دلالة سياسية ووطنية لأنه كان الرد على دخول شارون للمسجد الأقصى ووهو نفس التاريخ الذي انطلقت فيه مسيرة الجامعة، وأضاف أن الجامعة متميزة بأساليبها التعليمية وبتجميعها لطلبة فلسطين ثقافيا وعلميا".

وافتتح الندوة الدكتور دبك بكلمة رحب فيها بالحضور وأشاد بالمحافظ الحسيني وبدوره الوطني، مشيرا إلى أن هذه الندوة جاءت بهدف تسليط الضوء على الحملة التهويدية التي تتعرض لها مدينة القدس، وأساليب الاحتلال الهادفة لتغيير معالمها الجغرافية والإسلامية، وتهجير سكانها الفلسطينيين وسلخها عن الدولة الفلسطينية القادمة.

وفي كلمة الجامعة العربية الامريكية قال رئيس الجامعة الدكتور صالح:"أن القدس هي رمز وحدتنا وهي عنوان لدولتنا الفلسطينية، ومنبرا لثقافتنا وعلمنا، وان هذه الأجيال المتسلحة بعلمها وثقافتها ستبقى الحامي الحقيقي والمدافع العنيد عن القدس في كافة المحافل".

وخلال كلمته، قال المحافظ الحسيني:" أن إسرائيل تسعى لتنفيذ مخطط القدس الكبرى حسب ادعائهم من خلال ثلاثة مراحل أولها الانتهاء من بناء ثلاث تجمعات هي "ادوميم" و"عتسيون" و"جفعون" والتي تضم 120 ألف مستوطن، وهناك مساحات تركت في هذه التجمعات من اجل ربطها ببعضها البعض وتوسيعها لتضم مستقبلا 40 ألف مستوطن آخر، وبذلك ستكون مدينة القدس محاصرة بهذه الكتل الاستيطانية الضخمة والتي ستضم للمدينة رسميا في المستقبل القريب".

أما حول المرحلة الأخرى من مخطط السيطرة على القدس أشار إلى أن إسرائيل تحاول وبكل إمكانياتها السيطرة على الأحياء القديمة في المدينة من خلال بناء المنازل الجديدة ومصادرة منازل الفلسطينيين وتسكين المستوطنين بها، كما يحدث حاليا في أحياء سلون، ورأس العمود، والطور، والشيخ جراح، وأكد كذلك على أن المرحلة الثالثة من هذا المخطط قد اكتملت ببناء جدار الفصل العنصري والذي كان عنوانه العريض امنيا لكن باطنه كان سياسيا من الدرجة الأولى، وهدفت من خلاله إسرائيل إلى عزل أهالي القدس عن محيطهم الفلسطيني ومنع التواصل ما بينهم، من اجل الاستفراد بأهالي المدينة وتهجيرهم من خلال سحب الهويات المقدسية ومصادرة البيوت وفرض الضرائب الباهظة على سكانها لتشريدهم للمدن الفلسطينية الواقعة خلف الجدار.

وأضاف المحافظ الحسيني، إلى انه قبل العام 1967 لم يكن هناك مسميات للإحياء في القدس، وان إسرائيل اصطنعت هذه المسميات كالحي الإسلامي، والمسيحي، والارمني، واليهودي لإثبات أحقيتها التاريخية في المدينة وأنها تعمل الان على تزوير التاريخ والجغرافيا من خلال نقل كل من تحصل عليه اثناء الحفريات في المدينة من أحجار وشواهد تاريخية للحي اليهودي لتحويله إلى مكان تاريخي، وطالب الحسيني بضرورة دعم القدس فلسطينيا وعربيا وإسلاميا من اجل تفويت الفرصة على الاحتلال والمحافظة على الطابع العربي الإسلامي والمسيحي للمدينة.

وفي مداخلته استعرض الباحث والإعلامي الفلسطيني علي الجريري بحثا يتناول التزوير واستحداث الأسماء اليهودية وإطلاقها على ملامح المدينة المقدسة، كما انتقد التقصير في إدراج المناهج التعليمية الخاصة بالمدينة المقدسة في المدارس والجامعات الفلسطينية بالمقابل قيام إسرائيل بتدريس مناهج تعليمية مزيفة للقدس في مدارسها وجامعتها وخاصة للطلبة الفلسطينيين في داخل الخط الأخضر والقدس لتخدم مخططاتها وتثبت أحقيتها للمدينة.

كما طالب الإعلام الفلسطيني والعربي بحشد كافة إمكانياته لمواجهة الإعلام الإسرائيلي الساعي لتكريس المصطلحات اليهودية على أحياء القدس وشوارعها وأبوابها، مشيرا إلى أن تحت كل بلاطة في مدينة القدس تاريخ إسلامي ومسيحي فلسطيني وعربي مهمل في مادة التاريخ في المدارس والجامعات الفلسطينية.

وكنتيجة لهذه الندوة أعلن رئيس الجامعة الدكتور صالح أن الجامعة ستباشر العمل على استحداث مساق أكاديمي يحمل اسم "دراسات بيت المقدس أو دراسات مقدسية" بحيث يتم تصميم هذا المساق بالتعاون مع عدد من المختصين والخبراء في قضايا القدس ليتم طرحه للدراسة لطلبة الجامعة كجزء من الخطط الأكاديمية خلال الفترة القادمة.