وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

"القطَّان" ينظم مساقاً تأسيسياً في مجال "توظيف الدراما في التعليم"

نشر بتاريخ: 09/02/2012 ( آخر تحديث: 09/02/2012 الساعة: 10:09 )
رام الله- معا- نظم مركز القطان للبحث والتطوير التربوي/ مؤسسة عبد المحسن القطّان، مؤخراً، في مقر جمعية الهلال الأحمر في البيرة، لقاء جديداً ضمن مساق تأسيسي، يستمر على مدار عام، في مجال "توظيف الدراما في التعليم"، بإشراف وسيم الكردي مدير المركز، ومالك الريماوي مدير مسار اللغات والعلوم الاجتماعية في المركز.

وشارك في المساق، الذي يعادل المستوى الأول/ السنة الأولى في "المدرسة الصيفية: توظيف الدراما في سياق تعليمي" التي ينظمها المركز سنوياً في مدينة جرش الأردنية، 23 معلمة ومعلماً من مناطق مختلفة من فلسطين، تخلله عشرة أيام تدريبية.

وتناول المساق، الذي جاء في ضوء الطلب المتزايد من قبل المعلمين للالتحاق ببرنامج الدراما في التعليم في إطار المدرسة الصيفية، أبعاداً محورية في مجال الدراما في التعليم، والدراما التكونية، والمعلم في دور، وأداور المعلم، والتوتر المنتج، والتماسك الداخلي، وتخطيط الدراما في ضوء مجالات التعلم. كما تم عقد لقاءين تدريبيين للمشاركين في المساق بإشراف الخبير البريطاني "لوك أبوت" في مجال عناصر الدراما ومكونات الشكل الفني وعناصر التخطيط.

وقال الكردي: "يتيح المساق للمشاركين إمكانية تطبيق مباشرة في الغرف الصفية مع طلابهم دون الانتظار لفترة طويلة، كما يشكل زخماً إضافياً للمدرسة الصيفية، بحيث يمكن عدداً من الطلاب بعد انتهائهم متطلبات المستوي الأولى من الالتحاق في المستوي الثاني للمدرسة الصيفية، وتم توزيع محاور المساق على عدد من الأساتذة كتجربة جديدة في إفادة الطلاب من عدة توجيهات مختلفة من الحقل نفسه".

وتم خلال المساق تطبيق "دراما: مهاجرون"، بإشراف الكردي الريماوي كمثال على كيفية اشتغال الدراما في سياق تعلمي، وتم بناء السياق الدرامي حول تحطم قارب قادم من أندونيسيا، يحمل مهاجرين من دول في الشرق الأوسط على صخور شواطئ أسترالية؛ فيه رجال ونساء وأطفال ... يموت عدد منهم، أما المجموعة الناجية فيتم وضعها في مركز لجوء في جزيرة كريسماس ريثما ينظر في وضع أفرادها ضمن إجراءات قانونية معقدة. والسؤال المركزي في الدراما كان: ما الذي يدفع الناس إلى ترك أوطانهم في سبيل الحياة في مكان آخر رغم ما قد يعترضهم من مخاطر هائلة تضع مصائرهم في كفة الخطر؟

من جانبه، قال الريماوي: "إن المساق يتيح للمشاركين الانخراط في سياق تكويني مزدوج، تملك فهم مختلف لعملية التعليم وممارستها عبر طاقة جديدة يوفرها الشكل الفني وعناصره وفرصة استكشاف للفعل البشري المتجدد ضمن السياق الإنساني، ويشكل فرصة لقيام المشاركين بمراجعة تصوراتهم عن التعليم والتأمل في ممارساتهم الماضية، حيث البرنامج مقاربة عميقة لنظريات التعليم، ضمن الفهم الاجتماعي والثقافي التاريخي، المستند إلى مقولة أن التعليم لا يمكنه أن يحدث إلا عبر انخراط الفرد في نشاط يحدث ويتضمن أبعاداً تفاعلية متعددة، مع أدوات وإشارات وآخرين ضمن شروط حياتية؛ سواء أكانت واقعية أم متخيلة".

من جانبها، قالت المعلمة كوثر البرغوثي، مشاركة في المساق: "المساق كالسهل الممتنع، فالأساتذة فيه يقدمون المادة بطريقة ممتعة وتفاعلية، وأصبحت أفكر بالأمور التعليمية بطريقة مختلفة وأعمق من السابق، عبر إعطاء مساحة للطالب بلعب الدور الذي يختاره. كنت أعتقد في السابق أن الدراما هي التمثيل، أما الآن فالدراما، وبعد المشاركة في المساق، هي أسلوب حياة ومنهاج للتعلم والتعليم".

وأضافت: "هذا الأسلوب في التعليم، يجب تطبيقه في المدارس، وتعميمه بين المعلمين، لأنه يعتمد بشكل أساسي على التعلم والتفاعلية مع الطالب، بحيث يكون الأستاذ والطالب معاً في العملية التعليمية".

وقالت ليلى بكري، مشاركة في المساق: "المساق ممتع على مستوى تقديم المادة وشرحها، وقد تعلمنا كيف أستكشف أطفالي بالروضة، وأعرف احتياجاتهم العقلية والتعليمية، عبر إعطائهم مساحة وحرية في التعبير، من أجل خلق أدوار لهم في العملية التعليمية".

وأضافت: "تعلمنا كيف يكون المعلم في دور، وهذا مهم جداً في العملية التعليمية، أي المعلم في الحصة الصفية يمكنه أن يلعب أدواراً عدة، من أجل معرفة ما يفكر فيه الطلبة وماذا يحتاجون".

وأكدت أحلام طه، مشاركة من مدرسة رافات الأساسية، أن الدراما في التعليم عالم من الخيال، يتعلم منه الطفل وهو يمارس أدواراً، ويكتشف عالمه.

وقالت: "أصبحت أتذوق التعليم من خلال الدراما، وأشعر بمتعة في التعليم وفي توصيل المادة، من خلال الدراما في التعليم، فالطالب الذي يتعلم من خلال الدراما، يستحيل أن ينسى المعلومة، لأنه تعلمها عبر الاستكشاف وهو يشعر بمسؤولية اتجاه ما يتعلمه".

بدورها، قالت سماح حسين، من مدرسة الفرندز للبنين: "أهمية الدراما في التعليم، تمنح المتعلمين فرصة لاستكشاف العالم عن طريق الأسئلة، وتمنحهم أيضاً تجارب ذات مصداقية، وهذا ما يدفعهم لتقبل الآخر على جميع الأصعدة، كما من شأنها تمكين الطالب من استخدام المعرفة في سياقات مختلفة، يكتسب من خلالها مهارات معينة أهمها الارتجال والصورة الثابتة".

يذكر أن المساق يمكّن المشاركين الذين يستكملون جميع متطلبات البرنامج من الالتحاق ببرنامج المدرسة الصيفية في مستوى السنة الثانية.