وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وزارة الاسرى تسلط الضوء على القيادي سعدات

نشر بتاريخ: 23/01/2012 ( آخر تحديث: 24/01/2012 الساعة: 13:36 )
رام الله- معا- سلطت وزارة شؤون الأسرى والمحررين في تقرير لها الضوء على الأسير القيادي النائب أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الذي اعتقل بعد مداهمة وتدمير سجن أريحا بتاريخ 14/3/2006 وذلك بمناسبة مرور 10 سنوات على اعتقاله و3 سنوات على عزله انفراديا في زنازين سجون الاحتلال الظالمة.

تقرير وزارة الأسرى شبه تجربة سعدات النضالية "بالرحلة الطويلة الى القيامة، وبرسول الحرية الذي لم يتعب ويستكين في سبيل الكرامة والحرية لشعبه وأرضه، المقاتل بصرامة ورجولة والوقف على مبادئه وقناعاته لا يساوم عليها حتى آخر رمق من حياته".

القائد الصامت الذي هزّ أركان الدولة العبرية وقلب موازينها ونظرياتها الأمنية، واستنفر كل ما فيها من قمع واغتيالات وكراهية، عندما اتهموه بالوقوف وراء اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي عام 2000، كرد على اغتيال الأمين العام للجبهة الشعبية أبو علي مصطفى.

حوصر الشهيد الرئيس ياسر عرفات في المقاطعة، وضربت قوات الاحتلال حصارا مشددا على مقر المقاطعة في مدينة أريحا بالضفة الغربية حيث يعتقل سعدات منذ عام 2001 وفق اتفاق وضمانة من الأوروبيين في ذلك الوقت، وكان تاريخا فاصلا وهاما في حياة احمد سعدات عندما تم اعتقاله من مقر المقاطعة في رام الله الى مقر المقاطعة في أريحا مع أربعة من رفاقه الذين اتهموا بالوقوف وراء اغتيال زئيفي.

وبقي سعدات ورفاقه في سجن مقاطعة أريحا تحت حراسة الأمن الأمريكي والبريطاني، ولم يف الاحتلال بوعوده، ففي تاريخ 14/3/2006 وفي ليلة خسوف في مدينة أريحا تم اقتحام ومحاصرة المقاطعة، حيث اختطف سعدات واقتحم السجن ودمرّ مبنى المقاطعة، وقد جاء ذلك بعد أن انسحب الأمريكيين والبريطانيين من السجن ضمن مؤامرة حيكت مع الاحتلال.

وقف سعدات شامخا أمام محققيه ولم يتكلم بكلمة واحدة رغم التعذيب والتنكيل الذي تعرض له داخل أقبية التحقيق ، تعرض للشبح والمنع من النوم تحت أقصى الظروف الى أن تم محاكمته غير الشرعية وحكم عليه 30 عاما.

لم تنته معاناة الأسير القائد احمد سعدات بمحاكمته الجائرة، بل بدأت مرحلة جديدة من المعاناة التي امتدت فصولها حتى يومنا هذا من ممارسات ترتقي الى جرائم حرب تحالف كافة الاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحقوق الأسرى، وكل ذلك يجري أمام العالم الحرّ الذي يدّعي الديمقراطية فقد تم منذ ثلاث سنوات زج أحمد سعدات في زنازين العزل الانفرادي، وانتقل من عزل الى آخر وجرى تمديد العزل له بقرار من الشاباك الاسرائيلي لمدة عام آخر ومنعه من زيارات الأهل.

يعيش سعدات مع 16 أسيرا معزولا بعضهم يقضي 10 سنوات في العزل الانفرادي كالأسير حسن سلامة وأحمد المغربي، وقد خاض مع رفاقه إضرابا مفتوحا عن الطعام استمر 22 يوما تحت شعار إنهاء سياسة العزل الانفرادي، وتدهور وضعه الصحي خلال الإضراب ونقل الى مستشفى سجن الرملة، ولم تلتزم حكومة اسرائيل وسلطات السجون بوعودها بإنهاء سياسة العزل بل تصاعدت إجراءاتها بهذا الخصوص.

رحلة طويلة مع الحرية لا يزال يخوضها احمد سعدات ابن مدينة البيرة ومواليد عام 1953 لأسرة مناضلة تم تهجيرها من قريتها الأصلية دير طريف عام 1948، ليلتحق في صفوف العمل الوطني عام 1967 ولينضم الى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

بدأت رحلة الاعتقالات مع سعدات منذ عام 1969، ليصبح مجموع اعتقالاته تزيد عن أل 15 عاما، وتقلد مسؤوليات متعددة داخل السجون وخارجها وانتخب عضوا في اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية والمكتب السياسي منذ عام 1981.

وعلى أثر إقدام قوات الاحتلال على اغتيال أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة بصاروخين استهدفا مكتبه في مدينة رام الله انتخب سعدات أمين عام للجبهة مع بداية أكتوبر عام 2001.

من لا يعرف سعدات لا يعرف فلسطين، اسم متألق في النضال، ورمز ومدرسة لشعب قرر أن يحيا بكرامة وسيادة على حياته وأرضه ومصيره ، إنه النّد لأعداء الحرية والسلام، والمتراس الأول لكل المدافعين عن العدالة والحرية في العالم.

احمد سعدات عضو منتخب في المجلس التشريعي الفلسطيني عام 2006 وعضو في المجلسين الوطني والمركزي لمنظمة التحرير ، وأحد ضحايا اعتقال أكثر من 25 نائبا لازالوا في السجون، يدعو دائما الى الوحدة الوطنية والى المصالحة ويعتبر ذلك الرافعة الوطنية لإنقاذ القضية الفلسطينية وتوحيد كل الجهود في مواجهة سياسات الاحتلال ومستوطنيه.