وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 17/02/2012 ( آخر تحديث: 17/02/2012 الساعة: 12:57 )
بقلم: صادق الخضور

أسبوع على وقع الفاجعة والأمطار والعواصف، كارثة جبع تتسيد المشهد، والكل توقع أن يكون هناك تأجيل بسبب الحدثين العاصفة والفاجعة، لا زال الجميع بانتظار أن يقول الطقس كلمته ويبدو أن المباريات لن تؤجل ولكنها في الوقت ذاته لن تجري كلها وهذا بناء على الحالة الجوية وبعدأن شهد يوم أمس تأجيل بعض المباريات في دوري الشباب لاعتبارات الطقس.

الاتحاد من جهته ينطلق في موقفه من وجود استحقاقات المنتخب، ومن إمكانية توظيف الحضور الجماهيري والمباريات للتعبير عن تضامن الأسرة الرياضية والفلسطينية وتعاضدها في هذا الظرف العصيب.

المصري ... لا زال أبرز الغائبين
محمد المصري... صمّام الأمان الغزلاني لا زال أبرز الغائبين عن الإياب لظروف صحيّة، ولعل ما يزيد من آثار غيابه أنه كان علامة فارقة في مشاكة منتخبنا في الدورة العربية، فلعب بفدائية وتحرك بفاعلية، ومنح الخط الخلفي ثقة انعكست على أداء المنتخب بأكمله.

نتساءل عن اللاعب ونتمنى له الصحّة والعافية، والعودة سريعا لفريقه ولجماهيره في الظاهرية وفي المنتخب، ونتحدث عن ندرة المجيدين في الموقع الذي يلعب فيه، ومع التأمل في مراكز اللاعبين الصاعدين المرشحين للانضمام لفرقهم نلاحظ أن التركيز على خطّي الوسط والهجوم، وكل ما نأمله أن يتم التركيز على خط الدفاع أيضا.

كان هناك حديث إعلامي عن المصري في بدايات غيابه، ثم تلاشى الاهتمام أو بات قليلا، ومن حقّ اللاعب علينا مواصلة استحضاره حتى وإن غاب لظروف طارئة.

بانتظار عودة المصري، فهو وغيره من اللاعبين المبدعين من يسبغون على دورينا طابعا من الأداء الاحترافي.

أجمل محطة في دوري الاحتراف.... طي صفحة الخلاف
العميد والهلال يطويان صفحة الخلاف، وينتصران لمنطق الوئام، وهذا موقف يسجّل للقائمين على الفريقين ولرجالات الخليل والقدس ممن ظلوا دوما وجهين لعملة واحدة.

فبعد أن تمحور الحديث طيلة الفترة الماضية عن خلاف واحتقان، جاءت المبادرة الأخيرة وبتوجيهات من اللواء الرجوب لتؤكد أن الفريقين عازمان على العودة من جديد لحالة التوافق بين ناديين كبيرين، وهو ما من شأنه الانعكاس إيجابا على واقع كرة القدم في فلسطين.

حين نتحدث عن العميد والهلال نتحدث عن معظم تشكيلة المنتخب، نتحدث عن هدافّي دورينا، نتحدّث عن لاعبين سبق لهم الاحتراف الخارجي كالعتال ولافي، نتحدث عن الحارسين المبدعين شبير والصيداوي، نتحدث عن مدربين قديرين هما جمال محمود والزعبي، نتحدث ونتحدث.

رغم سوء الأحوال الجوية فإننا نتوقع مباراة نديّة سيطمح كل فريق فيها للتسجيل أولا للضغط على منافسه، والدور الأبرز سيلقى على عاتق لاعبي خط الوسط هنا وهناك، وفي الفريقين لاعبون قادرون على الحسم.

في العميد كما في الهلال يصعب توقّع من سيسجل، والمباراة ستكون اختبارا لخطي الدفاع هنا وهناك، ومن يملك ميزة التركيز واللعب بهدوء فسيكون الأقدر على الإجادة.

الإثارة تنبع من الفارق في النقاط، وهو ما يجعل انتهاء المباراة بفوز أحد الفريقين إما حسم للدوري إو العودة به إلى المربع الأول مرحليّا، ومن هنا يمكن التطلّع لمباراة ذات مستوى فني عال في حال لم تؤثر الأحوال الجوية على انسيابية اللعب وتناقل الكرات.

ثمّة من كان يرتأي لعب المباراة بعد عودة المنتخب من التحدي، للإبقاء على مزيد من الإثارة، وثمّة من يستعجل إجراء اللقاء للوقوف على توجهات الدوري، وما بين هؤلاء وأولئك نطمح برؤية مباراة كبيرة.

جماهيريا..نأمل أن تكون هناك مواقف تعبّر عن ترحيب جماهير الفريقين بالوفاق، والكل مطالب بأن تكون فاجعة الأمس بمثابة الدرس المؤكد أننا مطالبون بالاحتكام للود والمحبّة ولا شيء غير ذلك.

نجاح البديل في اتسجيل ..ظاهرة تتكرر في الإياب
مما يسجّل لمدربينا الزج بلاعبين يمكنهم التسجيل بعد النزول، فقد نجح إحسان صادق صاحب الخبرة في التسجيل أمام بلاطة بعد نزوله، وهي ميزة عودنا عليها هذا اللاعب.

محمد خويص الفتى الهلالي المواظب نزل وسجّل وفكّ الشيفرة ونجح في جلب الفارق للهلال أمام بلاطة أيضا، وكأن بلاطة فأل خير على البدلاء من الفرق الأخرى في الإياب.

نتحدّث عن بلاطة وأبرز بديل من وجهة نظري في الذهاب كان عمر أردنية، ولكنه في الإياب غائب.

مصطفى كميل لاعب جنين في دوري الأولى كان بديلا في مباراة بيت لقيا وسجّل بمجرد نزوله ومن اللمسة الأولى.

أحمد ماهر الغزلاني كان دائما ورقة رابحة في التبديل، وها هو يثبّت أقدامه في الكتيبة الغزلانية.

خلاصة القول: نقطة نجاح البديل في التسجيل تسجّل للمدربين، وعلى اللاعبين البدلاء ألا يستعجلوا التواجد في التشكيلة الأساسية لأن اللاعب البديل في جزء من مهماته ورقة رابحة.

عودة ميمونة
للاعب المكبر والمنتخب سابقا سامر حجازي نقول: عودة ميمونة، فاللاعب سيشكّل إضافة قوية لفريقه وهو من اللاعبين أصحاب الأداء السلس، وقد ترك غيابه فراغا في المركز الذي يشغله، وبالتوفيق له مع النسور العازمين على الإفادة من الموسم الحالي للتأسيس للموسم المقبل.

سامر يعود بعد أن تعافى، وبانتظار عودة الصالحي هشام نجم خط وسط الهلال الذي يواظب على متابعة المباريات ولا زال في مرحلة العلاج.

الخضر عاد ...وبقوّة
في دوري الأولى عاد الخضر وحصد العلامة الكاملة في أول مواجهتين في الإياب، بفوز في آخر الثواني في الأولى، وبعودة بعد تأخر في الثانية، وهما مؤشران على إبداع المدير الفني ماهر مفارجة، وامتلاك الفريق مخزونا من اللياقة البدنية، أي أن المدرب نجح في الجمع بين الجانبين الخططي واللياقي.

الخضر فريق كبير لعل من أبرز مميزاته حظوته بمشجعين غيورين متفانين ويكفي للتدليل على ذلك متابعة المشاكس المستنفر لؤي شحادة في أيّة مباراة للفريق، وعلاوة على ذلك الجمهور الداعم تبقى ميزة الجمع بين عنصري الخبرة والشباب في الفريق علامة فارقة، وهي ميزة أحسن المدرب توظيفها لصالح طريقة اللعب ولذا بتنا نرى علي عايش صانع ألعاب أكثر منه هدافا.

القربي وأحمد زكريا وفرحان وبقية اللاعبين يؤدون في الإياب مستويات رائعة، والمواجهة هذا الأسبوع ستكون مع سلوان المنتشي أيضا. الخضر استعاد الثقة، واستعاد ثقافة الفوز، وفوزه الثالث سيكون بمثابة بوصلة تحدد وجهة الفريق، ومؤشرا على طموحه المشروع في التأهل.

أبناء النادي يعودون ... للإنقاذ
في الإياب يبدو أن الظروف متشابهة بين البيرة والثقافي، وهذا التشابه لا ينحصر فقط في النقاط والوضع الحرج على اللائحة بل طال أيضا استعانة الفريقين بأبناء النادي في عزّ المحنة، ليكون أبو عليا في الثقافي، ووليد فارس في البيرة، وقبول المدربين التحدّي مغامرة ، وقد سمعنا أن وليد فارس سيترك البيرة بعد أول كبوة وإن صح هذا فعليه عدم الاستعجال.

في هذه القصّة وأعني قصّة الاستعانة بالأبناء نتساءل: لماذا لا تحدث إلا في الأزمات؟ فهي وإن كشفت عن طيب معدن أبناء الأندية إلا أنها تؤكد أن إدارات الأندية تتعامل مع كوادرها من أبنائها بمنطق المثل العربي" في الهناء منسيّون، وفي العزاء مدعوّون" .

نقدّر عاليا لأبناء الأندية غيرتهم ، ونتتمنى التوفيق للبيرة وللثقافي في مسيرتهم القادمة بعد أن شاءت الظروف والنتائج أن يكون أحدهما لا محالة في دائرة الخطر.
أبو عليا، ووليد فارس سجّلا موقفا معبرا عن طيب أصلهما، وهما وبحق نموذجان يستحقّان التحية.