وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصحفي علي عبيدات يفوز بجائزة أفضل مقال عربي عن الدورة العربية بالدوحة

نشر بتاريخ: 25/01/2012 ( آخر تحديث: 25/01/2012 الساعة: 10:57 )
الدوحة- معا- فاز الصحفي المقدسي علي عبيدات، بجائزة أفضل مقال "عمود رأي" عربي، كتب حول أداث دورة الألعاب العربية التي أقيمت في الدوحة الشهر الماضي، عن مقاله "أصبح عندي الآن منتخباً"، حول المنتخب الوطني الفلسطيني.

وأعلن عيسى بن عبد الله الهتمي، مدير قنوات الدوري والكأس القطرية، أن الصحفي عبيدات نال الجائزة ومقدارها خمسة عشر ألف ريال قطري، في إطار الجوائز الفردية لأفضل تغطية صحفية للألعاب العربية في الدوحة.

وكان تحدث في مقاله الفائز، عن المنتخب الوطني الفلسطيني، الذي يمثل فلسطين التاريخية، مبدياً إصراره على أن هذا المنتخب لا يدخل في حسابات الفوز والخسارة، بقدر ما يرسل رسائل سياسية بالجملة.

وعرج عبيدات بأسلوب صحفي ممزوج بالصور الأدبية والإبداعية، على العديد من القضايا السياسية، حيث أكد من خلال ذكر تنوع اللاعبين من مناطق فلسطين المختلفة، ومخيمات الشتات، على وحدة فلسطين التي لا تقبل القسمة.

ودلل عبيدات في مقاله على أن المسألة "ليست مجرد لعبة كرة قدم، فلسطين تلعب، بنهرها ببحرها، بخليلها بجليلها، بقراها، بمخيماتها، من النقب إلى الناقورة، أهزوجة مجد منصورة، تهز أركانَ المَعمورة، وتقول: قسموا ما شئتم، ففلسطين لا تقبَل القسمة".

وانقسمت نتائج مسابقة أفضل تغطية صحفية في دورة الألعاب العربية الثانية عشرة "الدوحة 2011"، البالغة قيمة جوائزها نصف مليون ريال قطري، إلى قسمين رئيسيين هما؛ الجوائز الجماعية، والتي حازت جريدة الشرق القطرية فيها على المركز الأول بجائزة قيمتها 200 ألف ريال قطري، والجوائز الفردية التي انقسمت إلى جائزة أفضل حوار وجائزته 15 ألف ريال قطري، وجائزة أفضل عمود رأي التي كانت من نصيب عبيدات بقيمة 15 ألف ريال قطري.

المقال الفائز بالجائزة:
أصبَحَ عِندي الآنَ مُنتخبٌ .. إلى البطولة خذوني مَعكُمْ
بقلم: علي عبيداتْ

أصبَحَ عِندي الآنَ مُنتخباً، إلى البطولَة خذوني مَعكم، لا تَهمُني حساباتُ الفوز ولا الخَسارة، فكلنا سنهتِفْ معاً، لمنتخب فلسطين الواحدة، في القُدس والضِفة، في الداخِل وغَزة، نُهدي التحايا للمشردين هُناك في مخيماتْ الشتاتْ.

لاوَل مره أشعُر بسعادة كبيرة، بأني وطأتُ بحرَ حيفا، وامتشقتُ جبالَ النارِ، فزغردَ عِنبُ الخليل، لستُ من هواة التزمير والتَطبيل، ولا التَكبيرِ والتَهليلْ، لَكني اليوم فلسطينيٌ، نَفسي يمتَدُ من جِبالِ النارِ إلى الجَليلْ.

أكادُ أسمَعُ هديرَ نَهر الأردنْ، وأهازيجَ بحيرة طَبريا، وأمواج عَكا ويافا، وصوتْ رمال الصَحراء في بئر السَبع وأم الرشراشْ، فاليومُ نصرٌ لَم تَحققه بندقيةٌ ولا رِشاشْ، اليوم فلسطينْ كُلها واحِدة، في فريق واحِد، نحو حلمٍ واحِد.

هي ليسَت مجردُ لُعبةِ كُرة قَدم، فلسطينُ تَلعبُ، بنهرها ببحرها، بخليلها بجليلها، بقراها، بمخيماتها، من النَقب إلى الناقورة، أهزوجَة مجدٍ مَنصورة، تَهزُ أركانَ المَعمورة، وتَقول: قَسموا ما شئتم، ففلسطينْ لا تَقبَلْ القِسمَة.

فالمنتَخب الفلسطيني لكرة القَدمْ، أسقَط خريطة المتخاذلين والمُطبعينَ أرضا، ورفع خريطة فلسطين الواحدة، رفعها عاطِف أبو بلال من النَقب، فتلقفها اسماعيل العمور من غَزة، وانحنى لها عبد الله الصيداوي من القُدس.

نَقلها خالد سالم من الضِفَة، وعلّاها عماد زَعترة من مخيمات الشتاتْ، وأرسلها عَرضيةً أرضية لأحمدْ محاجنة من أم الفَحم، فزغردت برتقالات الجليلْ لحسام أبو صالِحْ من سَخنينْ، ليحرز بها هّدفاً عليْ الخَطيبْ ابن شفاعمرو.

تَجمَعوا جميعاً، أسقطوا جدار الفصل بهاماتهم العالية، طَبقوا قرار العودة لوحدهم، أزالوا الحواجِز، ورسموا خريطة طريق وحيدة، لا تعرفُ إلا عنواناً واحدا، وهو الفوز لترتسم البَسمة على وجوه الفلسطينيينَ في كُل مكانْ.

لا يُهمهم اعتراف العالَم بدولة أيلولْ، ولا تَعنيهم المفاوضاتْ ولا الحلولْ، لوحدهم أعلنوا دولَة هُناك، وحَملوا الهَم الفلسطيني الواحِد إلى كُل العالمْ، عَبر الساحرة الصَغيرة، وكأن الفلسطينيون لأول مرة يركضون خَلفَ أمرٍ واحِد، وإن كان كرة من جلد.

تَجمعوا جميعاً، أفاقوا بَعد الهزيمة من الأردن، وتعادلوا أمام ليبيا المدججة بالنجوم، وتَرجموا فلسطين التاريخية بانتصار تاريخي على السودان، ليشعلوا المَلعب لَهبْ، ويتأهلوا لمربع الذّهبْ، في بطولة جَمعَتْ كُل العَربْ.

الثلاثاء مساءً، سنسمَعُ صوتَ النَقب تٌشجعُ ابنها، فتردُ أم الفَحمِ بزغرودة فلسطينية، فتنثرٌ القُدسُ على سَخنين الورودْ، لتزهو غَزة بعطرها، وترسمُ البَسمة على مخيماتْ الشتات، فهناكْ على المستطيل الأخضَر، فلسطينيٌ أسمَر، لا تَفرقُ مَعهٌ الحدودُ ولا لونُ الهوية.

سنهتف جميعا لمنتخب فلسطين لكرة القَدم، موحدينَ من الميّه إلى الميّه، نزغردُ ونُغنيْ، للمنتخب الفدائي الفلسطيني، سنضع السياسة على قارعة الطريقْ، لتحضر الجغرافيا الواحدة، فكامل التراب الوَطني يُغني في دوحة العَرَب.
|158471|