وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز "مدى": بداية عام سيئة للحريات الصحفية في فلسطين

نشر بتاريخ: 09/02/2012 ( آخر تحديث: 09/02/2012 الساعة: 14:20 )
مركز "مدى": بداية عام سيئة للحريات الصحفية في فلسطين
رام الله -معا- استنكر المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية "مدى" جميع الانتهاكات التي ارتكبت ضد الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية، خاصة الحملة التي شنها الاحتلال بحق الصحفيين في أواخر الشهر الماضي، مطالبا المجتمع الدولي بالتحرك الجدي لحماية الصحفيين الفلسطينيين.

وطالب المركز، السلطات الفلسطينية في الضفة والقطاع باحترام حرية الرأي والتعبير والتوقف عن وضع المزيد من المصاعب أمام الصحفيين الفلسطينيين والسماح فوراً بتوزيع الصحف الممنوعة في الضفة والقطاع دون أية شروط، معربا عن امله بأن ينعكس توقيع اتفاق المصالحة إيجاباً على الحريات العامة في فلسطين وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير.

كما عبر "مدى" عن أسفه الشديد من عدم تطبيق الاتفاق الذي أقرته لجنة الحريات العامة بإعادة توزيع الصحف الفلسطينية الممنوعة في الضفة والقطاع، دون أية قيود ابتداءً من 15 كانون الثاني الماضي.

جاء ذلك خلال تقرير اصدره مركز "مدى" حول نتهاكات الحريات الإعلامية في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر كانون الثاني 2012.

وقال المركز "لم تكن بداية العام الجديد جيدة للصحفيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة كما كنا نأمل، حيث تعرضوا لانتهاكات واسعة في الشهر الأول منه خاصةً خلال نصفه الثاني. فقد شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة واسعة بحق الصحفيين في أواخر الشهر الماضي، استهدفت بعضهم بالرصاص وقنابل الغاز، إضافةً إلى تمديد اعتقال بعض الصحفيين وفرض الإقامة الجبرية على أحدهم، ومن جهة أخرى ارتكبت الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة عدداً من الانتهاكات بحق الصحفيين الفلسطينيين، لتزيد من معاناتهم وظروف عملهم الصعبة في ظل الاحتلال الإسرائيلي".

استهداف واضح للصحفيين من قبل الاحتلال :
تركّزت انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين الفلسطينيين في الأسبوع الأخير من شهر كانون الثاني الماضي، حيث مددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاعتقال الإداري لمنسق برامج فضائية القدس نواف العامر لمدة ثلاثة أشهر إضافية يوم الثلاثاء الموافق 26/1/2012 دون إبداء أية أسباب للتمديد.

كما مددت أيضا اعتقال مراسل وكالة PNN وصحيفة الإمارات الخليجية أمين أبو وردة خمسة أيام إضافية على ذمة التحقيق للمرة الرابعة على التوالي، بتاريخ 31/1/2012. وفي ذات اليوم فرضت الإقامة الجبرية على الكاتب الصحفي راسم عبيدات لمدة ستة أشهر في مدينة القدس.

كما استمر مسلسل اعتداءات قوات الاحتلال على الصحفيين أثناء تغطيتهم للمسيرات الأسبوعية السلمية المناهضة لجدار الفصل العنصري والتوسع الاستيطاني، ففي مسيرة بلعين الأسبوعية أطلقت قوات الاحتلال رصاصتين من النوع المعدني المغلف بالبلاستيك على مصور صحيفة الحياة مهيب البرغوثي، فأصابتا كلتا رجليه. كما استهدفت الصحفيين بقنابل الغاز بشكل مباشر أثناء تغطيتهم للمسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم قرب مدينة نابلس بالضفة الغربية، بتاريخ 27/1/2011، فأصابت إحداها مراسل تلفزيون فلسطين هارون عمايرة في رجله اليمنى مسببة له رضوضا فيها. وأثناء عودة الصحفيين من القرية أوقف جنود الاحتلال السيارة التي تقلهم، وحاولوا الاطلاع على المادة التصويرية إلا أنهم رفضوا ذلك.

انتهاكات فلسطينية للحريات الإعلامية:
ما زال وضع الحريات الإعلامية المتدني في فلسطين على حاله بالرغم من جميع البوادر التي بعثت نوعاً ما من التفاؤل بين أوساط الإعلاميين والمتابعين، والتي كان آخرها الاتفاق على إعادة توزيع وطباعة الصحف الممنوعة في الضفة والقطاع لكن ذلك لم يتم تطبيقه، بالإضافة إلى استمرار ارتكاب الانتهاكات.

فقد اعتقلت الأجهزة الأمنية محرر وكالة وفا للأنباء وراديو أجيال رامي سمارة من مكان عمله في مقر الوكالة بمدينة رام الله، وقامت بالإفراج عنه بعد حوالي ثلاث ساعات ونصف، وذلك يوم الثلاثاء الموافق 31/1/2012، على خلفية كتابته لتعليق نقدي على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك.

واستدعت المحكمة العسكرية في مدينة جنين بالضفة الغربية مصور تلفزيون مرح يوسف أبو جعص للمحكمة يوم الأحد الموافق 22/1/2012 بحجة التشييك الأمني، حيث تم استجوابه عن طبيعة عمله الصحفي، وبعدها تم تحويله إلى مقر المخابرات، حيث بقي محتجزاً ما بين المحكمة والمخابرات حوالي 5 ساعات.

كما أجلت محكمة صلح بيت لحم محاكمة مدير راديو بيت لحم 2000 جورج قنواتي بتهمة "نشر مقالة من شانها الإساءة للأفراد والإضرار بسمعتهم"، وذلك في جلستها المنعقدة يوم الثلاثاء الموافق 24/1/2012. وذلك بعدما تقدم المحافظ عبد الفتاح حمايل بشكوى لدى النائب العام بحق قنواتي يوم الخميس الموافق 8/9/2011 بعد قيامه بنشر تعليق نقدي على صفحته في الموقع الاجتماعي "فيسبوك" لعمل مديرية الصحة في محافظة بيت لحم، بالإضافة لانتقاده لوجود منتج إسرائيلي على طاولة اجتماع مدراء في الدائرة.

أما في قطاع غزة فقد اعتدى مجهولون بالضرب والطعن على مسؤول العلاقات العامة في مركز الميزان لحقوق الإنسان محمود أبو رحمة، يوم الجمعة الموافق 13/1/2011 في منطقة تل الهوى بقطاع غزة، بعد قيامة بكتابة ونشر مقال على العديد من المواقع الإلكترونية بعنوان "الحماية الغائبة" بتاريخ 31/12/2011. كما منعت الحكومة المقالة قناة "مكس معاً" الفضائية من تصوير حلقة لبرنامج "نيوستار" عبر الفيديو كونفرنس وذلك لمنع شبان من قطاع غزة بالمشاركة في البرنامج بحجة أنه " يمس مشاعر وعادات المجتمع في غزة".