|
خلال محاضرة في جامعة بيرزيت: بشارة يحذر من تقديم تنازلات دون الحصول على ضمانات قوية
نشر بتاريخ: 28/11/2006 ( آخر تحديث: 28/11/2006 الساعة: 21:35 )
رام الله -معا- حذر د. عزمي بشارة من السياسات الإسرائيلية" الخادعة" التي لن تستجيب لقرارات الشرعية الدولية .
وقال بشار ة خلال محاضرة ألقاها اليوم في قاعة كمال ناصر في جامعة بيرزيت والتي كانت عنوانها "القضية الفلسطينية بعد أزمة السياسة الأميركية في المنطقة"،:" إن حكومة الوحدة أو وثيقة الأسرى التي اعتبرت أساساً لها، لن تجبر إسرائيل على الالتزام بالقرارات الدولية، بل لن تتعدى كونها تفاهم داخلي فلسطيني لبلورة مواقف تخفف من وطأة الحصار الدولي والتهديدات الإسرائيلية المتصاعدة". وركز بشارة على مجموعة من القضايا التي يتم الحديث والتناقش فيها هذه الأيام سواء في الأوساط السياسية العالمية أو الأوساط الشعبية على السياسة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط بعد هجمات 11 أيلول، وتخبط الجيش والحكومة الأميركية في مستنقع العراق، والحرب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية على ما تسميه الارهاب اضافة الى تداعيات وملابسات الملف النووي الإيراني، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية بكافة جوانبها السياسية والاقتصادية. وحمل بشارة الأنظمة العربية كافة المسؤولية عن حصار الشعب الفلسطيني، كونهم وقفوا مكتوفي الأيدي أمام انهيار المجتمع الفلسطيني أمنياً وسياسياً واقتصادياً. ودعا بشارة المجتمع الفلسطيني لترك الفئوية والحزبية الضيقة جانباً، والالتفات للمخاطر والتهديدات الإسرائيلية ومواجهتها بكافة الطرق. كما حذر من تقديم أي تنازلات للإسرائيليين، وقال "إن إقامة أي حكومة فلسطينية قادمة بدون وعد أميركي وأوروبي رسمي بفك الحصار، لن يكتب لها النجاح، وسيكون مصيرها الرفض الدولي الانهيار". وفي معرض رده على حديث اولمرت قبل ايام قال" إن لهجة إيهود أولمرت في خطابه لم تأت بجديد، كون كل الحكومات الإسرائيلية تركض وراء مصالحها فقط"، لافتاً إلى أن أولمرت طرح أفكاراً قيلت على لسان إيهود باراك في كامب ديفيد الأخيرة. مؤكدا أن خطاب أولمرت لم يكن إلا ضغطا إسرائيليا على المفاوضين والفصائل الفلسطينية للاقتراب من الموقف الإسرائيلي. وبدأ بشارة محاضرته، في وصف التخبط الأميركي والعجز السياسي لأكبر قوة مهيمنة في العالم، في أعقاب هجمات 11 أيلول، واصفاً إياها بـ"اللحظة التاريخية" التي أظهرت مدى عجز الولايات المتحدة عن إدارة أمورها وسياستها بطريقة إستراتيجية. حيث يرى بشارة ان الولايات المتحدة الامريكية فاقمت من مشكلتها ، وإن إدارة بوش خرجت من مأزق داخلي بمفهوم "اجتذاذ جذور الإرهاب"، إلى مستنقع كبير يغرق أفضل جنود الولايات المتحدة حتى اللحظة. مما أتاح المجال الواسع لاستغلال الحكومات والأنظمة العربية، التي كانت أصلاً مغذياً رئيسياً ويداً ممدودة لخدمة المصالح الأميركية الداخلية والإقليمية. وتطرق بشارة إلى عدد من القضايا التي أظهرت ارتباك الولايات المتحدة بعد 11 أيلول، ومنها ارتفاع وتيرة الخطاب التطرفي الإعلامي لجورج بوش تجاه الشرق الأوسط، ومنها وصفها الفاشية والحرب الصليبية، إضافة إلى ضربه للنظام العراقي السابق وفتح ملف كوريا الشمالية وإيران والسودان. وقال بشارة إن الأنظمة العربية مرت بفترات عصيبة للغاية بعد هجمات هزت العالم أجمع هي هجمات 11 أيلول، حيث كانت تتسابق لإرضاء إدارة بوش وكسب ودها، خشية تصعيد سياسي أو عسكري أو اقتصادي نحوها. ويؤكد بشارة على جزئية حاجة الولايات المتحدة للعالم وخاصة الأنظمة العربية في فترة ما بعد 11 أيلول، وليس العكس. مضيفا إن الأنظمة العربية بجهلها أتاحت المجال لمزيد من الضغط والابتزاز الدولي والأميركي، بدلاً من حجز موقع بين الكبار في الحفاظ على الموقف العربي الموحد ذو الخطاب القاسي لا الركيك والمجتزأ. حيث إن الأنظمة العربية تفوت كل يوم الفرصة لرد الاعتبار للعرب أمام المجتمع الدولي وللأسف انها لا تدرك أنها في موقع قوة الآن أكثر من ذي قبل. ويستشف من حديث بشارة دعوة الأنظمة العربية، للاتعاظ من النفس الإيراني القوي، الذي فتح الباب على مصراعيه للوقوف في وجه السياسة الأمريكية في المنطقة و لقول "لا" كبيرة وواضحة لأميركا وسياستها. وعزا بشارة تعقيد القضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى لاستمرار العجز العربي عن مواجهة أميركا، إذ إن محاولة كسب الود الأميركي، قابلها تنازلات وصمت عربي عما يجري في فلسطين، خاصة في ظل حكم رئيس الوزراء الإسرائيلي، أرييل شارون، الذي أطلق العنان للجيش الإسرائيلي في الضفة والقطاع وبمباركة أميركية عمدت بصمت عربي وموقف رسمي خجول لم يرق للهم الشعبي الفلسطيني والعربي. كما أكد بشارة أن الهوية العربية خط أحمر على جميع الأطراف، يجب الانتباه إليه وحمايته من أي تهديد. محذرا من أن أميركا والمجتمع الدولي يحاولون طمس الهوية العربية. وقال بشارة إن الولايات المتحدة إذ تحاول ضرب الأنظمة العربية والفصائل والتنظيمات والأحزاب والتيارات ببعضها، من خلال اتهام حزب الله مثلاً بتمويل جماعات شيعية في العراق لقتل السنة. |