![]() |
مركز السلامة المهنية للصحافيين يصدر نشرته الالكترونية الرابعة
نشر بتاريخ: 10/02/2012 ( آخر تحديث: 11/02/2012 الساعة: 00:38 )
رام الله- معا- أصدر مركز السلامة المهنية التابع لنقابة الصحافيين الفلسطينيين نشرته الرابعة التي ترصد ابرز الانتهاكات والاعتداءات بحق الصحافيين في الأراضي الفلسطينية، في حين اشتملت على توثيق تجربة المصور الصحفي وكالة الأنباء الفرنسية في غزة، يحيى حسونة، الذي شارك في تغطية احداث الثورة الليبية.
وذلك في اطار حرص المركز على تقديم بعض تفاصيل هذه التجربة في تغطية الأحداث العسكرية في ليبيا، على امل افادة الصحافيين الفلسطينيين من هذه التجربة. والمصور الصحفي حسونة كان أحد المصورين الذين تم ايفادهم إلى ليبيا لتغطية المعارك هناك بين مؤيدي ومعارضي الرئيس الراحل معمر القذافي، حيث تعرض للخطر مرات عديدة، وواجه مخاطر وعقبات متنوعة تخص سلامته. وقال حسونة في اطار لقاء مع منسق مشروع السلامة المهنية في قطاع غزة، سامي ابو سالم"فإن المخاطر التي كانت محدقة بالصحافيين متعددة، مثل اطلاق النار أو القصف اضافة الى مخاطر بيئية واجتماعية وصحية ". واشار حسونة في حديثه عن المخاطر العسكرية الى ان القصف من الجهات المتنازعة أقرب إلى الطابع العشوائي، وقال" لا يعلم الصحافي أين ومتى ستضرب القذيفة القادمة، سواء قصف طيران أو مدفعية أو الهاون/ المورتر أو غيرها، اضافة الى إطلاق النار الكثيف. وقال " الرصاص كان يتطاير من كل حدب وصوب، يخترق السيارات المدنية والعسكرية وشبابيك المنازل وغيرها"، موضحا انه نجا من الموت بعد استهداف سيارته من قبل القناصة الذي اطلقوا الرصاص الذي اخترق جانبيها. واضاف حسونة، الذي انفرد بتغطية القتال في الجبهة الشرقية على تخوم طرابلس، إنه كان يحتمي من القصف بالاستلقاء ووجهه باتجاه الأرض ويديه تحيطان برأسه، لا يرفعها إلا بعد انتهاء الغارة. وقال "لا يوجد أماكن نختبئ فيها لأن المناطق صحراوية جرداء، بالكاد كنت أجد جدار أو بقايا بيت مدمر أستلقي بجانبه أو خلف جذع شجرة، أو حفرة، وأحيانا أتخذ من السيارة ساترا، أرقد بجانب الإطار." واضاف حسونة "هناك مناطق كان يضطر فيها أن يتواجد وسط المقاتلين الذين يتراشقون الرصاص وقذائف الآربي جي والهاون، لا يبتعد عنهم إلا أمتارا قليلة فقط، وتعرض للقنص ونجا هو وزملاؤه، وتعرض لرصاص عشوائي وغير عشوائي ونجا، لكن هذا لا ينف أن وجوده بهذا القرب كان خطأ كبيرا. ويقول حسونة: "كنا نجري بين الشوارع وفي الأزقة نتجنب القناصة، ونقفز فوق أسطح المنازل للانتقال من منطقة لمنطقة". وتابع" إن مشيت في الشارع يعني أنك حكمت على نفسك بالاعدام"، موضحا أن التنقل يلزمه لياقة بدنية وقوة عضلية. واضاف "كنا نمشي مسافات طويلة ونحن نرتدي درع الحماية والخوذة والمعدات يزيد وزنها عن 15كغم، كنا نمشي أو نزحف أو نجري وسط الشمس الحارقة والغبار وكل ذلك يحتاج مجهود عضلي قوي." وقال إن الخطر لا يكمن في تواجدك وسط اطلاق النار فحسب، بل في التحرك وطريقة الدخول والخروج إلى المنطقة، موضحا ان السفر الى ليبيا لم يكن خطوة يسيرة. واضاف"من غزة إلى السلوم 1200 كم ومن حدود السلوم الى مكان المواجهات1150 كم،"، موضحا انه تم احتجازه 8 ساعات على الحدود لأنه لا يوجد شرطة حدود رسمية وبعد أن تأكدوا من عمله كصحفي سمحوا له بالدخول لكن الوقت متأخر ليلا لذا رفض التحرك تحت جنح الظلام. وتابع "انتظرت حتى بزوغ الفجر كي أرى أين أتحرك، ورفضت عرضا من أناس غرباء ليساعدوني في الوصول إلى مبتغاي ليلاً مقابل مبلغ مادي... لا أعرفهم." أما التنقل من منطقة لمنطقة خلال العمل فيقول حسونة إنه خطر آخر، فالطرق ملغمة ومراقبة من جميع الأطراف والجميع يتربص بالآخر وربما يُعتقد أن الصحفي من طرف معاد، وبالتالي يجب أن تكون الخطوات محسوبة ومنسقة، وهنا قال حسونة إنه كان يتحرك في طرق وأزقة بتوجيه من"الثوار". وأضاف " لم يكن يستطيع التحرك لوحده لأنه يجهل الجغرافيا، وبالتالي كان يجبر التحرك مع المقاتلين "الثوار" لذا كان يجد نفسه وسط المعركة وهذا يرفع من فرصة استهدافه لأنه بين المقاتلين. وتابع"كنت أسألهم كل ما أتحرك حوالي 300 متر، كانوا يرشدونني للطرق الأقل خطرا للتحرك، وكيفية تجنب المخاطر." وهنا يتوقف حسونة قليلا ليشير إلى أهمية التواصل الدائم مع المرجعية، فكان على اتصال دائم بمسؤوليه في العمل يبلغهم كل ساعة ونصف أين هو بالضبط ومع من وما اسم الكتيبة التي يرافقها. وعن كيفية التعامل مع المسلحين شدد حسونة أنه من المهم جدا أن يكون الصحافي هادئ الأعصاب حتى ولو طرأ حدث مستفز، فالوضع بشكل عام يكون متوترا وقابل لأي تصعيد لذا فعلى الصحفي أن يكون رابط الجاش محافظ على الهدوء كي لايثير حفيظة أحد. وينصح الصحفي حسونة بضرورة معرفة اللغة/اللكنة التي يتحدث بها المسلحون أو غير المسلحين الذين تتعامل معهم كي لا يقع الصحفي في خطأ غير مقصود أو لا تفهم اشارة ما، أو كلمة ما. فكلمة "حوش" باللكنة الفلسطينية تعني المكان المحاذي للبيت الشعبي أو خلف البيت يربى فيه دجاج أو أغنام أو زراعة خفيفة، لكن في ليبيا "حوش" يعني بيت. وكان مسلح اشار عليه أن يتوجه إلى "الحوش" ليتجنب القناصة، لكنه لم يفهم وكاد أن يصاب بالرصاص. كذلك كلمة "لوطة" وتعني تحت، كان ينادي أحدهم عليه ويقول "لوطة" ولم يفهم أن معناها "تحت" وبقي رافع رأسه وكاد يصاب من القناصة. وشدد حسونة أن الاقتراب من المسلحين ليس بالأمر السهل وليس صائبا لكن لجهله بالجغرافيا اضطر لمرافقتهم طول الوقت ناهيك عن نقص المواد الغذائية فكانوا يشاركون المقاتلين طعامهم وشرابهم. كما اشار الى ان الطعام والشراب منا ومن المستحيل أن تتوجه لتشتري من أي دكان لأن أقرب منطقة تبعد عنك 300 كم، وبالتالي اضطررنا لتناول الطعام مع المقاتلين والتواجد وسطهم وهم عرضة لإطلاق النار أو القصف." ومن الصعوبات التي واجهته هو إرسال المواد الإخبارية "الفيديو"، فانقطاع التيار الكهربائي وعدم وجود شبكة انترنت عرقل عمله لكنه تجاوزها باستخدام بطارية السيارة وجهاز اتصال بالقمر الصناعي. ومن الأخطاء الفادحة التي وقع فيها المصور حسونة أنه لم يحمل معه حقيبة اسعاف أولي، ولاأدوية احتياطية، وقال "الخطر لا يأتي من الحرب فقط بل أيضا ربما أي وعكة صحية تلم بالصحفي. وهذا ما وقع، حيث أصيب حسونة بوعكة صحية وكانت الأدوية قد نفذت وبقي 4 أيام بدون علاج، كما أصيب بمرض جلدي "فطريات"، إضافة إلى إسهال بسبب الطعام، لم يسعفه إلا مستشفى متنقل للمقاتلين بعد عدة أيام. كما اشتملت النشرة الالكترونية على جملة الاخبار والانشطة التي نفذتها النقابة والمركز، اضافة الى رصد وثوثيق الانتهاكات بحق الصحافيين الفلسطينيين خلال الشهر الماضي. |