وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

تجدد الاشتباكات في الشوارع المحيطة بوزارة الداخلية في مصر

نشر بتاريخ: 03/02/2012 ( آخر تحديث: 03/02/2012 الساعة: 17:42 )
القاهرة- معا- قذف محتجون الحجارة وسط سحب الغاز المسيل للدموع وأطلقت قوات الأمن المركزي الذخيرة الحية في اليوم الثاني من الاشتباكات بالمنطقة المحيطة بوزارة الداخلية في مصر اندلعت إثر مقتل اكثر من 70 شخصا في أعمال عنف وقعت خلال مباراة لكرة القدم.

وأفادت تقارير بمقتل محتج وضابط بالجيش في القاهرة وفي مدينة السويس قال شهود وهيئة الاسعاف لرويترز إن شخصين قتلا حيث استخدمت الشرطة الذخيرة الحية لتفريق الحشود التي كانت تحاول اقتحام مديرية الأمن.

وتوفي معظم القتلى في استاد بورسعيد ليل الأربعاء نتيجة التدافع وأعلنت الحكومة الحداد ثلاثة ايام لكن المحتجين حملوا المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير البلاد المسؤولية.

وقال محتج يدعى أبو حنفي يبلغ من العمر 22 عاما وانضم إلى الاحتجاجات بعد الانتهاء من عمله مساء أمس "سنبقى حتى نحصل على حقوقنا. هل رأيتم ما حدث في بورسعيد؟"

ولاتزال وزارة الداخلية محاطة باشتباكات اليوم غير أن أعداد المحتجين انخفضت منذ ليل امس. ويرى مشجعون لكرة القدم أن الوزارة هي الملومة في كارثة الاستاد.

وقال شاهد من رويترز إنه سمع دوي إطلاق نيران وعثر على طلقات خرطوش على الأرض. وأزاح متظاهرون حائطا خرسانيا يغلق طريقا رئيسيا قرب الوزارة اثناء الليل ليقتربوا من المبنى.

وقال عبد الغني محمد (32 عاما) وهو عامل بناء "هدمناه بأيدينا العارية. نحن ابناء الفراعنة."

واضطرت سيارات إسعاف للتدخل لتأمين خروج أفراد من الشرطة دخلت عربتهم بطريق الخطأ في شارع به الكثير من المحتجين.

وحاصر محتجون العربة لمدة 45 دقيقة على الاقل وكان بها أفراد من الشرطة. وشكل بعض المتظاهرين بعد ذلك درعا بشريا لمساعدة أفراد الشرطة على الهروب.

ودعت 28 جماعة شبابية ناشطة وحزبا سياسيا الى احتجاجات حاشدة فيما أطلقوا عليها "جمعة الغضب".

وأدى بضع مئات بعضهم من المحتجين الذين اعتصموا اثناء الليل صلاة الجمعة في ميدان التحرير بوسط القاهرة.

وقالت وزارة الصحة إن نحو 400 شخص أصيبوا في الاشتباكات التي اندلعت منذ أمس وأصيب الكثير منهم بحالات اختناق بعد استنشاق غاز مسيل للدموع أطلقته الشرطة التي تقول وزارة الداخلية إنها كانت تحمي مبناها.

ونقلت جريدة المصري اليوم عن وزارة الصحة أن ملازما بالجيش دهسته سيارة تابعة لأجهزة الأمن بطريق الخطأ.

وتناثرت في الشوارع حجارة ألقاها محتجون. وكانت المنطقة قد شهدت قبل شهرين اشتباكات عنيفة بين الشرطة ونشطين يرون أن وزارة الداخلية لم يشملها الإصلاح بعد إنهاء حكم الرئيس السابق حسني مبارك.

وقال منشور حمل توقيع الألتراس إن الجرائم التي ارتكبت بحق القوى الثورية لن توقف الثورة ولن تخيف الثوار.

وقال شهود في السويس إن اشتباكات اندلعت أمام قسم للشرطة في الساعات الأولى من اليوم. وقال طبيب "استقبلنا جثتي اثنين من المحتجين قتلا بالذخيرة الحية."

وتحطم الكثير من المتاجر في السويس علاوة على واجهة بنك قناة السويس.

وطوقت الشرطة مقر جهاز الأمن الوطني بالسويس ومجمعا تابعا لوزارة العدل بالأسلاك الشائكة وتوقفت سبع سيارات محترقة على مقربة. وتناثر الزجاج في الشوارع.

وأدى مقتل الكثيرين في استاد بورسعيد إلى توجيه المزيد من الانتقادات للمجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه قبل نحو عام بعد احتجاجات حاشدة. ويرى منتقدون للمجلس انه جزء من نظام مبارك وعقبة أمام التغيير.

ويقدم المجلس نفسه في المقابل على أنه حامي ثورة 25 يناير ووعد بتسليم السلطة إلى رئيس منتخب بحلول نهاية يونيو حزيران.

وقال مسؤولون صحيون إن مئات أصيبوا في بورسعيد حين نزل مشجعون الى ارض الملعب بعد أن هزم فريق المصري البورسعيدي فريق الأهلي.

وقال شهود إن مئات المشجعين تدفقوا عبر ارض الملعب الى الطرف الذي يجلس به مشجعو النادي الزائر وهاجموا مشجعي الأهلي مما أثار فزعهم لكن الأبواب أغلقت وقتل كثيرون بسبب التدافع.

وتنوعت التكهنات بشأن السبب في العنف حيث يعتقد البعض إن المسؤول عن العنف هم فلول نظام مبارك الذين يسعون إلى تخريب عملية انتقال مصر إلى الديمقراطية.

وقال وزير الداخلية المصري محمد إبراهيم إن المشجعين بدأوا العنف.

وأضاف لقناة (سي.بي.سي) المصرية الفضائية في اتصال عبر الهاتف إن الاحداث بدأت باستفزازات بين مشجعي الأهلي والمصري ثم إهانات إلى أن انتهى الأمر إلى هذه الأحداث المؤسفة.

وخلال جلسة برلمانية طارئة عقدت أمس الخميس ألقي اللوم على إبراهيم على نطاق واسع في ما حدث. ودعا نواب بينهم نواب من الاسلاميين الذين يسيطرون على نحو 70 في المئة من المقاعد إلى محاسبة إبراهيم واتهموه بالتقصير.

وقال صفوت الزيات وهو محلل إن أعمال العنف ألحقت مزيدا من الضرر بصورة المجلس العسكري الحاكم.

وأضاف لرويترز أن الاحداث الحالية تدفع باتجاه الاسراع في تسليم السلطة للمدنيين.