وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د.غنام: الأرض لنا والدولة لنا... باقون على أرضنا ولن نركع

نشر بتاريخ: 15/02/2012 ( آخر تحديث: 15/02/2012 الساعة: 14:43 )
نيويورك-معا- أكدت محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام أن شعبنا وقيادتنا سيبقوا متمسكين بحقوقنا الشرعية طالما هناك أم صبورة تلد وإبن مناضل لا ينسى، فالأرض لنا، والدولة لنا، ونحن باقون على ارضنا ولن نركع مشيرة أن فلسطينيي الشتات يعتبرون جزءنا الغائب بالجسد والحاضر بالعقل والقلب دائماً والى الأبد.

جاء ذلك خلال كلمة ألقتها، اليوم أثناء مشاركتها بمهرجان فلسطين الذي تنظمه الجالية الفلسطينية في ولاية نيويورك احتفاءا بالإنطلاقة ال 47 لحركة فتح بحضور سفير فلسطين في الأمم المتحدة د.رياض منصور.

ونقلت د. غنام تحيات السيد الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، مؤكدة أن فخامته يثني دوماً على الدور الكبير الذي تلعبه الجاليات العربية ولاسيما الفلسطينية هناك في تحريك الرأي العام الشعبي والرسمي نحو قضية شعبنا العادلة.

وأضافت" يثمن فخامته دوماً كافة الجهود المبذولة في دعم صمود الفلسطينيين على ارضهم، ولم يكن هذا الصمود في قمته لولا دعمكم ودعم أبناء الوطن المغتربين في بقاع الأرض، وما لقاؤنا اليوم إلا ترجمة عملية لرسالة الدعم والتضامن مع حقوق شعبنا وتطلعاته الوطنية المشروعة في نيل الحرية والاستقلال، والعيش بأمن وسلام وازدهار، في رحاب الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على أرضها ومواردها ومصادرها، دولة ديمقراطية وعصرية ومنفتحة على ثقافات وخبرات ونجاحات العالم، وهي كذلك رسالة إصرار على المضي قدما من أجل الوصول إلى سلام عادل، يعطي الفرص المتكافئة لحق الشعوب التي ما زالت ترزح تحت نير الاحتلال في تقرير مصيرها، وتطوير اقتصادها وبناء مستقبل أفضل لأجيالها، وإعطاء شعبنا رسالة الأمل بالخلاص من الاحتلال وممارساته ومستوطناته وجدرانه وحصاره.

وأردفت "جئناكم اليوم لنحتفل سويا في ذكرى انطلاقة فتح، والتي اطفأت شمعتها السابعة والأربعون من عمر الثورة الفلسطينية، حيث شكلت المنعطف الأهم في التاريخ الفلسطيني المعاصر وحركته الوطنية من اجل الحرية والاستقلال. نشارككم الذكرى وما زالت عيلبون مسافرة في مداد الدم، من ليلة البلاغ الأول من الانطلاقة التي جسدتها الطلائع الوطنية الأولى لبعث الهوية النضالية ووضع شعبنا على الخريطة السياسية والجغرافية. فنقف اليوم في الذكرى لنتذكر، ذاك الفتحاوي الأسمر الذي نسج من أهداب كوفيتة خارطة الوطن، الاب والحبيب سيادة الرئيس الشهيد ياسر عرفات "أبو عمار" ورفاقه الذين نذروا حياتهم لفلسطين فكانت بوصلتهم، وظلت القدس قبلتهم السياسية ومهوى أفئدتهم، فكانت الفتح ورجال الفتح وماجدات الفتح في طليعة النضال الوطني، من المحيط إلى الخليج بل وفي كل أصقاع العالم مشهد حي وبرهان ثابت يتكلم عن نفسه عند الحديث عن الوطن والانتماء ورفض الخضوع والإذلال.

وأشارت غنام أن الذكرى تمر علينا وقد زاد بطش الاحتلال، وانتشرت قطعان المستوطنين لتعيث فساداً في الوطن، والتهم سرطان الاستيطان الأرض اكثر، ورغم ذلك فنحن مصممون على مواصلة النهج الذي صاغه شرفاء الحركة الوطنية اولئك اللذين قدموا ارواحهم رخيصة على مذابح الحرية والذي اعلنوا رسالتهم لكل من هو معني بسماعها أن الغلابة فتح، ماضية في خطى التحرر ولن تتراجع عن هذا الخط الكفاحي الوطني "فطوبى لكم يا أبناء الفتح، طوبى لكم وانتم تشيدون بالنور والنار مداميك الدولة، طوبى لهيئاتكم وتشكيلاتكم التاريخية التي قدمت القادة قبل الجند على درب الحرية، طوبى لكم يا أبناء حركة المستحيل حيثما كنتم او وجدتم".

وبينت غنام أن قيادتنا الشرعية تتطلع لتحقيق الوحدة الوطنية التي نثبت من خلالها أن فلسطين وطن الجميع، ولا تقبل القسمة على اثنين، فالهدف واحد والمشروع واحد، وشعار المناضل الوطني يقول بان فلسطين لكل الفلسطينيين، مثمنة جهود فخامة الرئيس في قيادة فصائل العمل الوطني لإتمام ملف المصالحة وطي صفحة الانقسام البغيض" لأن الوحدة هي سبيلنا الوحيد للتحرر ومقاومة المحتل حتى إقامة دولتنا المستقلة، والتي تكللت مؤخرا بتوقيع اتفاق الدوحة لرأب الصدع الفلسطيني وطي ملف الانقسام الى الابد.. حيث يأتي انهاء الانقسام في لحظة فارقة في مسيرتنا الوطنية، ففي حين صَعد الاحتلال الإسرائيلي ممارساته خلال السنوات الماضية ضد شعبنا وأرضه وحقوقه وحاول التذرع بالانقسام للتهرب من استحقاقات إنهاء الاحتلال و تحقيق السلام، فقد تكرست في الوقت نفسه صيغة إجماع دولي على دعم حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".

وحيّت غنام كافة الجهود التي بذلت من أجل نيل الاعتراف الدولي بدولتنا الفلسطينية والتي توجت بتقديم طلب العضوية لتكون فلسطين الدولة 194 وما تبعها من أحداث تمثلت بحصولنا على عضوية كاملة في منظمة اليونسكو ليرفرف العلم الفلسطيني خفاقا عاليا أمام إحدى أكبر هيئات الأمم المتحدة واعتراف اكثر من مئة وثمانين دولة في الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأحقية الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره.

وتمنّت ان تعاد هذه الذكرى علينا وقد اعترف العالم باسره بفلسطين الدولة، فلسطين الام والعروبة، وقالت "لا يفوتنا هنا ان نبعث بتحية اجلال واكبار الى كافة الدول العربية والاجنبية الصديقة التي اعلنت مواقفها الرسمية واعترفت بدولتنا ودعمت توجهنا للامم المتحدة، ونقول للعالم اجمع ان الاعتراف بقيام الدولة الفلسطينية يشكّل إيفاء للمجتمع الدولي بوعده تجاه الشعب الفلسطيني، وعدلٌ طال انتظاره فأكثر من ستون عاماً مروا وما زال حق الشعب الفلسطيني الطبيعي في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة ينتظر التنفيذ، ويمثل هذا الحق ديناً تاريخيّاً يتحتّم على المجتمع الدولي الوفاء به تجاه شعبنا الفلسطيني.

واستطردت" لقد اثبت المواطن الفلسطيني بانه صانع حياة وعاشق لبناء الأرض والدولة، بارساله رسالة الى العالم اجمع مفادها ان الشعب الفلسطيني هو صاحب اعدل قضية في العالم، من خلال مقاومته الشعبية والسلمية التي يواجه بها عنجهية المحتل الإسرائيلي والات قمعه المتجددة، فشكلت المقاومة الشعبية السلمية تعبيراً واضحاً عن رفض شعبنا للاحتلال وطغيانه واستيطانه وجدرانه وكل ممارساته ضد تطلعاتنا نحو الحرية والاستقلال، كما عكست في نفس الوقت القدرة الكبيرة لشعبنا على الصمود، ووفرت الحاضنة لأوسع مشاركة شعبية في النضال ضد الاحتلال، وقد أعادت هذه المقاومة الاعتبار لنضالنا الوطني، وأسقطت كل محاولات إلصاقه بالإرهاب، بهدف المس بعدالة قضيتنا، وبحقوقنا الوطنية المشروعة، وفي مقدمتها حق شعبنا في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة، فالتحية كل التحية لكل فلسطيني حر يحرس الأرض و يتحدى كل يوم جرافات الاحتلال التي تخرب الأرض وتعيث بها فسادا ودمارا".

وتابعت"إن إنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وحل قضايا اللاجئين والمياه والحدود والسيادة وغيرها سيكون الحد الأدنى لرفع الظلم التاريخي الذي وقع على شعبنا الفلسطيني الذي لا يزال يتطلع إلى أمته العربية والمجتمع الدولي لنصرته في استرداد حقوقه المشروعة في العودة وتقرير المصير، لا سيما وان الاحتلال الاسرائيلي حاول وعلى مدار اكثر من ستين عاما بكافة الوسائل، إجبار الفلسطينيين على الاستسلام وطمس هويتهم الوطنية..وهنا لا بد أن نؤكد امامكم أن عقارب الساعة لن تعود أبدا إلى الوراء، ولن تذهب دماء الآلاف من شهدائنا هدرا، ولا عذابات الآلاف من أسرانا البواسل، اللذين نبرق لهم وبأسمكم جميعا آيات الفخر والاعتزاز ونقول لهم ان فجر الحرية لا بد آت، ونقول لأهلنا ذوي الأسرى، و كما قالها سيادة الرئيس "إن الفرج لقريب وان التحرير لقريب ولن يهدأ لنا بال إلا بتحرير كافة أحبتنا الذين ضحوا بأنفسهم لأعدل قضية في العالم من سجون الاحتلال". فعهدا ووفاء منا بأن نبقى على درب النضال حتى تبيض كافة المعتقلات ويتنفس أبناؤنا واخوتنا هواء الوطن والدولة..فالاحتلال إلى زوال، والحرية قادمة بكل معانيها وأبعادها، وستقوم دولة فلسطين المستقلة، وسيأتي غد لن يبقى فيه لاجئ فلسطيني واحد يعاني في منافي التشرد، ولا أسير واحد في زنازين المحتل.

وختمت بتوجيه التحية للدور الحيوي والوطني لكافة فلسطينيي الشتات في مناصرة قضية شعبهم لاستعادة حقوقه، وعلى رأسها حق تقرير المصير بإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف، حيث نؤمن جميعا بعدالة قضيتنا، في سياق الاستحقاق الفلسطيني الكبير بإقامة الدولة واعتراف العالم بها، وانتم جميعاً سفراء لفلسطين ولينظر كل منا الى ان دوره هو الاهم في جلب التضامن الشعبي العالمي مع شعبنا، ودعم صموده على ارضه." وفي اللحظة التي نسابق بها الزمن من اجل طي صفحة الانقسام البغيض، نوصيكم بتوحيد ارتباطكم مع وطنكم، ودرء اية منازعات او خلافات خارجة عن مشروعنا الوطني لأن وحدة صف الجاليات الفلسطينية خارج الوطن وعدم تشتتها يقوي من قيامها بدورها الوطني، وفلسطين تستحق منا جميعا الوحدة الوطنية في كل مكان، مضيفة "هذه دعوة لنا جميعا أن تنصب جهودنا في دعم المؤسسات والجمعيات التي تخدم المواطن وتعزز صموده على أرضه، والتي تمارس عملها بعيدا عن الفصائلية والحزبية الضيقة بل تصب جهودها في إرساء الوحدة الوطنية والتي بدونها لن نحقق أهدافنا ولن نعزز فرص إقامة دولتنا القادمة لا محالة، فالوحدة الوطنية هي العنوان والدم الفلسطيني محرم، ولنعمل معا وسويا ليكون لقاؤنا القادم في فلسطين، وطننا الذي يتدفق حليبه في عروق أبناءه أينما وُجِدوا ومهما طالت بهم المسافات.