وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

علي عبيدات: ثورية النص تذكرة العبور للجائزة والانتصار لفلسطين

نشر بتاريخ: 27/01/2012 ( آخر تحديث: 28/01/2012 الساعة: 09:37 )
القدس- معا- حاوره وجدي الجعفري- أكد الصحفي المقدسي علي عبيدات، أن فوزه بجائزة أفضل مقال عربي، في المسابقة الصحفية على هامش دورة الألعاب العربية في الدوحة، هو انتصار للإعلام الفلسطيني، وللقيم التي يحملها المقال والتي تؤكد أن فلسطين لا تقبل القسمة.

وأشار في لقاء أجرته "معا"، إلى أن المقال الفائز الذي حمل عنوان "أصبح عندي الآن منتخباً"، شكل حالة تحريضية ايجابية لتشجيع المنتخب الوطني الفلسطيني، من خلال ربط الرياضة بالثورة والسياسة وبالقيم الأساسية للشعب الفلسطيني وثوابته الوطنية.
وأضاف، أن المقال حمل العديد من المعاني والصور التي خاطبت مشاعر وقلوب الفلسطينيين من أم الرشراش إلى الناقورة، وفي مخيمات الشتات، ليتوحدوا خلف منتخب يلعب على المستطيل الأخضر لأجلهم جميعا، دون أن تفرقهم حواجز أو حدود.

قصة المقال الفائز
وأكد عبيدات، أنه كتب المقال انطلاقا من ايمانه المطلق بوحدة فلسطين من نهرها إلى بحرها، معتبرا أن وجود لاعبين من سخنين وأم الفحم وشفاعمرو إلى جانب لاعبين من القدس والضفة وغزة والشتات، هو أصوب وأكبر ترجمة حرفية واقعية بأن فلسطين لا تقبل القسمة.

وفيما إذا كان كتب المقال بغية المشاركة في المسابقة، قال: "عندما كتبت المقال، كتبته كما هي العادة، تعبيرا عن حالة تجوب خاطري وتعصف بمشاعري، طمعاً في تجنيد أكبر تشجيع لهذا المنتخب، وللفكرة التي يجسدها وهي وحدة كامل التراب الوطني".

وأضاف: "نُشر المقال في صحيفة القدس المشاركة في المسابقة، وفي مواقع الكترونية أخرى من بينها معا، ووجد تفاعلاً كبيرا من القراء، لأن ما كتب فيه كفيل بإثارة المشاعر التي أنهكتها سنوات طويلة من التدجين، ووجدوا فيه حساً مفقودا افتقدناه في هذا الوقت".

وأشار إلى أن المقال لقي إقبالا كبيراً، عندما قام المعلق المصري محمد الطيب، بقراءة مقتطفات منه، عند تعليقه على مباراة منتخبنا الوطني الفلسطيني والبحرين، متفاعلاً ومتحمساً مع كل كلمة قرأها، ما دفع المشاهدين للبحث عنه وقراءته.

وقال: "سمعت الخبر عن الجائزة من أحد الأصدقاء، ومن ثم من الزميل منير الغول، المحرر الرياضي في جريدة القدس، الذي أثمن له نشره للمقال ومنحة مساحة مميزة، وفرحت به كثيراً، لأني استطيع أن أدرك تماماً القيمة الرمزية لهكذا جائزة، ولفلسطين التي أفخر بانتمائي لها مرارا وتكرارا".

|162881|فلسطين هي صاحبة التميز
ووجد عبيدات في فوز مقاله رسالتين، الأولى تميز الإعلام الرياضي الفلسطيني، حيث استطاع المقال انتزاع المركز الأول من بين عشرات المقالات لكتاب كبار وأصحاب تجربة في صحف كبرى في الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
وهُنا لا بد من التأكيد أن فلسطين أنجبت أعلاماً كبارا في الإعلام، نافسوا وحققوا العديد من الإنجازات، وأن هذه الأرض التي تعاني وترزح تحت أعتى احتلال على وجه الأرض لا زال فيها شباب قادرون على التميز والتأكيد على أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.

وأكد عبيدات إلى أن الإعلام الرياضي الفلسطيني قطع شوطاً كبيرا نحو الأفضل، وباستطاعته المنافسة على كل الصعد، إذا ما تم منح الفرصة للصحفيين الشباب، والابتعاد عن المحاباة والتطبيل والتزمير، والالتزام بالموضوعية والحياد.

والرسالة الثانية، هي تأكيد على الطرح السياسي الرياضي الذي حمله المقال، حيث كانت فلسطين التاريخية تغني وتنشد لمنتخبها، لأبنائها من بحرها إلى نحرها، ومن خليلها إلى جليلها، وفي مخيمات الشتات في الأردن ولبنان وسورية.

فالمقال كما هو حال المنتخب، عبر عن نبض الفلسطينيين في كل فلسطين التاريخية، دون ان تميزهم لون الهوية، أو يفرقهم حاجز أو جدار فاصل، لا جوازت السفر، ولا قطاع الطريق، وهو ما أعطاه تميزا فاق المعنى الرياضي المجرد.
|162880|
صحفي وكاتب ومشجع
وعندما سألناه عن هويته كصفحي، أو كاتب، أو مشجع، أجاب: "أنا فلسطيني، ووطني يخضع تحت الاحتلال، ومن واجبي المقاومة، والدفاع عن كل ما اؤمن به، عن فلسطين التاريخية، المحررة بلا احتلال وبلا قسمة، في كل مجالات حياتي".
وقال: "أحاول ترجمة ذلك على أرض الواقع، عن طريق نشاطي الشبابي، وتحديدا في مجموعة شباب بنحب البلد، وعن طريق علاقاتي الاجتماعية مع فلسطينيين في كل مكان، والأنشطة المشتركة التي تجمعني بهم، وأخيرا عن طريق قلمي، ولا زال أمامي طريق طويل".

رحلة قلم
وأضاف: "درست الإعلام والعلوم السياسية في جامعة بيرزيت قبل عشر سنوات، وخضت غمار مهنة المتاعب، وكانت أولى محطاتي وكالة "معا"، ومن ثم وكالة "وفا"، وراديو ألف وعملت وأعمل في العديد من مجالات الإعلام والعلاقات العامة، فكتبت التقارير والقصص الصحفية "".

وحول مقالاته السياسية يقول: "أكتب مقال الرأي السياسي من فترة طويلة، عن قضايا وأحداث، أكتب ردة فعلي ورأيي في فلسطين، والاحتلال، والتفرقة، والانقسام، أوصل رسالتي عن طريق التحريض الايجابي ضد كل ما يمس بقضيتي الوطنية".

وقال: "أحاول دائما أن أقرع جدران الخزان، وأوصل صوتي واعبر عما بداخلي، أكتب في الادب أحياناً، مشاريع نصوص أدبية في القصة والقصيدة والمقالة، ولا أسمي نفسي لا شاعراً ولا كاتباً ولا مثقفاً، فأنا فلسطيني يطمح للمزيد دائما ويدرك أن أمامه طريق طويلة".

وأضاف أنا أيضاً مشجع رياضي ملتزم، للمنتخب الوطني الفلسطيني، ولفريقي جبل المكبر، أذهب معه أينما ذهب، مشجعاً ومصوراً ومنسقاً إعلامياً، كما أني أيضا مشجع ملتزم لبرشلونة، ولا يمكن أبداً ان أفوت أية مباراة أو حدث يتعلق به.
وفي النهاية سألناه لماذا ربطت الرياضة بالسياسة، فأجاب: "كل شيء في حياتنا سياسة، فلا نستطيع أن نحيا بعيداً عن قضيتنا الوطنية، وبعيداً عن مجابهة هذا الاحتلال الذي يلاحقنا في كل مدينة وقرية وزقاق، فكل شيء في حياتنا يجب أن يكون له نكهة ثورية".

ووجه عبيدات دعوة للشباب الفلسطيني، بضرورة استغلال الفرصة التي يمنحها الإعلام الالكتروني، والاعلام الاجتماعي، لايصال صوتهم وابداعاتهم، والدفاع عن آرائهم ومعتقداتهم، وقضية شعبهم، بكل الطرق الممكنة، فوحدهم الفلسطينيون القادرون على صنع البسمة فوق رغم الألم.

يذكر أن الزميل الصحفي علي عبيدات (29 عاما)، من مواليد مدنية القدس المحتلة عام 83، فاز بجائزة أفضل مقال "عمود رأي" عربي، كتب حول أداث دورة الألعاب العربية التي أقيمت في الدوحة الشهر الماضي، عن مقاله "أصبح عندي الآن منتخباً"، حول المنتخب الوطني الفلسطيني.
|162882|