وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

امين عام الرئاسة يؤدي واجب العزاء بضحايا حادث جبع

نشر بتاريخ: 17/02/2012 ( آخر تحديث: 17/02/2012 الساعة: 23:43 )
القدس- معا- أدى أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم اليوم الجمعة، واجب العزاء في بلدة عناتا ومخيم شعفاط، بضحايا حادث السير الذي وقع قرب بلدة جبع شمال القدس، أمس الخميس، وأودى بحياة خمسة أطفال ومعلمة.

ونقل عبد الرحيم تعازي الرئيس محمود عباس لذوي الضحايا، وتمنياته للمصابين بالشفاء العاجل، محتسبا ضحايا الحادث شهداء عند الله تعالى.

وقال عبد الرحيم في كلمة له: "أنقل لكم تعزية الرئيس القلبية وتعازي شعبنا الفلسطيني في كل مكان بالفاجعة التي وقعت يوم أمس، بأطفالنا زهراتنا وأشبالنا، ومن رافقهم من معلمات، لا راد لقضاء الله وقدره، نحن شعب مؤمن وكل ما نسأله من الله تعالى أن يلطف في أقدارنا".

وأضاف: "هذه الفاجعة كما لها وقع أليم في نفس كل مواطن، وأنتم المقدسيون ونحن المقدسيون جميعا، لأن القدس بوصلتنا السياسية، هي أولى القبلتين، القدس لها وقع خاص في قلوبنا، وتضحياتها تنعكس على كل الوطن، فهي عاصمتنا الأبدية، والفاجعة التي ألمت بنا كانت فاجعة لكل الوطن، نسأل الله تعالى ألا يعيدها".

|164913|وقال: "حقيقة كان الرئيس أول المفجوعين بما حدث، وقام بإيفادنا إلى المستشفى، شاهدنا حالات أطفالنا وتمنينا أن نكون بدلا منهم لأنهم حملة الراية من بعدنا الذين سيرفعون أعلامنا فوق القدس، فوق مساجدها وكنائسها، فجعنا عندما رأينا أطفالنا الجرحى، الطفولة البريئة، سألونا أسئلة بريئة، أدمعت عيوننا، وكانت أليمة على النفس، سألني أحد الأحفاد إذا ما كان صديقه أكلته النيران، فقلت له اطمأن، وجدت أن كل أطفالنا بحاجة لإعادة تأهيل، لكن هذا قضاء الله وقدره، ونحن نسلم بالقضاء والقدر، منهم من تبسم لنا وكانت بسمته بلسما، ومنهم من كان يتألم وكان يقطع قلبنا، اليوم تعرفوا على جثامين بعض أشبالنا وميزوهم عن بعضهم بالأسماء، في هذه المناسبة أشكر رجال الإصلاح في كل الوطن الذين هبوا من أجل تخفيف وقع الفاجعة على نفوسنا وحتى لا تنفلت المشاعر بعد هذه الفاجعة، نشكرهم من كل أعماق قلوبنا".

ووجه عبد الرحيم شكره لكل من ساهم بإنقاذ المصابين، وقال "كما نشكر الرجال الفرسان، من الدفاع المدني والهلال الأحمر، وحرس الرئيس الخاص، الذين هبوا واقتحموا الباص وأنقذوا من تمكنوا من إنقاذه وتألموا لعدم تمكنهم من إنقاذ الباقين، هذا هو شعبنا دائما توحده المحن، تشحذ من عزائمه الشدائد، تجعله على قلب رجل واحد، كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر".

|164915|وأضاف: "نناشدكم أخوتنا في رحاب القدس الذين ضربتم دائما المثل بأن تكونوا الطليعة والقدوة أن نستفيد من هذه المحنة ونجعل منها منطلقا لمزيد من توحيد صفوفنا ونبض عروقنا، نحن شعب امتحن في الكثير من المواقع وأثبت أنه شعب أصيل، أنه شعب لا يمكن أن تهزه هذه المحن وأن تفت من عزيمته وعضده هذا ما عهدناه بكم أنت المقادسة أنتم ونحن المقدسيون، نأمل منكم أن توحدكم هذه المحنة، لا أخفي عليكم أنني كنت أود أن أرى عزاء واحدا لأن المصاب واحد، الفتيات والأشبال والمعلمات خسارة لشعبنا كله، كنت أتمنى أن يكون العزاء واحدا، ونتمنى في المستقبل أن يكون العزاء واحدا".

وأكد عبد الرحيم :"نحن مؤمنون، لا راد لقضاء الله وقدره، هذا قضاء الله، صحيح المفروض علينا أن نعقل ونتوكل، لكن هذا قضاء الله، من كتبت له الحياة فبإرادة الله، ومن كتبت له الشهادة هو في عصافير الجنة، يحتسبهم أهلهم وأقرباؤهم عند الله شهداء، سيأتونكم يوم القيامة كالطيور يهدونكم على الصراط المستقيم، من أجل الوصول إن شاء الله إلى جنات الخلد خالدين فيها".

وختم كلمته بالقول: "من كل قلوبنا أنقل تعازي كل أبناء شعبنا لكم، ومن السيد الرئيس أنقل أصدق المشاعر لكم ونتمنى عليكم كما عهدناكم دائما أن تكونوا على قلب رجل واحد، توحدنا الشدائد والمحن، وتشد من أزرنا وعزمنا، بارك الله فيهم ولنحتسب أبناءنا شهداء عند الله في عليين، ونتمنى لعائلات الشهداء الصبر والسلوان، (والعصر إن الإنسان لفي خسر، إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)، تواصوا بالصبر أيها الفلسطينيون، أيها المجاهدون المرابطون في رحاب الأقصى وبيت المقدس، أتمنى لكم الصبر والسلوان".

ورافق أمين عام الرئاسة، رئيس ديوان الرئاسة حسين الأعرج، ومساعد القائد الأعلى لقوات الأمن الحاج إسماعيل جبر، ومستشار الرئيس للشؤون القانونية حسن العوري، ومحافظ القدس عدنان الحسيني، وعدد من المسؤولين والقيادات.

كما أمّ بيت العزاء جموع غفيرة من المواطنين وشخصيات قيادية من جميع أنحاء الوطن.