وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

حبلُ الاستكشاف.. وحِيَل المستكشفين..المو فاوضات .. قبض ريح!!.

نشر بتاريخ: 24/01/2012 ( آخر تحديث: 19/04/2012 الساعة: 14:27 )
كتب ابراهيم ملحم- ماهو اكيد،وليس بحاجة الى تجديد،ان القيادة الفلسطينية،لم تتراجع عن موقفها الذي سبق واعلنته من على ارفع منبر دولي، وادى الى كل هذا الذي واجهته منذ ايلول وحتى الان من اجراءات امريكية واسرائيلية ،منها ما نفذ، ومنها ما ينتظر التنفيذ ،ان هي واصلت رفضها العودة الى المفاوضات بدون شروط مسبقة .

وهذا الذي تعتبره اسرائيل والولايات المتحدة شروطا مسبقة،انما يتعلق بلبنات،ومداميك رئيسة،لعملية السلام ،ليس بوسع اي فلسطيني ان يذهب لتلك العملية بدونها ،وان اي بناء على غيرها ليس سوى بناء على رمال،وقفزة في المجهول،لا احسب ان احدا يمكنه تحمل وزر المجازفة بها مهما احاط نفسه من وسائل حماية او مبررات لتسويغها ،بالنظر لما تنطوي عليه من مخاطر ،سيكون حصادها قبض ريح ،وكسر في العمود الفقري وتشوهات غير قابلة للعلاج على مر الزمان ، تماما مثلما ان الخطأ في الزر الاول للقميص،ينتقل اعوجاجه الى جميع الازرار .

من هنا..وفي ربع الساعة الاخيرالذي يفصلنا عن الموعد المضروب للرباعية الدولية في السادس والعشرين من الشهر الجاري ، من الطبيعي ان تتكثف عمليات الاستطلاع وجس النبض، لاستكشاف المواقف،في محاولة انقاذ، ودرء مخاطر الانفجار الذي ستبلغه الاوضاع في المنطقة خلال الاسابيع والاشهر القادمة في حال واصلت اسرائيل موقفها الرافض لوقف الاستيطان،والاعتراف بحدود الرابع من حزيران، اساسا لحل الدولتين ،وهو ما توحي به الشواهد المرئية على الارض، ان في عمليات التغول الاستيطاني او في السياسات الاسرائيلية المتعجرفة ما يعني ان الاوضاع متجهة للانزلاق الى مهاوي التصعيد والمواجهة لملء الفراغ الناشيء بالمواجهات،حيث لم تنجح المفاوضات .

قد يثير الذهاب الى "لقاءات عمان" مخاوف القلقين من ان العودة المجانية الى مفاوضات عبثية،معروفة النتائج قد تسحب من الرصيد الذي حققته خطوة ابو مازن الجريئة الى الامم المتحدة وهي مخاوف على مشروعيتها ،يبددها الاعلان بالتصريح الصريح وليس بالتلميح، واكثر من مرة على لسان الرئيس محمود عباس بعدم العودة الى المفاوضات قبل الوقف الكامل للاستيطان ،والاعتراف بحدود الرابع من حزيران اساسا لحل الدولتين ، مع تاكيده اكثر من مرة على مفصلية يوم السادس والعشرين من الشهر الجاري اذا لم يتحقق اختراق في عملية السلام، وهو موقف يبعث على الطمأنينة ويستحق الاشادة والثناء بدل التشكيك .

من هنا ايضا ، فان "لقاءات عمان" التي اكد د. صائب عريقات انها لن تتواصل بعد السادس والعشرين من الشهر الجاري ،لم تكن اكثر من ثرثرة تسبق الجدل الصاخب الذي سيحتدم بعد ذلك التاريخ المفصلي عندما تعلن الرباعية عجزها عن الاتيان بما لم يستطعه غيرها من مقاربات،وجسر للفجوات العميقة بين الجانبين في عملية سلام بلغت نهايتها وذروة مأزقها .

فمثلما ان حبل الاستكشاف قصير وينتهي يوم السادس والعشرين ،فان حِيَل المستكشفين لم تستطع بعد ثلاث جولات استكشافية من اجتياز العناوين او ملامسة اي اختراق يمكن التعويل عليه باعادة المفاوضات المتوقفة منذ 2010 بسبب المراوغات وعمليات كسب الوقت التي تنفذ الحكومة الاسرائيلية من خلالها اوسع عمليات استيطانية تشهدها الاراضي الفلسطينية على نحو يجعل من حل الدولتين مسالة غير قابلة للتطبيق.