|
البيرة: افتتاح المؤتمر الوطني الفلسطيني الرابع للثلاسيميا
نشر بتاريخ: 14/02/2012 ( آخر تحديث: 14/02/2012 الساعة: 17:36 )
رام الله- معا- انطلقت اليوم في البيرة، فعاليات المؤتمر الوطني الرابع للثلاسيميا، الذي يقام تحت رعاية وزير الصحة الدكتور فتحي أبو مغلي، وبمبادرة من اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الثلاسيميا، والاتحاد الدولي للثلاسيميا.
وأكد د. أبو مغلي أهمية المؤتمر، معتبرا إياه استمرارا للنجاحات التي حققتها المؤتمرات الثلاثة السابقة، ونتج عنها تبني سياسات ساهمت في الحد من انتشار مرض الثلاسيميا. وأوضح د. أبو مغلي أن الأراضي الفلسطينية شهدت انخفاضا ملموسا في عدد الإصابات الجديدة، حيث كان معدل الإصابات الجديدة قبل العام 2000 يصل إلى 40 حالة إصابة، بينما سجل العام الماضي خمس إصابات فقط، وأثنى على جمعية "أصدقاء مرضى الثلاسيميا"، وتعاونها وسائر الجهات المعنية بالمرض مع الوزارة. بدوره، أشاد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، بالقائمين على المؤتمر، منوها إلى الجهود التي بذلتها جمعية "أصدقاء مرضى الثلاسيميا" من أجل تقليص معدلات انتشار المرض. وذكر صبري أن التعميم الخاص بالفحص الطبي قبل الزواج، وصدر عن ديوان قاضي القضاة العام 2000، كان عاملا حاسما في الحد من الثلاسيميا، بيد أنه أكد ضرورة التشديد في عملية إجراء الفحص الطبي، ومنع بعض محاولات التحايل التي يقوم بها بعض المقبلين على الزواج، من خلال حمل أشخاص آخرين على انتحال شخصيتهم لدى إجراء الفحص. من جانبه، تحدث المطران عطا الله حنا، على أهمية دور المؤسسات الدينية على صعيد التوعية، والوقاية من مرض الثلاسيميا. وقال حنا: يجب أن تتخذ كافة الإجراءات المطلوبة للوقاية من هذا المرض، وبالتالي فإن المؤسسات الدينية يمكن أن تلعب دورا مهما في هذا المجال، وإن كافة الكنائس في القدس والأراضي الفلسطينية معنية بالتعاون مع اللجنة والوزارة، للعمل سويا من أجل وقاية المجتمع من هذه الآفة الخطيرة. واعتبر مدير الخدمات الطبية العسكرية العميد الدكتور خليل النقيب، أن الجمعية تعد مؤسسة رائدة في المجال الصحي، وفي خدمة شريحة معينة هي مرضى الثلاسيميا. ودعا النقيب السلطة الوطنية إلى استيعاب مرضى الثلاسيميا الذين أنهوا دراستهم الجامعية في مؤسساتها، بغية تمكينهم من توفير لقمة العيش الكريم. واعتبر مساعد محافظ رام الله والبيرة معين عنساوي، أن المؤتمر حدث في غاية الأهمية، باعتباره يركز على فئة مهمة هي مرضى الثلاسيميا، التي أشار إلى ضرورة أن تحظ بمزيد من العناية. وطالب العنساوي بالارتقاء بمستوى التنسيق بين المؤسسات المعنية بمرض الثلاسيميا، بغية الوصول إلى درجة أفضل من التكامل خدمة للمرضى. وأثنى رئيس اللجنة الوطنية العليا لمكافحة الثلاسيميا الدكتور أسعد الرملاوي، على جهود اللجنة التحضيرية للمؤتمر، مبينا أن تقليص معدلات الإصابة، ومنع ظهور حالات إصابة جديدة بحلول العام المقبل هدف رئيسي بالنسبة للجنة ووزارة الصحة. وذكر د. رملاوي أن اللجنة تسعى لتوحيد الجهود المبذولة في مواجهة الثلاسيميا ضمن برنامج وطني، مبينا أن اللجنة تمثل كافة مقدمي الخدمات الصحية وغير الصحية للمرضى. وبين د. رملاوي أن الحكومة ممثلة بوزارة الصحة، أخذت على عاتقها توفير العلاج المجاني للمرضى، مبينا أنه على رجال الدين دور مهم على صعيد التوعية والوقاية من المرض. وأوضح د. رملاوي أن زواج الأقارب المتكرر يعتبر أحد الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الإصابة بالعديد من الأمراض الوراثية، الأمر الذي يستحق التوقف عنده ومواجهته. أما ممثل الاتحاد الدولي للثلاسيميا مايكل انجاستنوتيس، فعبر عن سعادته بزيارة الأراضي الفلسطينية، والمشاركة في المؤتمر، وأكد أن الحد من معدلات انتشار الثلاسيميا يتطلب بذل جهود كبيرة على المستوى العالمي، خاصة وأن 1% من المرضى يتلقوا العلاج، وبإمكانهم أن يحيوا حياة طبيعية. وذكر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، رئيس جمعية "أصدقاء مرضى الثلاسيميا" الدكتور بشار الكرمي، أن المؤتمر فرصة لمراجعة النجاحات والإخفاقات في التعاطي مع المرض، خاصة خلال الفترة التي أعقبت عقد المؤتمر الثالث العام 2009، وتم خلاله رفع شعار "نحو فلسطين خالية من الثلاسيميا العام 2013". وأوضح د. الكرمي أنه يوجد في الأراضي الفلسطينية نحو 800 مريض بالثلاسيميا، من ضمنهم 35 أنهوا دراساتهم الجامعية، داعيا إلى توفير فرص عمل لهم، ولفت إلى الحاجة لتحسين مستوى الخدمات المقدمة للمرضى، وتمكينهم من التمتع بحقوقهم على صعيد العمل والتعليم. وبين د. الكرمي أن النجاحات التي تحققت على صعيد الوقاية من المرض، والحد من انتشاره، لم تتحقق بفعل مجهود جهة بعينها، بل آلاف الأشخاص الذين آمنوا بحق الأجيال القادمة في التمتع بصحة سليمة خالية من الثلاسيميا. وأثنى د. الكرمي على وزارة الصحة، مشيرا إلى أنه بفضل جهودها وهيئات أخرى ارتفع متوسط أعمار المرضى إلى 18 عاما، بعد أن كان 8 أعوام في السابق، وأشاد بالجهات الداعمة والمشاركة في المؤتمر، مؤكدا تطلعه إلى تحقيق الأفضل لصالح المرضى. وألقى يزن غوادرة وبيان أبو كرش، كلمة باسم المرضى أكدا فيها ضرورة تمكين المرضى في شتى المحافظات من الحصول على كافة الخدمات العلاجية والفحوص الطبية اللازمة لهم، إلى جانب توفير فرص عمل للخريجين منهم، ولفتا إلى ضرورة أن يقوم المجتمع ومؤسساته خاصة الحكومية منها، بدعم المرضى على شتى الصعد، كي يكونوا أفرادا فاعلين في المجتمع. يذكر أن المؤتمر سيتمر يومين، وسيتخلله تقديم عدد من الأوراق العلمية، إضافة إلى مداخلات سيقدمها ممثلون عن بعض المؤسسات الرسمية والأهلية، ومرضى. |