|
المجالي: اللقاء مع مشعل لا يستهدف إضعاف أي طرف فلسطيني آخر
نشر بتاريخ: 28/01/2012 ( آخر تحديث: 28/01/2012 الساعة: 13:24 )
عمان -معا- أكد وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة راكان المجالي، أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل والوفد المرافق إلى الأردن يوم غد الأحد، تعد تأكيدا على أن الأردن "يقف على مسافة واحدة من جميع القوى الفلسطينية"، رافضاً ما يشاع من أن اللقاء يمثل "مسعى أردنيا لإضعاف فصيل فلسطيني آخر".
وفي الصدد ذاته، أوضح المجالي أن اللقاء الذي سيجمع الحكومة بحركة حماس جاء متزامنا مع المصالحة الفلسطينية، ما يؤكد دور الأردن في تدعيم جهود المصالحة. وأضاف إن زيارة وفد "حماس" المرتقبة، ما هي الا تأكيد على أن الأردن يقف مع "الاعتدال"، مشدداً على أن المملكة تتعامل ضمن العلاقة الرسمية مع منظمة التحرير الفلسطينية، كونها المثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني. وفيما يتعلق ببرنامج الزيارة، أكد المجالي، أن "لا محددات او برامج مسبقة من كلا الطرفين، ما يجعل الأبواب مفتوحة للحوار بعد لقاء جلالة الملك مع خالد مشعل، وولي العهد القطري". وبين أن "حماس" لم تطلب شيئا مسبقا يتعلق بالزيارة، كما أنها لم تشر الى أي محور من المواضيع للحديث فيها، مشدداً على أن اللقاء سيكون "ودياً وعملياً لإعادة فتح ملف العلاقات مع حماس"، إضافة الى أن اللقاء سيكون "منطلقا لكل لقاءات مفترضة". من جهته، أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان، أن كوادر الحركة ملتزمة بعدم التصريح عن فحوى اللقاء المرتقب يوم غد، مشيرا إلى أن من بين العناوين الرئيسة التي ستبحث في اللقاء، هو "شكل العلاقة ما بين حركة حماس والأردن". كما أضاف لـ "الغد" في اتصال هاتفي من مكان إقامته في بيروت، أن العديد من المواضيع مدرجة على جدول الحوار مع الحكومة الأردنية عشية لقاء جلالة الملك، منوها إلى أن كل شيء يخص العلاقة بين الجانبين، يمكن أن يكون على طاولة الحوار بين الطرفين. وأكد حمدان أن الوفد المرافق لمشعل، والذي سيأتي من القاهرة، سيضم في صفوفه كلا من الدكتور موسى أبو مرزوق، ومحمد نصر، وعزت الرشق، ومحمد نزال، وسامي خاطر. وفيما يتعلق بالحديث عن تغيير "حماس" لمقر إقامتها في سورية، شدد حمدان على ان ذلك يعود لقرار الحركة، نافياً ما يشاع حول خروج بعض قيادات الحركة من سورية. وكشف حمدان عن أن وجود بعض قيادات الحركة خارج سورية، وتنقلهم، يندرج في "إطار تقني" ضمن تحركات سياسية لكوادر الحركة. بدوره، رأى النائب والقيادي في حركة حماس المقيم في غزة الدكتور محمود الزهار، أن اللقاء المرتقب الذي سيجمع وفد الحركة مع الجانب الأردني، يعد "أمرا إيجابيا ومهما ويحظى بتقدير حماس، لاسيما من جهة إعادة النظر في شكل العلاقة مع الحركة، بعد مرور عشر سنوات تقريباً على غياب الاتصال بين الجانبين". وأوضح الزهار في اتصال هاتفي أجرته معه "الغد"، أن سياسة "حماس" تقضي بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان العربية. وقال الزهار إنه حين تم إبعاد بعض قيادات "حماس" من الأردن، جهد البعض من الحركة لإبقاء اتصال دائم مع الجانب الأردني، ولو ضمن إطار "الحد الأدنى من العلاقات الطيبة". وفيما يتعلق بموضوع إقامة كوادر الحركة في دمشق، أوضح الزهار أن الموضوع ينطوي على شقين، الأول يخص بعض الكوادر التي غادرت دمشق بقرار فردي، وهي بالأصل كانت غادرت إلى دمشق، "حين كانت سورية مفتوحة للاجئ الفلسطيني الحمساوي"، إما من قطاع غزة أو لبنان أو مصر، ما جعل الخيار لهم مفتوحا في العودة الى أماكن إقامتهم الأصلية في هذه البلدان. وأضاف إن الشق الثاني، يتعلق بقيادات الحركة المقيمة في دمشق، أصلا، حيث "تمتع هؤلاء بإقامة مريحة، من حيث الأجواء السياسية، ولم يغادروا سورية حتى الآن، لكن اذا طرأ أي تغيير في موقف الجانب السوري، كالإفصاح عن رغبتهم بمغادرة كوادر حماس، فسيترتب على تلك القيادات الخروج، في ظل الظروف الراهنة". وحول تحديد مكان إقامة كوادر المكتب السياسي لحركة حماس مستقبلاً، والخيارات المطروحة أمامهم، أكد الزهار أن كلا من قطر وتونس ومصر تظل خيارات مفتوحة لكل كادر حسب اختياره، مستبعداً أن يكون هنالك مقر للحركة في إحدى الدول العربية، ما لم يتضح شكل العلاقة بين الأردن والحركة. وأردف الزهار أنه، في حال رفض الأردن السماح لحركة "حماس" بممارسة أنشطتها ودورها السياسي تجاه القضية الفلسطينية من أراضيه، فإن العلاقات ستأخذ "الشكل البروتوكولي بين الجانبين". وحول شكل العمل السياسي لكوادر حركة حماس، أكد الزهار أن "لا عوائق تقف أمام تواجد القيادات في بلدان مختلفة من الأقطار العربية"، موضحا أن البلدان العربية مفتوحة، ويمكن لـ"حماس" أن تعقد لقاءات داخلية في أي مكان، بما فيها غزة. وفي رده على سؤال حول تصريحات أدلى بها بعض قيادات حركة فتح حول إعادة علاقات "حماس" مع الأردن، واعتبارهم ذلك بمثابة "رسالة هدفها إضعاف حركة فتح"، علق الزهار بالقول إن ذلك يعكس حالة من "القصور في الفهم"، مشيرا إلى أن ذلك يمثل آراء فردية، من قبل بعض "المتخوفين" من حركة فتح. وأشار إلى أن القضية الفلسطينية لا ترتبط بـ"فتح" أو "حماس"، بل تنطلق من مكنونات الشعب الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك موقف موحد وجماعي تجاه القضية الفلسطينية. وأكد الزهار أن سياسة "فتح" في "التعاون مع العدو الإسرائيلي هو ما يضعفها أمام الجماهير الفلسطينية، وليس علاقة القوى الفلسطينية مع الدول العربية". إلى ذلك، تتطلع قيادات في الحركة الإسلامية في الأردن، لزيارة مشعل، آملة بإنهاء حالة القطيعة السياسية وحدوث "انزياح" في العلاقة الثنائية بين "حماس" والأردن، لجهة خدمة القضية الفلسطينية. وعلى الرغم من اتجاهات التصريحات الحكومية الرسمية صوب التقليل من النتائج المتوقعة للزيارة، واعتبارها "زيارة بروتوكولية اعتيادية"، غير أن قيادات إخوانية ترى ضرورة فتح صفحة جديدة في العلاقة مع "حماس"، بدون اشتراط "تحقيق" مكاسب عظمى كإعادة فتح مكاتبها في عمان. ويعزز توجه حصر الزيارة في سياقها البروتوكولي، عدم إجراء أية ترتيبات حتى اليوم للقاءات بين مشعل والحركة الإسلامية وقياداتها، برغم إشارتهم إلى "ضرورة ذلك"، بحسب تصريحات متطابقة إلى "الغد" . غير أن الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين جميل أبو بكر، رأى أن أهمية الزيارة تكمن في ضرورة "إنهاء حالة القطيعة" القائمة منذ سنوات، وعقب إبعاد قادة حماس من الأردن العام 1999، وعودة العلاقات في إطارها الطبيعي مع الحكومة وأجهزتها. وعلى الرغم من أن سقف التوقعات من نتائج الزيارة ما يزال مرهونا ببرنامجها غير المعلن، غير أن أبو بكر شدد على ضرورة إحداث حالة من "الانزياح" باتجاه تطور النظرة إلى القضية الفلسطينية من الجانب الأردني، واعتماد "حماس" كمصدر رئيسي للحوار، وما وصفه "ترشيد الرؤى السياسية" حيال ملف القضية الفلسطينية. وفيما لم يعتبر أبو بكر طرح ملف إعادة فتح مكاتب "حماس" في الأردن "ضرورة"، توقع أن تثمر الزيارة في الحد الأدنى أيضا، عن ضمان تسهيل خروج ودخول قيادات "حماس" إلى البلاد ، وإن رأى في عودة المكاتب أيضا" أولوية". وأضاف " في النهاية، فإن أطراف اللقاء أقدر على تقويم الوضع، وإذا لم تخرج الزيارة بنتائج، فأعتقد أنها ستكون خطوة منقوصة." وأكد أبو بكر عدم ترتيب أي لقاء بين قيادات الحركة ومشعل حتى الان، مشيرا إلى سعي الحركة لإجراء اللقاء بالضرورة. بدوره، اكتفى الأمين العام لحزب جبهة العمل الاسلامي حمزة منصور، بالترحيب بالزيارة ، قائلا " إنه لا يوجد سقف معين للتوقعات حيالها" غير أن تكون "فاتحة خير على مستوى العلاقات الأردنية الفلسطينية." في المقابل، أكد رئيس اللجنة السياسية في حزب جبهة العمل الاسلامي زكي بني ارشيد، ان زيارة مشعل الى البلاد هي زيارة "مرحب بها، من شأنها التأسيس لمرحلة جديدة في العلاقة بين حماس والأردن". وذهب بني ارشيد إلى القول إن "ثمة قناعة لدى الأردنيين الآن بأن تحسين العلاقة مع حماس يأتي في إطار المصلحة العليا للدولة الاردنية، وتحقيقا لها." ورجح أن تؤتي الزيارة ثمارا على صعيد الحوار بين الطرفين، وما سيتم التوافق عليه بينهما، بما "يؤسس للمرحلة الجديدة"، بحسب وصفه. ورأى بني ارشيد أيضا، أن الحديث عن إعادة فتح مكاتب "حماس" في الأردن " ليس ضرورة آنية"، ولا تتناسب مع المرحلة التي تمر بها البلاد، مشيرا إلى أن الحركة، بطبيعة الحال، "ترحب بتلك الخطوة إن تحققت". |