وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 23/01/2012 الساعة: 11:02 )
بقلم: صادق الخضور

واشتعل الدوري من جديد، بداية لم يكن يتوقعها أشد المتفائلين في العميد، ولا أكثر المتشائمين في الهلال، ولا زال فارق النقاط الأربعة موجودا، وهذا يزيد الدوري إثارة وحرارة رغم أن البرودة تغلف أجواء الطقس.

الأسبوع الثاني في الميزان
قلّما تهتز شباك شبير أو الصيداوي، لكن الأسبوع الجاري أعلن أن التنافس بين الكبيرين العميد والهلال في عديد المجالات، هو على الصدارة، وعلى زعامة الهدافين، وعلى أقوى خط دفاع، اهتزت شباك العميد لتهتز شباك الهلال.

العمور يواصل التهديف، وكشكش يعود بقوة في الإياب، والفهد يقدم على كل تساؤل أنجع جواب، ويسجل هدفين ، وأبو حبيب يعود من بعيد، ودادو يستعيد شهية التهديف، هذا أبرز ما سجله الأسبوع.

اللحظة الأخيرة انتصرت للعميد وعبست في وجه البيرة، وتعاطفت مع المكبر على حساب الثقافي، هي اللحظة الأخيرة، وهي رسالة للفرق التي تلعب من أجل التعادل لتتخلى عن هذا النهج.

أشرف نعمان لاعب كبير، متحرك، مراوغ، وهذه القدرات والمهارات عبر عنها في مبارة فريقه أمام الهلال، تألق أشرف وكان تألقه سببا في الكشف عن تألق واضح للاعب هيثم ذيب من الهلال، ودون مجاملة كان اللاعبان أميز لاعبي المواجهة التي جمعتهما.

أكبر المستفيدين من الجولة العميد الذي قلّص الفارق وظفر بنقاط الإياب كلها، والمكبر المتعافي من زلات الذهاب، فيما الفوز الأمعراوي على المركز جاء عاديا لكنه يؤكد أن الفريق البطل ماض في الاتجاه الصحيح رغم أنه لم يصل بعد للمستوى المأمول.

بلاطة عادت من عرين الغزلان بنقطة ثمينة، والنتيجة تسجّل للمدرب البلاطي الذي لعب للتعادل، فناله.

ليس دفاعا عن الحكام
الحكام بشر، يحالفهم النجاح وقد يخونهم التوفيق أحيانا، هم يجتهدون، يحرصون على العدالة، وثمّة مواقف تخضع لتقدير المواقف، ولكن هناك من يتناسى هذا، فقد سمعنا في الأسبوع الأخير الحكم الفلاني محسوب على الفريق الفلاني، والحكم كذا محسوب على كذا، وغيرها من الأقاويل التي تنطلق من العواطف، ولا تندرج تحت أي حال ضمن القراءة الموضوعية للأمور.

حكامنا يستحقون التحية والثناء والتقدير، وهم يواصلون رسالتهم بعيدا عن ردّ الفعل، وقد تابعت خلال الأسبوع مباراتي قمّة وكان الحكام موضوعيين إلى حد كبير، نقول ذلك لأن وجود مباراة خالية تماما من أخطاء التحكيم قد يبدو ضربا من ضروب المستحيل وهذه حال كرة القدم.

في السياق ذاته، ملاحظتان ترتبطان بالحكام ، أولهما أثارها مدرب العميد هشام الزعبي قائلا:" نناشد الحكام بتوفير الحماية للاعبين والتعامل بحسم مع التدخلات العنيفة".

وثانيهما، ما أثار حفيظة جماهير الغزلان لانجرار حكم خلف استفزازات الجماهير والرد على الإساءة بأسوأ منها، وهذا ما لا نتمناه، فإن صحّت الواقعة فنحن بانتظار موقف يعيد للجماهير اعتبارها.

نعم، كل التحية للحكام المواصلين دورهم بأكبر درجة من الحرص على توفير متطلبات النجاح للدوري من خلال كونهم الحلقة الأهم، فواصلوا دوركم واجعلوا من صافراتكم سببا في إشاعة العدالة، وتذكروا دوما أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأيّ ناس ، الجماهير المتعطشة للفوز.

حال الثقافي والمركز
حال لا يسرّ عدو ولا صديق، الفريقان الكرميان في وضع حرج، والمطلوب من أبناء الناديين هبّة تطال كافة الصعد، فالمطلوب من اللاعبين الانتصار لتاريخ الناديين، والمطلوب من الجماهير وقفة إسناد.

قد يبدو حال المركز مأساويا، فخيط الأمل يتلاشى مع انطلاقة أول أسبوعين، وحال الثقافي أفضل لكنه لا يندرج في إطار ما يبشّر بالخير.

حال الفريقين الكرميين صعب ويبعث على التساؤل، أين ذهبت رهبة السمران والعنابي؟ أين بصمات الصبّاح؟ أين إبداع فادي سليم؟ أين؟ وأين؟

هي ليست قصة الملعب كما يظن الكثيرون، بل قصّة غياب التوفيق لا لمجرد غيابه بل لقلّة الأخذ بالأسباب، فهل بادرت بلدية طولكرم لنقاش أزمة الناديين؟ وأين المؤسسات الكرميّة التي لطالما عودتنا على الانتصار لمنطق العمل والتفاني؟

لا زال هناك بصيص من أمل، فتشبثوا به، ولعل أسهل الأمور استرجاعا ثقافة الفوز لكنها لن تعود دون استعادة الثقة.

فصلان مشرقان من فصول الحكاية
في ظل معمعان الاحتراف، ووسط زحمة العقود، والسماء ملبدة بغيوم الاحتراف، هناك فصلان يستحقان وقفة إشادة وتقدير، في الأولى إسلامي قلقيلية بأقل تعزيز ممكن ودون مبالغة في النفقات، نجاحات توالت، ونتائج طيبة في مرحلة الذهاب، لا بل وأكثر من هذا لاعبون من الإسلامي يبدعون حيث تواجدوا، وبالرجوع إلى السبب تبيّن أن الاهتمام بالفئات العمرية هو بيت القصيد، فاللاعبون الصاعدون يتشربوّن المهارة كما الانتماء، وتغدو التوليفة مؤهلة لجلب النجاح.

في الثانية .. بيت أمر .. وغيرة على الماضي التليد لفريق عازم على العودة من جديد، ودون تعزيز يذكر وبأقل هامش ممكن من التصريحات، نتائج طيبة، ومن أولى من أبناء بيت أمر بالانتصار لمجدهم المسلوب لوقف مسلسل التلاشي عن الخريطة الكروية؟ بهذا النفس دبّت الروح في أوصال الفريق، فعاد من أوسع الأبواب.
ما بين بيت أمر وقلقيلية مسافات لكن القواسم بدت واضحة للعيان في ظل طيب المشهد الكروي، فتحية للفريقين.

دوري الثانية في الوسط .. يشتعل من جديد
الأنصار ينتصر، والموظفين يتجاوز قلنديا، والقوات تتراجع، نتائج ومعطيات أفرزها دوري الثانية في الوسط لتشتعل اللائحة من جديد.
في مباريات القمة حسابات خاصة لا يمكن الإحاطة بكل جوانبها، وفي دوري ملتهب كدوري الثانية في الوسط يغدو التقارب في النقاط سببا في مزيد من التركيز.

جولة حاسمة كان الأنصار أكبر المستفيدين منها، والقوات أكبر المستفيدين من خسارة قلنديا، وقلنديا أكبر الخاسرين في ظل طموح بالتواجد على مقربة من القمّة للانقضاض عليها فجأة.

دوري الثانية في كل المناطق يشتعل من جديد، وهناك قصص نجاح كثيرة تستحق الرصد والمتابعة.

ظاهرة تستحق التقدير
في مباراة العميد والبيرة، لوحظ معظم أعضاء الهيئة الإدارية المنتهية ولايتهم من نادي الشباب يتواجدون في المدرجات، يشجعّو ن فريقهم بحرارة كبيرة، استوقفني المشهد، فاللقطة تستحق أن تكون لقطة كل الأسابيع.

نعم، حضرت إدارة جديدة لكن مصلحة الفريق تبقى خيطا ناظما بين الجميع، هذا ما قاله الأعضاء المتواجدون بتواجدهم، أحدهم قال: " القصّة باتت تجري في دمائنا" ويعني بها هوى فريقه.

ظاهرة تستحق الإشادة، وهذا هو المطلوب من كل الإدارات التي تسلّم الراية لقادمين جدد، وبذا يتواصل السلف في الخلف، ويمضي الجميع خلف فريقهم، وبثّ الروح في الفريق-أي فريق- ليست مسئولية الجهاز الفني وحده ولا الإدارة وحدها بل مسئولية الجميع.

هي ظاهرة نتمنى تواجدها في كل الفرق، وفي جميع الاتحادات وفي كل المجالات، فكل التقدير لهذا الموقف الذي جسّده 6 من إدارة سابقة أدركت أن دورها لا ينتهي بنهاية دورة انتخابية بل يتواصل.