وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

احد الأطفال الناجين: هربت من النافذة وأصدقائي يصرخون ويبكون بصوت عال

نشر بتاريخ: 16/02/2012 ( آخر تحديث: 17/02/2012 الساعة: 21:42 )
بيت لحم- خاص معا- "كنا نصرخ ونحتفل، وبنستنا تخلص الطريق عشان نصل للملاهي... وبس النار ولعت خفنا كثير... حسيت إنها بتشبه النار الي بتحكيلنا عنها المس... بس نكذب بيوم القيامة"، بكلمات بسيطة ومعبرة لخص الطفل محمد بكر شيحة البالغ من العمر خمس اعوام الأجواء داخل الحافلة التي تعرضت لحادث سير عند منطقة جبع، صباح اليوم الخميس، راح ضحيته وفق ما أعلن وزير الصحة 6 وفيات و39 إصابة.

الطفل الذي تحدث لـ"معا"، من قسم الأطفال في مستشفى رام الله الحكومي بجانبه والده وجدته أكد انه مصاب برضوض خفيفة لكنه لا يبكي مثل أصدقائه الذين بجانبه بالغرفة، لكنه خائف قليلا وحزين على أصدقائه الذين كانوا يصرخون وهم يحترقون.

والد الطفل شيحه الذي كان معنا أيضا على الهاتف ويفسر لنا أقوال الطفل اكد ان ابنه خرج لوحده من الحافلة، بعد الحادث مباشرة حيث ان النيران اشتعلت في بداية الأمر بجزء بسيط من الحافلة التي انقلبت وكسر زجاجها حيث خرج الطفل من النوافذ بسرعة، ومن ثم اشتغلت النيران في باقي أجزاء الحافلة.

وعن السبب الذي كانت الحافلة متجهه إليه في مدينة رام الله، قال والد الطفل "منذ ما يقارب الاثنا عشر يوما، أرسلت لنا ورقة من المدرسة تتحدث عن نية المدرسة تنظيم رحلة ترفيهية للأطفال، وكان الطقس حينها معتدل، ووافقنا على ذلك لان الطفل كان سعيد جدا ومتحمس كثيرا".

وأضاف "صباح اليوم الخميس جاءت الحافلة الخاصة إلى المنزل ونقلت الطفل الذي كان سعيدا جدا بالرغم من الطقس الماطر مستعدا منذ ساعات المساء بعد ان قمنا بتحضير ما يلزم له من مأكل ومشرب للاستمتاع والترفيه في الملاهي الداخلية في "كدز لاند فور سيزنز رام الله" الواقعة على الشارع الرئيسي المقابل لمنطقة كفر عقب برام الله.

ويضيف الوالد الذي كان ينقل لنا كلمات الطفل من القلب إلى القلب " ان الطفل حمل حقيبته وتوجه من صفه التمهيدي إلى الحافلة وجلس على مقعده، حيث كانوا يصرخون ويرقصون، ويتبادلون اطراف الحديث حول الألعاب التي يستعدون للعب عليها".

ويضيف والد الطفل "ان الأطفال بدءوا يصرخون خوفا بعد اصطدام الحافلة بالشاحنة، وبعد ان انقلبت الحافلة، بعضهم استطاع الهروب والبعض الاخر لم يستطع بسبب اصابتهم خاصة انهم حوصروا بين المقاعد".

ولفت والد الطفل انه تلقى نبأ الحادث صباحا من زوجته فذهب مسرعا في سيارته الخاصة من بلدة عناتا باتجاه الشارع الرئيسي وقد وصل بعد حوالي عشر دقيقة فوجد عشرات الأشخاص حول الحافلة لكنه توجه إلى الحافلة الثانية وسال المعلمة فقالت له ان ابنه في الحافلة الأولى التي تعرضت للحادث، وكانت سيارة خاصة قد نقلت طفله إلى مدينة رام الله.

ويضيف ان ابنه بالرغم من إصابته الطفيفة إلا أن المستشفى طالبته بضرورة البقاء للاطمئنان على سلامته أكثر.

ويقول الوالد انه حزين جدا على الضحايا الذين سقطوا، سائلا الله عزَّ وجلَّ أن يتقبلهم مع الشهداء والصالحين والصديقين.

وحول الاجواء داخل المستشفى يقول والد الطفل: ان إدارة المستشفى لعدم قدرة العائلات على التعرف على بعض الجثث نتيجة الحروق الكبيرة التي ظهرت عليهم طالبت الأهالي بإقامة فحوصات "DNA"، للتعرف عليهم، شاكرا المستشفى على اهتمامها الكبير بالمرضى، كما وجه جزيل شكره الى القيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس ود. سلام فياض لزيارتهم واطمئنانهم على الجرحى.

من جانبه، قال الطفل محمد احمد عليان احد الناجين من الحادث والبالغ من العمر ست سنوات ونصف ان احد الشبان قام بإنقاذه بعد ان اشتغلت الحافلة.

ويضيف الطفل المصاب بكسر في يده وبعض الرضوض في رأسه وساقه انه حزين جدا على وفاة معلمته "علا الجولاني" وباقي أصدقائه.

ورغم البرد القارص والماطر فيؤكد الطفل عليان انهم لم يكونوا يشعروا بالبرد، بفعل السعادة الكبيرة التي كانت تغمرهم والانتظار للوصول الى الملاهي للعب والاستمتاع بالوقت.